دار جدل ساخن بين الكاتب السياسي اليمني الدكتور محمد جميح وعضو المكتب السياسي للحوثيين محمد القبلي خلال لقاء بثته قناة «سكاي نيوز عربية» مساء أمس. وفي بداية اللقاء تحدث عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد القبلي، نافيا وجود تصعيد من قبل جماعة الحوثي المسلحة، مؤكدا أن ما يحدث هو اعتداء على أبناء الشعب، وأنه عندما يعتدى عليهم يمارسون حقهم في الدفاع عن النفس. وأوضح هناك فساد يريد أن يفرض نفسه كأمر واقع مستخدما ورقة الأممالمتحدة كما حصل في بيان الدول العشر ضد الخيمة وكأنها سلاح دمار شامل. الكاتب والسياسي اليمني الدكتور محمد جميح قال إن القبلي يحتكر أبناء الشعب اليمني على الحوثيين، موضحا أن الجماعة الحوثية لا يحق لها أن تحتكر الحديث باسم الشعب كونها جماعة مسلحة وغير منتخبة ولا تشارك في العملية السياسية ومتمردة خرجت عن النظام السابق واللاحق. وفي رده على حديث القبلي حول أنهم يعملون على مكافحة الفساد أوضح جميح أن الحوثيين متحالفين مع أكبر الفاسدين وتجار السلاح واللذين أعدت الأممالمتحدة قائمة سوداء بأسمائهم، مشيرا في هذا الصدد إلى تاجر السلاح فارس مناع الذين عينه الحوثي محافظا لصعدة. وقال إن جميع المكونات السياسية حمّلت جماعة الحوثي مسؤولية الاستمرار في التصعيد العسكري. وفي رده على سؤال حول مطالب الحوثيين الخفية والتي من ضمنها سعيهم للحصول على منفذ بحري، رفض عضو المكتب السياسي للحوثيين الإجابة واكتفى بالقول إن «هذا شيء لا يستحق الرد مالم يكن هناك دليلا على ذلك». وتحدى القبلي جمال بن عمر أن يثبت بأنه تم تشكيل المؤسسات الحاكمة أو منحت الصلاحيات التي تحقق معايير الحكم الرشيد لهذه المؤسسات، منوها بأن مطابخ الفساد أعجز من أن تثني الشعب عن مطالبه. وزعم أن ما وصفه ب «الشعب اليمني» يمارس نضال سلمي حضاري أذهل العالم، مؤكدا أن الدم اليمني غالي عليهم وكان يجب أن لا تحصل أي مشكلة من المشاكل التي حدثت والحروب التي شنت خلال مؤتمر الحوار الوطني بدءا بدماج ومرورا بعمران وانتهاءا بالجوف كل هذه تأتي في سياق الحروب المجرمة التي اعتذر عنها الجميع في مرأى ومسمع من العالم وحول المفاوضات قال إن لجنة المفاوضات كانت قد حققت تقدما كبيرا إلا أن تدخل جمال بن عمر وبيان مجلس الأمن قوّض تلك الجهود وأفقدها معناها، مشيرا إلى أنه من حقهم أن يطلبوا ضمانات من أجل الشعب. من جانبه استبعد الدكتور جميح انفجار الوضع عسكريا في صنعاء، منبها بأن الحوثيين الذين يتوافدون إلى منافذ العاصمة رسمت لهم خطوطا حمر لن يستطيعوا تجاوزها. وأفاد بأن الحوثيين شنوا على اليمنيين ستة حروب تحت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، وأن الحوثيين لا يكذبون عندما يقولون أن الحكومة اعتذرت لهم. وقبل أن يكمل جميح حديثه فقّد عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد القبلي صبره وقاطعه وقال إنه لا يستحق أن يتحاور معه واصفا إياه ب «المنحط». وفيما حاول القبلي الانسحاب من اللقاء، استمر الدكتور جميح حديثه قائلاً: «يشرفني أن اتحدث إلى كل يمني ولا استخدم ألفاظ غير لائقة والاعتذار كان لأبناء صعدة من جرائم الحروب الحوثية وليس للحوثيين وهذا ينبغي وهذا ينبغي أن يصح». وأشار إلى أن الحوثيين على مدى سنوات طويلة كانوا ينادون بشعارات خارجية ايدلوجية مرتبطة بإيران ولا علاقة لها بالواقع اليمني، لكنهم الآن أرادوا أن يغيروا من الشعار الخارجي إلى الشعار الداخلي عن طريق إسقاط الجرعة. القيادي الحوثي عاد إلى اللقاء مجددا بعد أن حاول الانسحاب والخروج وقال إن الدكتور جميح لا يستحق الاجابة على مايقول، لكنه أضاف: «ما دام وقد حضرت للحوار فإن أنصار الله لهم الشرف في تبني مطالب الشعب بإسقاط الجرعة ويطالبون بإيقاف السلب والنهب». وعاود القبلي هجومه على جميح، موضحا أنه شخص مستفز ويجب أن يعرف أن أهدافهم نبيلة وأن الوقوف في وجهها مساندة للفساد. وفي رده حول حديث القبلي عن أن المفاوضات توقفت بسبب بيان مجلس الأمن أوضح جميح أن القبلي يجهل بيان مجلس الأمن كان قبل أن تبدأ المفاوضات الأخيرة التي فشلت بالأمس. وفي ختام حديثه طمئن الدكتور جميح الشعب اليمني، مشيرا إلى مئات الآلاف التي خرجت ضد العنف الحوثي صنعاء وجميع المحافظات. ولفت إلى أن الحوثيين يعرفون الدور المرسوم لهم الذي أحضرهم إلى صنعاء، وأنهم مثل قطعة شطرنج على رقعة محددة لا يمكن تجاوزها، منوهاً بأن الحوثي إذا دخل صنعاء سينتحر عسكريا، وإذا سحب مقاتليه من منافذ صنعاء فإنه سينتحر شعبيا. رصد خاص ب «الخبر»