بعد أنباء بأن البنتاغون سحب قوات في اليمن كانت تساعد في الحرب الجوية ضد تنظيم القاعدة، قالت مصادر أميركية إن واشنطن قررت وقف هذه الحرب مؤقتا حتى يستقر الوضع في اليمن، وتوجد حكومة فعالة تتعاون معها القوات الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) اللتان تقودان هذه الحرب. وفي الخارجية الأميركية، قالت المتحدثة جين بساكي إن الولاياتالمتحدة «تراقب عن كثب» الوضع الراهن في اليمن. وأعربت عن «قلق الولاياتالمتحدة إزاء الأعمال التي قد تزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار في اليمن». ودعت الأطراف إلى عدم تصعيد الوضع، وتجنب العنف. وأضافت إن الولاياتالمتحدة «على اتصال» بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن. وأن السفير الأميركي، ماثيو تولير، قابله أخيرا، لكنها لم تحدد وقت ومكان المقابلة. وفي البيت الأبيض، قال الناطق الصحافي جوش ايرنست، أول من أمس، إنه لا يستطيع تأكيد ما أعلنه «داعش» بأن الانتحاريين الذين هاجموا مسجدين في اليمن ينتمون إليه، لكنه لم يستبعد ذلك. وندد بالهجمات التي شهدتها مساجد في صنعاء وأسفرت عن مقتل 137 شخصا، وقال إن من بينهم أطفالا. وإن المهاجمين حاولوا «استغلال الفوضى والاضطرابات داخل اليمن لتنفيذ أعمال العنف هذه». وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» انسحاب 125 مستشارا عسكريا أميركيا من قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج، بعد سيطرة تنظيم القاعدة على المدينة يوم الجمعة الماضي. وعلقت على التفجيرات الأخيرة في اليمن بقولها إنها «جلبت لليمن القتال الطائفي الدامي الذي يمزّق سوريا والعراق». وأضافت: «تهدد هذه التفجيرات من هذا النوع التي على ما يبدو ينفّذها متطرفون سنة ضد دور العبادة الشيعية بدفع الصراع نحو نوعٍ آخر من العنف الطائفي غير المقيد الذي يتجنّبه اليمن حتى الآن». وقالت الصحيفة إن اشتعال شرارة الطائفية في اليمن بدا بسبب استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء. وأضافت: «بينت هذه التفجيرات كيف تدهور الوضع جذريا بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن، في الوقت الذي تقلّصت فيه عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها واشنطن في هذا البلد». ونقلت الصحيفة مخاوف مسؤولين أميركيين في مكافحة الإرهاب من «تحول اليمن إلى صومال آخر»، وقالت: «يخشى المسؤولون الغربيون عن مكافحة الإرهاب من الفراغ الأمني الحاصل في اليمن. ومن تحوّله إلى صومال آخر ليكون ملاذا لجذب المزيد من المتطرفين إلى الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومة في اليمن. هناك سيتوافر لهم المكان والزمان لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد الغرب انطلاقا من اليمن». وقالت الصحيفة إن «القاعدة» لا تنفذ هجمات دامية بهذا الشكل الوحشي في اليمن رغم كراهيتها للحوثيين. وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بشدة الهجمات الإرهابية» التي استهدفت مساجد في اليمن. وقال فرحان الحق، مساعد المتحدث باسم مون، إن مون «دعا جميع أطراف هذه الأزمة إلى وقف القتال وضبط النفس». وأضاف الحق أن «كل الأطراف يجب أن تلتزم بالتعهدات التي أعلنتها بحل الخلافات بوسائل سلمية. وأن تشارك بنية حسنة في المفاوضات الجارية بتسهيل من الأممالمتحدة للتوصل إلى اتفاق». وأيضا، دان مجلس الأمن العنف في اليمن، خاصة قصف القصر الرئاسي في عدن، والهجوم على المطار الدولي هناك. وقال بيان المجلس: «يدين أعضاء المجلس بأشد العبارات الغارات الجوية التي استهدفت القصر الرئاسي في عدن والهجمات على مطار عدن الدولي». وأضاف البيان أن «المجلس يؤكد أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو السلطة الشرعية في اليمن». وفي وقت لاحق في البيت الأبيض، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، إن «هذه الاعتداءات على مؤمنين مسلمين خلال صلاة الجمعة تظهر مرة جديدة مدى الفساد الأخلاقي لهؤلاء الإرهابيين، والتهديد الذي يمثلونه للشعب اليمنى». وكتبت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة، سمانتا باور، في حسابها الخاص على موقع «تويتر»: «تحصد التفجيرات الانتحارية أرواح المئات في اليمن. الوضع لا يزال وخيما. لا بد من إجراء المحادثات التي باتت ضرورية أكثر من ذي قبل».