قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن 23 جنوبيا من قائمة أعضاء المجلس الوطني الذي أعلنه المشترك أعلنوا انسحابهم عبر بيان يوضح موقفهم غير أن بعض كتاب الطرف (الشمالي)أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لمجرد تبنيهم موقف سياسي لمحاولة توحيد الجهد لقضية عادلة ومشروعة يمتلك مشروعية القول والفصل فيها شعب الجنوب بعيدا عن المحاصصة السياسية والاجتماعية ، وبما أن ال23 شخصية كانت تمثل طرف معترف به دوليا في مشروع الشراكة بين الشمال والجنوب في دولة الوحدة عبر اتفاقية بصورة سلمية توجت في 22مايو 1990م … فعندما يتحدث الجنوبيون عن إعادة النظر في مشروع دولة مابعد 1994م ؟؟فهذا أدنى سقف في خيار الشعب الجنوبي ،فلا اعتقد لأي شخص سوي كان جنوبي أو شمالي لا يعترف بأن حرب 94م أسقطت المشروع السلمي للوحدة ؟! .أستغرب الحملة الشعواء التي تشن على الجنوب وقياداته على هذا النحو من التمترس وراء انفعالات غير متزنة وغير مدركة لحقيقة الوضع في الجنوب ومآسي سكانه الذين يكتوون بالفقر والعوز ، يصر وللأسف كثر من الكتاب والسياسيين الانغماس في وحل التمييز وشبهة العنصرية على حد قول الكاتب سامي غالب. وبطبيعة الحال لم يكن الرفاق الجنوبيون من أعلنوا انسحابهم ، بل ارتفع سقف المنسحبين من الشماليين أيضا وأبرزهم الأستاذ عبدالباري طاهر والنائب احمد سيف حاشد والزميلة توكل كرمان والأخت منى مقطري ناهيك عن تيار مجلس التضامن والحوثيين ؟ لماذا تقتحم نوازع التهديد والوعيد ، وتوظف عبارات على طريقة الوحدة أو الموت التي يتفاخر بها النظام العائلي في بوابة قصره في قلب العاصمة صنعاء .. حالة من التشنج كانت تتحكم في نفسية الكاتب منير الماوري الذي حاول أن يدق إسفين بمدح البيض على تمسكه بالصدق في مشروعه بينما مطالب ال23 الجنوبية فيها أكثر من ماهو مخبئ ..فخذها من صادق يحدث من قلب الحدث من عمق معاناة الناس داخل أراضي الوطن أن المتغيرات المفاجئة اليوم في الشارع الجنوبي تجاوزت مطالب المعتصمين في ساحات صنعاء وتعز واب . نموذجا المظاهرات في مدن وادي حضرموت:سيئون ، تريم ، القطن الأسبوع الفائت خرجت عن طابعها السلمي إلى المسلح سقط فيها الشهيد رمزي حمدون ،عدد المشاركين في تشييع جثمانه بمدينة سيئون تجاوزوا العشرين ألف مواطنا شاهدنا بأم أعيننا مليشيات مسلحة من قبل الباعة المتجولين(الشماليين) وقابلها تحالف مسلح لشباب المدينة الوضع كان محتقنا للغاية وتكررت هذه التشنجات في المدن الحضرمية الشحر غيل باوزير وتريم والمكلا شحير صار العملية فيها نوع من الفرز المناطقي وزاد من غلو هذا الانحراف تحالف الأمن المركزي مع أصحابهم. صدقني الأمور خارجة عن السيطرة ودافع العصبية هو الذي يغذي هذه النزعة , كراهية لا حدود لها ولا تظن أن الوحدة في مأمن في ظل سيطرة وتحكم الشمالي ضد الجنوبي بسبب نتائج حرب 1994م من حق الجنوبيين أن يطالبوا بتقرير المصير حفاظا على روح الوشائج الاجتماعية ؟! دعك من نرجسية البعض الذي لايفهم في الوحدة الفيد والغنيمة للجنوب.قيم حقوق الإنسان وحق إرادة الشعوب في تقرير مصيرها ثقافة تكرست في المجتمع الأمريكي والأوربي لكن هناك من اليمنيين من لم يرد مغادرته بيئة منشأه الاجتماعي بكل تقاليده البالية ؟! مازلت أحترم عديد من الكتاب (الشماليين)الذين يدعون إلى إعادة تأسيس شراكة تبدءا من الآن,لأن تأخير الحلول يعقد المشكلة لا يحلها.أتساءل: ما الضير لو ساند الكتاب وبشي من الضغط حق الجنوبيين في التمثيل النصفي في المجلس الوطني لإثبات حسن النية ، أليس من الآن سنضع حالة أكثر تقدما من سابقاتها سواء نجح الحسم الثوري أو التسوية السياسية على حد وصف نبيل الصوفي ، ولعلم الكاتب الماوري ورفاقه في المشترك أن البديل بغير الجنوب في الحالة الراهنة لمعطيات الثورة بعد سقوط كتائب معمر القذافي هو تطويق قوى السلاح والقبيلة في الثورة مؤشرات الحسم العسكري بدأت تلوح في الأفق والتجنيد والتسليح من قبل الطرفين يجري على قدم وساق …دعونا نبني جنوب جديد لمستقبل افضل. وكفى