لدى البسطاء من الناس أمالهم الجريئة المرتبطة بالخلاص العام, فتراهم يؤيدون مرشح الرئاسة التوافقي, عبد ربه منصور هادي بطريقة ما غير مفتعلة. عمال النظافة هم مثلا من الفئة العمالية التي تواصل اعتصامها المطلبي الضاغط باتجاه تثبيتهم وظيفيا,من قبل صندوق النظافة في أمانة العاصمة لكنهم يحملون صور"هادي" ويقومون بإلصاقها على جدران الشوارع والمحال التجارية. يعتقد محمد على الزبيدي أن مسألة تثبيته رسميا كموظف في صندوق النظافة يبدأ بالتصويت لعبد ربه منصور هادي الذي يقترن صعوده التوافقي إلى سدة الحكم بأمن واستقرار اليمن. "العالم قال لنا صوتوا لعبد ربه" هكذا قال الزبيدي في أشارة إلى الدعم الإقليمي والدولي إزاء استقرار اليمن, والذي سيأتي بعد تتويج هادي رئيسا توافقيا لليمن. يوافقه الرأي عبد الله السريحي صاحب البقالة الكائنة بالقرب من ساحة اعتصام عمال النظافة في فج عطان, على أن السريحي الذي غطى جدران متجره بصور هادي يضيف تطورا آخر حول طبيعة العلاقة بين بسطاء الناس والرئيس التوافقي القادم,فهو يقول أن هادي لن يتدخل في مهام أقسام الشرطة والنيابات والمحاكم. وبالنسبة لعمال النظافة الذين صاروا زبائن دائمين للسريحي فهم يعتقدون أن هادي "هادي" سيكون خاضعا لدفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف,أوهكذا تقول لهم ملامح الرجل التي غطت صوره شوارع صنعاء وأسواقها العامة. الواضح حتى اللحظة,هو أن شقيقي الأكبر"عبده" الذي يملك"بوفية" في سقطرى يتفق مع شقيقي الأصغر" أحمد" الذي يعمل بناءا في صنعاء, على أن التصويت ل"هادي"يعد ضرورة وطنية لا جدال فيها. التوافق بين الشقيقين"أحمد وعبده" حول التصويت لهادي يجد دوافعه في حاجتهم الماسة إلى الأمن,لاسيما في البلاد البعيدة عن حنان أمي التي تعيش في ريف تعز. باصات الأجرة التي شهدت مقاعدها شجارات متواصلة خلال العام الماضي بين أنصار الثورة ومن يوصفون ببلاطجة صالح,صارت مجالا للنقاشات ذات الأبعاد التوافقية التي يشكل فيها ضرورات التصويت لمرشح الرئاسة التوافقي محورا للنقاش. النقاشات العامة تدور غالبا بين الشرائح الاجتماعية التي تشكل فيها المهنة والحرفة قيمة الانتماء الأول,وهم الناس الذي يشكل القانون بأدواته التنفيذية حكما في نزاعاتهم. بهذا المعنى يقول منصور الاصبحي الذي يعمل في مجال التصوير الفتغرافي, سيكون هادي, أكثر المسولين اليمنيين سماعا للهتافات الثورية القادمة من حناجر المعتصمين في فناء بيته,وهو يعلم أيضا أن المعتصمين في ميدان الستين وصلوا إلى أعداد مليونية في أكثر من جمعة صلوا فيها هناك. بالتأكيد يعلم هادي أن شرعيته ستأتي من ذات الحناجر التي يسمع هتافاتها الثورية كل يوم,وهي ذاتها الأصوات التي طالت على عبد الله صالح بنهاية مأساوية لا تنفع حيالها الفهلوة وزرة الوجه.