شن سياسيون يمنيون هجوما عنيفا وقويا على جماعة الحوثي لقيادتها البلاد نحو التشظي والحرب وتهديد النسيج الاجتماعي بعد انقلابها على مؤسسات الدولة الشرعية ومحاولتها إعادة النظام الملكي البائد من جديد. وقال هؤلاء خلال مشاركتهم في برنامج "حديث الثورة"على قناة الجزيرة مساء اليوم السبت إن جماعة الحوثي لا تريد عملية سياسية ولا مؤسسات دولة وإنما مجرد هياكل أقرب للمحلل لأعمالهم على أرض الواقع. واتهم علي عبدالله الضالعي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الحوثيين بممارسة الطائفية في الواقع مدللا بمحاصرة والسعي لإعادة النظام الملكي البائد. وأكد الضالعي أن الحوثيين قاموا بالانقلاب على الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي واقتحموا دار الرئاسة وحاصروا منزله وأجبروه في الأخير على تقديم استقالته مع حكومته. وفند القيادي الناصري تبريرات الحوثيين بالسيطرة على مؤسسات الدولة وزعمهم أنها جاءت لمحاربة الفساد بالقول إنهم يريدون توظيف 50 ألفا منهم في الجيش والأمن وهم لا يحملون مؤهلات ولا كفاءات مثل آلاف من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل. وحول موقف حزبه مما جرى,قال الضالعي إن ما حدث انقلاب وأن الحوار القائم عبثي لأنه يجري تحت هيمنة القوة والتهديد ولابد من إعادة الوضع إلى ما قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء واقترح نقل الحوار إلى تعز لتحقيق التكافؤ بين أطرافه. وأشار إلى أن الحوثيين يستخدمون أساليب النظام السابق في قمع المتظاهرين من خلال اللجوء إلى القوة والعنف ساخرا من تبريرهم بأن تدخلهم ضد المحتجين إنما هو لأجل حمايتهم كما أن مسلحيهم ليسوا طرفا في ما يجري. من جانبه,قال السفير والقيادي الجنوبي محمد عبدالمجيد قباطي إن الحوثيين انقلبوا على مخرجات الحوار والسلطة الشرعية وما رفعهم شعار محاربة الفساد إلا من أجل المشاركة في التهام مؤسسات الدولة بتوظيف أتباعهم. وأوضح أن ممارساتهم اليوم تقود البلاد نحو التشظي والاحتراب وتهدد النسيج الاجتماعي,لافتا إلى أن الجنوبيين شعروا أنهم يريدوا فرض خيارا عليهم بالقوة. وحول رؤيته للحل,أكد قباطي أن المخرج يكمن في عودة السلطة الشرعية وتوسيع الهيئة المعنية بالإشراف على مخرجات الحوار والبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل. بدوره,استغرب الأكاديمي والباحث السياسي محمد جميح حديث الحوثيين عن محاربة الفساد وهم متحالفين مع علي صالح الذي كانوا يعتبرونه من قبل رأس الفساد ويتولون حماية منزله. واعتبر أن تشكيل مجلس رئاسي مجرد صاعق سينفجر في أي لحظة ولن يكون حلا لأنه سيكون بمثابة ديكور سياسي يشرعن انقلاب الحوثيين,مشيرا إلى أن الحراك الشعبي في الشارع سيجبر القوى السياسية للانصياع له في نهاية المطاف. وأكد أن الحوثيين لم يتركوا لهم صديقا بعد أن أصبحوا اليوم في مواجهة جميع القوى بمن فيهم المؤتمر الذي قال إنهم في طريقهم لخسارته.