تذكر أحد ابناء الجنوب وهو ماراً في سفره من صنعاء إلى عدن بمنطقة الشريجة الواقعة في الحدود بين الدولتين الجنوبية والشمالية ، تذكر أطلال دولة الجنوب وبراميل الشريجة ، وتمنى في شعر له نتيجة للموقف بان تعود براميل الشريجة ولكن على شكل أسوار وقلاع . حد وصف شعره وحكى "ابو سعيد الفحة " قصته في الشريجة كالتالي :- في طريق عودتي من صنعاء توقفت بنا الحافلة التي تقلنا برهة في منطقة الشريجة الحدودية بين الشمال والجنوب سابقا، فسرتني هذه المصادفة الطيبة، فنزلت من الحافلة مع من نزل لقضاء حاجتنا، و ترجلت متفحصا تلك المحال العتيقة والمقفرة من أهلها، فعاد بي الحنين إلى أيام حيوية هذا السوق، وأنه ما أقفر إلا من بعد الوحدة المزعومة، فصار الحنين إلى عودة الحياة إلى هذا السوق مؤذن بانتهاء كابوس الوحلة الجاثمة على صدورنا منذ أكثر من عشرين عاما، فصعدت على الحافلة وما كان مني إلا أن أخرجت نوتتي وقلمي من جيبي فكانت هذه الأبيات وهي بعنوان: (وقفة على أطلال الشريجة) قف بالشريجة وقفة الملتاعِ قف سائلا تلك المحال ورسمها قف سائلا من كان يحيي سوقها هل يا ترى سيعود سوقك آهلاً ونرى البراميل التي قد أُتلفَت حتى نظن بأنها قد آذنت ونرى الشريجة قد أعادت عزها من بعدما هُتك الستار لوحدة ونرمم الحب القديم لأخوةٍ فقد اقتضت سنن الزمان وأهله هي للزوال عاجلا أو آجلا ومقبلا لجدارها والقاع وسل السهول وشاءها والراعي إن كان ثمَّة من يجيب الداعي ببضائع التجار والصناع؟؟ قد بُدِّلت بحواجزٍ وقلاع بزوال محتلٍّ وطول صراع وتشنَّفت آذانها بسماع عن سوء تضليل وزيف قناع فأخوَّة الإسلام خير متاع أن الشراكة بغية الأطماع فاعلم، فهل لمقالتي من واع؟