نجح تحكيم قبلي في إنهاء الأزمة التي شهدها مجلس النواب ومحافظة حضرموت اليمنية خلال الفترة الماضية بسبب أرضية المشروع التي تُعرف بدرة المكلا والتي كانت موضع الخلاف بين كلاً من محافظ محافظة عمران (كهلان مجاهد أبو شوارب) والمستثمر اليمني المقيم بالمملكة العربية السعودية عبد الله بقشان الذي يملك مايزيد عن 2,5مليون لبنة من الاراضي الممنوحة له من الدولة في حضرموت. الخلاف الذي تطور إلى حد قيام الكتلة البرلمانية لمحافظة حضرموت بمقاطعة جلسات مجلس النواب لأكثر من ثلاثة أشهر كرسالة احتجاج على عدم تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق الأرضية والتي بموجبها تعيد ملكيتها للشركة اليمنية للاستثمارات المحدودة التابعة لرجال الأعمال بقشان وآخرين.. انتهى صباح أمس الخميس بصلح قبلي أقيم بمنزل الفقيد مجاهد ابو شوارب بالعاصمة صنعاء وبحضور محافظ محافظة حضرموت (سالم الخنبشي) ومستشار رئيس الجمهورية (عبد القادر هلال) قدم فيه أبناء حضرموت اعتذارهم للشيخ كهلان بسبب ما تعرض له من إساءة وتجريح من قبل كتلة حضرموت البرلمانية وذلك في مقابل قيام ابو شوارب بإعلانه عن تنازله عن مساحة الأرض التي تسببت في الخلاف وإعادة ملكيتها للدولة. محافظ محافظة حضرموت وفي كلمته عن مشائخ وأعيان وأعضاء محافظة حضرموت في البرلمان عبر عن سعادة في الوصول إلى ساحة بيت مجاهد أبو شارب " المعروف عنه بالكرم" لينقل لهم "شكرهم وتقديرهم لاستقبالهم في هذا البيت العامر". وقال المحافظ الخنبشي في كلمته : إن مجيئنا إلى منزل المناضل الوطني الكبير المرحوم مجاهد ابو شوارب هو تقدير وشكر لما لمسناه من تجاوب من قبل الشيخ جبران مجاهد ابو شوارب والشيخ كهلان ابو شوارب وليس بغريب عليهم المواقف الوطنية النبيلة , فهم انجال مناضل وطني كبير ومعروف في الساحة الوطنية بكرمه ونبله ومواقفه الوطنية . مشيراً إلى الأعمال الخيرة التي تمت خلال الفترة السابقة لإبرام هذا الصلح وعلى رأسها ما قام به الرئيس علي عبد الله صالح من جهد محمود لحل هذه القضية. وأشاد الخنبشي بالتجاوب الذي أبداه نجلي أبو شوارب في هذا الاتجاه. وابدى محافظ حضرموت سالم الخنبشي أسفه الشديد لما تناولته وسائل الإعلام من إساءات طالت الشيخ كهلان مجاهد ابو شوارب محافظ عمران , مؤكداً بأن تلك الإساءات قد طالت الجميع وأثرت سلباً على الاستثمار والمستثمرين والوطن بشكل عام. مؤكداً أنه لن يصدر من أسرة أبي شوارب أي " قاصرة"، مختتما كلمته بتحديد هدفهم من مجيئهم بقوله :" جئنا مقدرين ومطيبين الخواطر ونريد منكم كلمة الجمالة". من جانبه أكد جبران مجاهد أبو شوارب أن أسرتهم " لم تكن في يوم من الأيام من صانعي الأزمات في البلاد"، بل " من أصحاب الصدارة في تفكيك الأزمات وحل المشاكل"، وتسخيرهم كل ما يملكون من مال وجاه وحب الناس واحترامهم وتقديرهم لهم في هذا الاتجاه، وأنهم " حامدين الله على تلك النعم بعدم استغلالها في الاعتداء على حقوق الآخرين وأملاكهم". وأوضح عن " بعض الحقائق حول الأرض التي كانت سببا لكل ما حدث وسببا للقائهم اليوم"، مشيرا إلى أن تلك الأرض قد تم حجزها لهم ولشركائهم