تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ابتداءً من 19 سبتمبر الجاري 2011 ولغاية 5 يناير القادم 2012، معرضا عن المياه يُسلّط الضوء على التحديات التي يواجهها البشر في الإدارة المستدامة لهذا المورد المحدود الواهب للحياة واستخداماته، حيث تهدف الهيئة إلى أن يتم نقل هذه الرسالة بوضوح، وتعمل جاهدة على التأثير في ثقافة السكان لتعزيز مساعي المحافظة على الموارد الطبيعية. وينظم المعرض هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي تحت عنوان "المياه: H2O=الحياة" في قاعة حي قصر الحصن الثقافي التي أقامتها الهيئة في مارس الماضي. وقال سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن هذا المعرض يتفحّص جمال جوهر طبيعة شريان الحياة في كوكبنا، ويُقدّم للزائرين معلومات مباشرة عن قوة المياه وأهميتها في الطبيعة وفي حياتنا اليومية. وأشار إلى أنه وباستخدام بيئات تفاعلية وثلاثية الأبعاد، ومن خلال أكثر من 90 موضوعاً ونموذجاً، يكشف لنا المعرض الجوانب الثقافية المتعددة للمياه، بما في ذلك الدور الذي أدّته في قيام الحضارات في شتى أنحاء العالم. وتعالج النماذج التفصيلية والمجسمات المعروضة قضايا جودة المياه ووفرتها الملحة التي تواجه المجتمعات والأنظمة البيئية حول العالم، كما تُبيّن مدى أهمية هذا المورد المحدود والثمين. ويتكون المعرض من عدة أقسام، هي: الحياة في الماء، الكوكب الأزرق، الأشغال المائية، الماء في كل مكان، لا توجد قطرة واحدة للشرب، مياه صحية، استعادة الأنظمة البيئية المحلية وقصص محلية لأشخاص قطعوا عهدا على أنفسهم بحماية موارد المياه والحفاظ عليها بطرق ملهمة. من جهته أكد د.سامي المصري نائب المدير العام للهيئة للفنون والثقافة والتراث أنّ مدينة أبوظبي تُعدّ مركزا هاما لاستضافة هذا المعرض, فالمياه هي عصب الحياة في كلّ مكان، مُشيرا إلى أنّ أحد أهم عوامل إدراج منظمة اليونسكو لمدينة العين كأول موقع إماراتي في قائمة التراث العالمي، هو نظام الأفلاج المستخدم ببراعة منذ القدم في المدينة لري الأراضي. محاور أساسية في المعرض: تستقبل شاشة ضبابية وقطرات الماء المتساقطة على بِرْكةٍ مضاءة الزائرين عند دخولهم المعرض، ما يرمز لجمال الماء وشموله فضلاً عن ندرته وهشاشته. محطات تفاعلية كثيرة، بما في ذلك محطة يستطيع فيها الزائرون تفحص العديد من العضويات الدقيقة التي تعيش في قطرة واحدة من الماء. العلوم على مجسّم كروي، كرة قطرها 69 بوصة تعرض خرائط وصوراً ملتقطة بالأقمار الصناعية للكرة الأرضية تبين بشكل واضح كيفية توزع المياه واستخدامها في شتى أنحاء العالم. شكل منحوت للماء في حالاته الثلاث يمكن للزائرين لمسه. شاشات لمس فيديوية تسأل الزائرين عمَّا يمكنهم أن يفعلوه للمحافظة على المياه. قالوا عن المعرض: - "لا يمكن أن تدخل... من دون أن تشعر بالحماسة حيال الإمكانيات التي يتيحها" - صحيفة نيويورك تايمز. - "انغماس تام في عالم المياه ... من الصعب أن نتخيل أن جانباً واحداً أُغفِل في هذا العرض" - Courant.com . - "حافل بالرسوم الملائمة للأطفال والإيضاحات العملية والنماذج التفاعلية المجسّمة" - صحيفة نيويورك بوست. - "مزيج المجسمات والأصوات خلاب وممتع" - Philly.com . - "عرض للتنوّع البيولوجي في العالم" – NewTimesLive.com . أقسام المعرض: الحياة في الماء: يدخل الزائرون المعرض عبر