لا تزال تداعيات الفيلم الاميركي المسيء للاسلام والرسول (ص) تعصف بالعالمين العربي والاسلامي، حيث لم تتوقف التظاهرات واعمال العنف التي تهدد السفارات والمصالح الاميركية والغربية، رغم محاولات احتوائها. ففي ليبيا اوقفت السلطات الليبية 50 شخصا على خلفية الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي قتل خلاله السفير الاميركي وثلاثة اخرين، بحسب ما اعلن رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف، الذي قال ان «عددا قليلا» من الذين شاركوا في الهجوم كانوا اجانب دخلوا ليبيا من «جهات مختلفة وبعضهم بالتاكيد من مالي والجزائر»، وان «اخرين ربما كانوا من المتعاطفين». وقال ان الحكومة علمت ان الهجوم لم يكن نتيجة موجة غضب عفوية بسبب الفيلم، لكنه «كان مخططا له من قبل اجانب دخلوا البلاد قبل بضعة اشهر». في وقت نفى الناطق باسم وزارة الدفاع عادل البرعصي دخول مدمرتين حربيتين بهما قوات أميركية خاصة الى السواحل الليبية لحماية المصالح الأميركية، وأكد أن البوارج متواجدة في المياه الدولية منذ تدخل «الناتو» في الحرب ضد نظام القذافي. هذا واستمر اقفال المجال الجوي في بنغازي بسبب تلقي معلومات بوجود عدد من الصواريخ الحرارية في المناطق المحيطة بمطار بنينة واستهداف طائرات استطلاع اميركية بالمضادات الارضية. اليمن يرفض المارينز اما في اليمن فقد الغيت تظاهرة معادية لواشنطن في صنعاء وساد الهدوء في محيط السفارة والقنصليات التي اقفلت خوفاً من الهجوم عليها بعد تزايد تهديد القاعدة، خصوصاً بعد بيانها الاخير الذي استحل دماء الدبلوماسيين الاميركيين وحثه للمسلمين على مهاجمة وقتل المزيد منهم. كما رفض البرلمان اليمني أي تواجد أجنبي على أراضي البلاد، وطالب برحيل عناصر المارينز الأميركية فوراً، وقال إنه لا يقبل أي تواجد أجنبي تحت أي ذريعة، ووصف الخطوة بأنها «غير مقبولة». وكانت امس وصلت دفعة جديدة من قوات المارينز إلى صنعاء معززة ب 200 سيارة مصفحة. وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي انه يخشى ان يكون ذلك مبرراً لتواجد اميركي دائم في اليمن. السودان وتونس ويأتي الموقف اليمني بعيد إعلان حكومة السودان رفضها استقبال عناصر «المارينز»، لحماية سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم. إلى ذلك، أمرت الولاياتالمتحدة باجلاء جميع طواقمها غير الاساسيين من تونس والسودان، محذرة المواطنين الاميركيين من التوجه الى هذين البلدين. برلين ستمنع عرضه في اطار متصل، طالب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني حكومة الخرطوم في لهجة حادة بأن تضمن أمن المواطنين الألمان المتواجدين في السودان. إلى ذلك، يعتزم وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش منع جماعة ألمانية يمينية متطرفة بصورة حاسمة من عرض الفيلم المسيء للرسول عرضا علنيا أمام الجمهور. تونس وفي تونس قالت الرئاسات الثلاث إن تونس لن تسمح بأن تتحول إلى ملاذ للإرهاب وشددت على «التصدي لمجموعات العنف السياسي» في إشارة إلى الجماعات السلفية. وذلك على خلفية أحداث العنف التي وقعت في محيط السفارة الأميركية احتجاجا وذهب ضحيتها 4 قتلى وأكثر من 70 جريحا. طالبان تنتقم في أفغانستان وفي افغانستان تظاهر حوالي 1500 طالب في كابول ضد الفيلم المسيء للاسلام في تجمع هو الاول في العاصمة الافغانية. كما أعلنت «ايساف» ان ست طائرات حربية اميركية دمرت وتضررت اثنتان اخريان «بشكل كبير» في هجوم شنته طالبان على قاعدة باستيون في ولاية هلمند (جنوب) ويخدم فيها الامير هاري. وقالت «ايساف» ان الاضرار جراء الهجوم كبيرة، اذ ان ثلاث محطات للمؤن دمرت وستة مواقف لطائرات اصيبت. واعترف مصدر غربي بانه لم يسبق ان تكبدت قوات التحالف مثل هذه الخسائر الجسيمة في المعدات. في حين قالت صحيفة «الصن» إن الأمير هاري لن يقطع مهمته في أفغانستان بعد الهجوم، وأن الأمير الطيّار أكثر تصميماً من أي وقت مضى على مواصلة قتال طالبان.