في بادرة تبدو جيدة في عنوانها وسلبية للغاية في النتائج العكسية لأهدافها، قام مدير المنطقة التعليمية بمديرية بني الحارث بصنعاء والعديد من مدراء مكاتب التربية والتعليم بمحافظات الجمهورية والمناطق التعليمية التابعة لهم بإصدار تعميمات تتضمن تحذير المدارس الأهلية والخاصة التي تقع في نطاق مهامهم منع الطلبة من دخول الفصول الدراسية لأداء الامتحانات النهائية للعام الدراسي 2013-2014م ،إلا أن نتائج هذه البادرة -وكما يقول العديد من أولياء أمور الطلاب والطالبات في عدة مدارس أهلية وخاصة-كانت ومازالت سلبية وقاسية حيث قام أصحاب وإدارات تلك المدارس بدلا من تنفيذ ما وصلهم من تعميمات بممارسة عقوبات مضاعفة ضد طلابهم وطالباتهم الذين لم يتمكن أولياء أمورهم من تسديد ما تبقى عليهم من رسوم دراسية وقد تفاوتت تلك العقوبات من مدرسة إلى أخرى، فمنها من منعت طلابها وطالباتها من الدخول من أبوابها الرئيسية، ومنها من قامت بإخراجهم من فصول أو قاعات الامتحانات واقتادتهم إداراتها إلى خارج أحواشها وهنالك مدارس أخرى لم تكتف بما قامت به سابقاتها بل اتخذت عقوبات أشد وأقسى على براعم ذنبهم أنهم التحقوا بمدارس تفتقر للتربوين وللشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وجيل المستقبل ،بمعنى أن بعض من فيها تربويون بلا تربية...، حيث قامت في أول أيام الإمتحانات بتوقيف الطلبة في أحواشها بين أشعة الشمس الملتهبة لوقت ليس بالقصير ومن ثم قامت بطرد صغار السن منهم، والذين ما زالوا في الصفوف التمهيدية دون أن تخطر في بالها خطورة مثل هذه العقوبة القاسية على حياة الأطفال الذين لا يعرفون الأماكن التي تقع فيها منازلهم، وكذا إنعاكساتها النفسية عليهم، أما من هم في الصفوف الأساسية والثانوية فقامت باحتجاز وتقييد حريتهم في غرف انفرادية طيلة الفترة التي قضاها أقرانهم في تأدية الامتحانات، ومن هذه المدارس التي مازالت تمارس هذه العقوبات، على سبيل المثال مدرسة الفجر بمديرية بني الحارث بصنعاء، التي لا تحمل أو تعكس شيئا من اسمها، والتي قام بعض أولياء أمور الطلبة فيها بالذهاب إلى مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، وقدموا شكوى إلى مدير المكتب الأخ محمد الفضلي بالحادثة وبنماذج مختلفة من أخطاء إملائية ولغوية فادحة وردت في أسئلة الامتحانات التي تقدمها المدرسة لطلبتها، خاصة الطلاب والطالبات من الصف الأول إلى الصف الخامس أساسي، وتفيد الوثائق التي بحوزتنا أن الفضلي قام من جانبه بالتوجيه بتشكيل لجنة للتحقيق فيما ورد في الشكوى، إلا أن ذلك التوجيه احتجز لدى مدير إدارة التعليم الأهلي بالمكتب، منذ أكثر من أسبوع بحجة تهيئة المدرسة المشكو بها وأعضاء اللجنة المكلفين المحتملين بالتحقيق حول تجاوزات مدرسة الفجر، أو الظلام وهو الإسم المناسب لها من وجهة نظرنا، للمهمة التي سيقوم بمواجهتها وبتنفيذها الطرفان (المدرسة ولجنة التحقيق)ومقابل هذه المماطلة تواصل ذات المدرسة ممارسة العقوبات غير القانونية ضد طلابها وطالباتها وتحرمهم من أداء الامتحانات..،فما رأي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول في مثل هكذا مدارس تسيء لقدسية العملية التعليمية...؟!