شاشة ضبابية متوهجة وتبرز قطرات الماء المتساقطة على بركة مضاءة جمالَ الماء وشموله بالإضافة إلى ندرته وهشاشته. على مرّ العصور، تطورت النباتات والحيوانات بطرق مدهشة للتكيف مع ندرة المياه أو وفرتها، أو الحدود القصوى لدرجات الحرارة، أو الحياة في المياه العذبة أو المالحة. توضح الأسماك والأسماك القافزة الحية بعض السبل التي تتغلب بها الكائنات الحية على تحديات العيش داخل المياه أو خارجها. ويُسلّط الضوء على حياة البشر أيضاً بمعروضات تصفُّ محتوى أجسامنا من المياه واحتياجاتنا اليومية منها. الكوكب الأزرق: يستطيعُ الزوار إدراك قدرة المياه على نحت البيئة المحيطة بنا عن طريق مجسّم للكرة الأرضية يبلغ قطره 68 بوصة وتعرض عليه خرائط وصور ملتقطة بالقمر الصناعي للأرض، ونموذج ضخم لوادٍ ضيق حفرته المياه يمكن المرور عبره. وتساعد العيّنات الجيولوجية في تقديم قصة منشأ الماء وعمر الأرض، بينما تعرض منحوتة قابلة للَّمس إحدى الخصائص العديدة المدهشة للماء: التواجد في الحالات الثلاث عند درجة حرارة الغرفة. الأشغال المائية: تتتبع لوحات وأشكال تفاعلية ومشغولات يدوية، بما في ذلك قسم من أنبوب ماء يرجع إلى 1500 عام من مدينة أواكساكا بالمكسيك، تاريخَ الري وإنشاء السدود والزراعة المروية إضافة إلى الأثر البيئي الواسع لاستغلال المياه في الأعمال النافعة للبشر. ويتيح اختبار على شكل لعبة للعائلات تقييم معلوماتهم عن كميات المياه المستخدمة لصنع منتجات يومية، وإيضاح التبعات البيئية لاستخدامنا للمياه. الماء في كلِّ مكان: عرض تفاعلي مثير يدعو الزوار اليافعين لترتيب مكعبات مصوّرة في قصص تصف حياة الدببة القطبية والبشر على الجليد، ونماذج تفصيلية مجسّمة تعيد إنشاء الحياة في تونليه ساب بكمبوديا، وهي بحيرة عذبة يحكم نظامها البيئي المدهش وثقافتها التذبذبَ الفصلي للفيضانات الموسمية. لا توجد قطرة واحدة للشرب: يرفع الزوّار وعاءً مليئاً بالماء، وهو أمرٌ تقوم به ملايين النساء والفتيات في البلدان الجافّة كلَّ يوم. وتظهر معروضات الآنية القديمة والحديثة دور الماء في الفن والثقافة، علاوة على قدرته المتفردة على إثراء تجربتنا الإنسانية. مياه صحية: يكشف لنا مجهر فيديوي عن قليل من العضويات الدقيقة التي يمكن أن توجد في قطرة ماء واحدة. وتبين لنا عروض تفاعلية أخرى، بما في ذلك مقطع فيديو ثلاثي الأبعاد، أثر السكان على إمدادات المياه الجوفية وكيف يمكن أن تختزن الصخور الصلبة المياه في الظاهر. ويسلط نموذج مجسّم مفصّل للبحيرات العظمى الضوء على أهمية الدور الذي تلعبه الأراضي الرطبة كأدوات طبيعية منقّية للمياه. استعادة الأنظمة البيئية المحلية: تشكل إعادة تكوين أبراج الطوفة في بحيرة مونو عرضاً نحتياً مذهلاً يوضح لنا إعادة إحياء نظام بيئي، ما يعكس آثار فرط استهلاك المياه. وتذكرنا المشغولات اليدوية، ومن بينها إبريق ماء يرجع إلى الحقبة السومرية قبل 5000 سنة، بأن كثيراً من أقدم الحضارات البشرية في العالم تدين بنشأتها لمياه نهري دجلة والفرات. قصة محلية: صور لأشخاص محليين قطعوا على أنفسهم عهداً بحماية موارد المياه والحفاظ عليها بطرق ملهمة واختبار تفاعلي تثقيفي يوحي بسبل للاقتصاد في استهلاك المياه في حياتنا اليومية ما يعزّز الرسالة بأننا قيّمون جميعاً على كوكبنا المائي وأن الإجراءات التي يتخذها الفرد الواحد يمكن أن يكون لها بالغ الأثر