نشرت صحيفة إلكترونية يمنية مقربة من نظام الديكتاتور علي صالح تقريراً منسوباً إلى سيدة تدعى " ساندرا إيفانس"، زعمت الصحيفة أنها ناشطة ألمانية، وأستاذة جامعية، ورئيسة المركز العربي الألماني للدراسات الاستراتيجية، بينما تبين من خلال البحث باللغات الثلاث (عربي، إنجليزي، ألماني)، أن لا وجود لاسم هذه السيدة أو مركزها أو التقرير المنسوب إليها أو حتى بريدها الإلكتروني. التقرير المزعوم يشكك في الثورة اليمنية ضد حكم الديكتاتور علي صالح، ويعتبرها مجرد أزمة سياسية، ويحاول التهويل من شأن الديكتاتور صالح وقدراته الذهنية والسياسية "الخارقة!!" وقوته العسكرية "الضاربة!!"، ويعتبر بأن "ثورة الشباب في اليمن انتهت عشية دخول قوات فرقة الجيش المنشقة (الفرقة الأولى مدرع)، وفصائل القبائل (أولاد الشيخ الأحمر) والاسلاميين (حزب الإصلاح) المسلحة إلى ساحة الاحتجاجات، لتبدأ حركة تمرد مختلفة بكل تفاصيلها.."، بحسب ما يتوهم التقرير. وبرغم أن ذات الصحيفة الإلكترونية سبق وأن نشرت في يونيو/ حزيران 2007، تقريراً آخراً منسوباً لذات السيدة "ساندرا إيفانس"، بعنوان " صالح ومعارضوه.. مستقبل الحكم في اليمن!"، إلا أن كلا التقريرين (ترجمة خاصة) لا وجود لهما في غير ذات الصحيفة الإلكترونية المثيرة للريبة، ولا وجود لاسم السيدة الألمانية، ولا للمركز الذي ترأسه، ما يدحض صحة هذه التقارير الحصرية للصحيفة التي يديرها صحافي عراقي مقيم في اليمن معروف بعلاقته الوطيدة بأركان حرب الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس اليمني علي صالح. ولم يسبق لأي موقع أو وسيلة إعلامية ألمانية أو انجليزية أو عربية نشرت مقالاً أو شيئا عن هذه السيدة التي نسب إليها هذان التقريران الداعمان للديكتاتور علي صالح. حتى كتابة الحروف الانجليزية لاسم السيدة إيفانس بدت مختلفة بين الاسم على بريدها الإلكتروني وبين الاسم الموضح على الصورة. كما أن الصحيفة الإلكترونية التي نشرت بريد السيدة إيفانس في مزعوم تقريرها السابق تحاشت نشره في التقرير الأخير. وبالإضافة إلى التقريرين المنسوبين للسيدة المزعومة إيفانس، نشرت الصحيفة الإلكترونية ذاتها، بتأريخ الجمعة, 18-يناير-2008، خبراً مقتضباً يشير إلى صدور تقرير سنوي أعدته هذه السيدة يتهم المعارضة اليمنية بتقديم تقارير أمنية للقاعدة وإسرائيل، وهو تناقض يصعب تصديقه. وكان ناشط يمني، كشف في مشاركة له على منتدى المجلس اليمني (موقع إلكتروني محجوب عن المتصفحين داخل اليمن حجبته السلطات اليمنية)، كشف عن قيامه بعملية بحث وتدقيق بشأن صحة هذا التقرير المسيء للثورة اليمنية واسم السيدة المنسوب إليها، مؤكداً قيامه بإجراء اتصالات مع الغرفة العربية الألمانية، التي أكدت بأن السيدة التي نشرت صورتها ليست "ساندرا إيفانس"، بل سيدة أخرى، وأما اسم "ساندرا ايفانس"، فهو يعود لممثله أمريكية غير مشهورة و لها صورة أخرى، وقد أصيب الألمان بالذهول لهذا المستوى من التزوير، كما أكدت الغرفة العربية الألمانية أن لا وجود لشيء اسمه المركز العربي الألماني للدراسات الاستراتيجية في ألمانيا. ومن أجل ذلك ولمعرفة من هي السيدة التي على الصورة تم الاتصال بحزب الخضر في ألمانيا وبإحدى الشخصيات السياسية المرموقة، حيث تعجب هو الآخر لهذا التزوير المريع، قائلاً: "أنا أعمل بالسياسة منذ 22 سنة و لا عمري شاهدت هذه الصورة و لا نعرفها إطلاقا".