لا زال القضاة الى اليوم مصرين على أن تستجيب الحكومة والسلطات التنفيذية في الدولة لمطالبهم..؟؟؟؟.. ومعهم الحق في ذلك!!!!!.. لكن من اين يا ترى نأتي لهم بحكومة وبدولة تستجيب لمطالبهم وتلبي طموحاتهم وتطلعاتهم.. فالدولة في بلادنا.. يبدوا ان من اهم اولوياتها وابرز غاياتها الواردة في خططها التنفيذية هو انتهاك القوانين النافذة وإهدار حقوق المواطن الاصلية وهبر المال العام والاستحواذ على الوظيفة العامة... ألخ لو كان لدينا دولة تستجيب لمطالب الناس لما ظل المئات من الصيادين اليمنيين محتجزين في السجون الارتيرية لما يقارب عامين كاملين الى ان قامت السلطات الارتيرية بالإفراج عن "154" منهم الثلاثاء الماضي.. لو كان لدينا دولة تستجيب لمطالب الناس.. لما اضطرت أسر و اهالي الشهيدين امان والخطيب لتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بضبط القتلة، ولما ظل المختطفين الاجانب لأشهر طويلة لدى الخاطفين ، ولما بقى القاضي السروري رهينة لدى خاطفيه لما يقارب اسبوعين.. لو كان لدينا دولة تستجيب للمطالب الناس.. لما ظل صالح سميع يتربع على كرسي وزارة الكهرباء حتى هذه اللحظة في ظل معاناة الناس من الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي و لما تردت وانعدمت بقية الخدمات الاساسية الاخرى عن الناس كالصحة والأمن والمشتقات النفطيه.. لقد ظل القضاة مضربين عن العمل في المرة السابقة لأكثر من ستة اشهر ولم نلحظ أي اهتمام او تحرك او اجتماعات استثنائية متواصلة للرئيس او للحكومة لسرعة تدارك الامر او لمناقشة خطورة الوضع او لوضع الحلول العاجلة لصيانة حقوق الناس ولو لفترة قصيرة في ظل غياب العدالة واغلاقها لأبوابها.. كل تلك الاحتمالات والفرضيات لم يحدث أي شيء منها وإنما تم التعامل مع الامر من قبل الدولة والحكومة بكل بساطة وبان لا مبالاة وكأن شيء لم يحدث ، و كأن الامور تسير على خير ما يرام وفي احسن حال؟؟؟؟.. حتى وان فقدت الدولة الاساس الابرز والاهم للحكم، وهو العدل..؟؟؟؟ من كل ذلك نستخلص اننا اصبحنا في مواجهة نظام لا يعير للعدالة أي اهتمام ولم يعد يعتمد على العدل او القانون كأساس متين للحكم ؟؟؟ !! و في ظل نظام ووضع كهذا يمكننا القول اننا اصبحنا نعيش في زمن اصبح فيه الظلم والفوضى والانفلات وقانون القوة هو الاساس المتين الذي يعتمد عليه النظام للحكم وليس شيء أخر!!!!! كل ما نريده من القضاة فقط ان يقتنعوا بانه لا يوجد لدينا دولة تستجيب لمطالب الناس و اننا نعيش في عصر ما قبل الدولة عصر الاعراف والقبيلة ؟؟؟؟ لم تعد الدولة ومؤسساتها في بلدنا ضعيفة او معطلة فحسب.. فالضعف يمكن تقويته بوسائل شتى وكذلك اي عطل بالإمكان اصلاحه لكن مصيبة الدولة في بلادنا انها تالفة وخرجت عن الجاهزية وليس امام الشعب من خيار سوى ان يشتري له دولة جديدة او يستأجر حكومة من اي بلد لتدير له شؤنه اليومية بشرط ان لا يكون الاستئجار بألية او بعقود فاسدة كتلك التي يبرمها الفندم صالح سميع لشراء الطاقة.. لذلك نقول لقضاتنا الاجلاء يا هؤلاء اننا بحاجة أولاً وقبل كل شيء الى ايجاد دولة تستجيب لمطالب الناس وتعمل على تحقق تطلعاتهم ... بعدها يمكننا ان نطمح ونطالب معكم وان نضم صوتنا اليكم بضرورة إيجاد قضاء قوي ومستقل ونزيه..؟؟؟؟..