في عام 1992م بموجب وثيقة حجز من مكتب الاستثمار في محافظة حضرموت، كما تم تمليكها إياهم بموجب وثيقة وعقد تمليك رسمي رقم (56) صادرة عن مصلحة أراضي وعقارات الدولة، ودفعهم جميع الرسوم المحددة مثل بقية المستثمرين المجاورين لهم في المنطقة الموضحة في وثائقهم. وأشار إلى قيامهم بتسوير الأرضية وبناء مقر الشركة بداخلها، وتفاجئهم بعد " مدة طويلة" وبالتحديد في نهاية العام 2004 بهدم سور الأرض دون أي مسوغ قانوني أو شرعي أو مبرر يستدعي القيام بعملية الهدم، منوها إلى قيام الجهات المختصة بالإعتذار لهم، وإعادتهم بناء السور مجددا في العام 2009م. وأكد جبران أبو شوارب عدم وجود أي مطالبة لهم من أي طرف عبر الجهات القضائية، كما أنهم لم يكونوا أي خصومة لأي طرف منظورة أمام القضاء، أو في أي أحكام قضائية، معبرا عن " إصابتهم بألم كبير نتيجة التجريح والإتهام" لهم و" التقول" عليهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وحتى عبر " منبر البرلمان من إخوان لنا مثلكم بأننا نهابون للأراضي ومنفرين للمستثمرين"، مشيرا إلى قيام الإعلام والبرلمان " بتسييس القضية وتكبيرها واتهامهم بما ليس فيهم". وبعد سرده " نبذة مختصرة لما دبر منكم" في إشارة منه لأعضاء حضرموت في البرلمان، أعلن جبران أبو شوارب عن " عفوه عن كل ما حدث فينا من إساءة وعفا الله عما سلف"، تكريما وتقديرا لوصول وفد حضرموت إلى منزله والده، وزاد على ذلك إعلانه عنه تنازلهم عن ملكيتهم للأرض المتنازع عليهم وإعادة ملكيتها للدولة تتصرف فيها كيفما تشاء، حسب تعبيره ، مبررا تنازلهم ب" حرصا منا على قطع السبب والحفاظ على إخائنا ووحدتنا وتقديرا واحتراما لرغبة الرئيس علي عبد الله صالح". أما محافظ محافظة عمران (كهلان أبو شوارب) فقال في مؤتمر صحفي عقده على هامش الوصل القبلي : أن تنازلهم عن الأرض وإعادتها للدولة يأتي حفاظا على الوحدة والإخاء ومن اجل إنهاء المزايدات السياسية والتحوير في القضية التي قال أنها ألبست ثوبا سياسيا، في حين أنها حجزت لهم في العام 1992م كغيرهم من المستثمرين بالمحافظة، وبموجب أوراق وعقود رسمية. وفي رده على سؤال للموقع حول ما إذا كان يعتزم خوض مشاريع استثمارية في حضرموت باعتباره من رجال الأعمال اليمنيين. أشار الشيخ كهلان إلى أنه لم يعد هناك أي رغبة في ذلك بسبب ماجرى. وكما كان للصحفيين حيزاً من الانتقاد الذي وجهه محافظة محافظة حضرموت في كلمته فقد أكد أبو شوارب هو الأخر أن للإعلام دورا سلبيا في إظهاره وإخوانه وكأنهم متنفذين يسطون على الأراضي بالقوة ودون أي وجه حق. مؤكد بقوله " لم نكن في يوم من الأيام من صانعي الأزمات في البلاد بل من أصحاب الصدارة في تفكيك تلك الأزمات وحل المشاكل ". حضر مراسيم التحكيم الشيخ عبدالله النسي وكيل محافظة شبوة , والشيخ حمير بن عبدالله الأحمر-نائب رئيس مجلس النواب والشيخ حمود عاطف-عضو مجلس الشورى، والشيخ/أمين جمعان-أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة وأعضاء الكتلة البرلمانية بمحافظتي عمران وحجة وعدد من الشخصيات الاجتماعية ومندوبي وسائل الإعلام. تصوير: صقر أبو حسن