شامخاً كجبال ردفان، حمل بندقيته فانطلق إلى جوار اخوانه يطارد الإمامة ويدافع عن الجمهورية، ووشامخاً كجبال ردفان عاد إلى بلدته ليخاطب الاستعمار بلغة البندقية، فكان أول من قدم روحه قرباناً لثورة أشعل عود ثقابها من ردفان، فعمت نيرانها جميع أجزاء الوطن.. انه الشهيد راجح بن غالب لبوزة أول من أشعل ثورة 14 أكتوبر وأول من استشهد فيها. وعند انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م عمل الشهيد صلحاً بين قبائل ردفان، وذلك من أجل أن يتمكنوا من الذهاب إلى شمال الوطن للدفاع عن الثورة الوليدة.. هاتان رسالتان مهمتان توضحان للجميع كيف كان الثوار في الجنوب يستشعرون وحدة الوطن ووحدة النضال .. هذه رسالة المستر ميلن الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين لراجح لبوزة ونرى كيف أن إسم الجنوب العربي إسم إختلقته بريطانيا لتصنع عزلة بين أبناء شعب واحد .. ثم سنرى رد الشهيد لبوزة المذهلة " إلى حضرة الشيخ راجح غالب لبوزة ورفاقه العائدين من الجمهورية العربية اليمنية السلام عليكم وبعد: لقد تلقينا نبأ وصولكم من الجمهورية العربية اليمنية إلى وطنكم الجنوب العربي بين أهلكم في ردفان، وأنتم تحملون الأسلحة والقنابل، وعليه فإنّه يتوجب عليكم الحضور إلى عاصمة ردفان (الحبيلين) ومقابلة الضابط البريطاني، المسؤول السياسي البريطاني، والنائب محمود حسن علي للتفاهم معكم وبحوزتكم الأسلحة والقنابل مع خمسمائة شلن (درهم) ضمانة بعدم عودتكم إلى اليمن، وأنّ حكومتكم حكومة اتحاد الجنوب العربي سوف تضمن بقاءكم، ما لم فإنّكم سوف تنالون العقاب الشديد من حكومة بريطانيا وحكومتكم حكومة اتحاد الجنوب العربي. والسلام عليكم المستر ميلن الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين النائب محمد حسن علي نائب مشيخة القطيبي إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين والنائب محمود حسن علي نائب مشيخة القطيبي: لقد استلمنا رسالتكم الموجهة إلينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية التي تضمنت تسليم أسلحتنا وكل ما بحوزتنا من قنابل وغرامة خمسمائة شلن وضمانة بعدم عودتنا إلى اليمن وتسليم ذلك إلى حكومتنا حكومة الاتحاد. نحن نعتبر حكومتنا هي الجمهورية العربية اليمنية وليس حكومة الاتحاد، ونحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم، ونعتبر حدودنا من الجبهة وما فوق، وأي تحرك لكم من تجاوز حدودنا فنحن مستعدون لمواجهتكم بكل إمكاناتنا ولا تلوموا إلا أنفسكم. والسلام ختام الشيخ راجح بن غالب لبوزة عن مجموعة العائدين إلى ردفان من الجمهورية العربية اليمنية