فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    ما لا تعرفونه عن عبدالملك الحوثي    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في كتاب (عبور المضيق)
نشر في يمنات يوم 24 - 06 - 2014

يُقدم الكتاب معلومات تُعتبر جديدة بالنسبة للمتلقي، لكنها بالطبع كانت من الكواليس العادية لمؤتمر الحوار، كما يقدم الكتاب قراءة علمية في بعض المواضع وهو يتحدث عن تطور المُجتمعات وعن علاقة السلطات الحاكمة (بالخارج) وإعاقات التحول الديمقراطي: أي بالعولمة الأمريكية، إلا أن الكتاب يُصبح غامضاً في مواضع يُفترض أن يكون فيها أكثر وضوحاً، خاصة عندما يتعلق الأمر في الإشارة إلى مراكز القوى وما هو المشروع الوطني والهوية الكبرى وما هو الوطن الذي نريده؟ رغم ذلك أستطاع أن يوصل فكرة، لكنها نخبوية أكثر من كونها شعبية.
من خلال إعادة القراءة تجد في بعض المقاطع أن الدكتور مارس التحايل على جوهر الصراع كطبقي الذي هو في الأساس المحرك الفعلي للقضايا التي تحدث عنها، باعتبار أن وراء كل موقف مصلحة مادية تبلورت على أساسها الفكرة، وأن الأمر ليس مجرد ذهنية وتخوفات، وفشل في الإدارة، وحمايةً للتعايش المُشترك.
كما أن هناك طرحا متصالحا مع قرار مجلس الأمن، حشد فيه الدكتور قدرات لغوية وسياسية كثيرة في محاولة لتبريره، وهو ما أفزعني –كيساري-، فالكاتب يعول كثيراً على العامل الخارجي ويكاد ينسى الشعب، وهذا طرح ليبرالي لا يُعقل أن يصدر من (أمين عام حزب اشتراكي) ولا من مفكر يساري مرموق بدأ حياته السياسية كمناضل نقابي، وطالباً في الاقتصاد.
بالمجمل (وبالتحفظ على نقاط الخلاف)فإن كتاب الرفيق الأمين العام د. ياسين سعيد نعمان، يمثل قراءة أولية مهمة ويمثل مرجع ثمين، والكتاب رغم ضبابيته إلا أنه وضع نقاط من نور لا تخفى يُمكن الاهتداء بها إلى حدٍ ما في التحرك نحو تجاوز هذه القضايا المطروحة في سبيل بناء الدولة المدنية الديمقراطية الشعبية .
****
"منذ ما قبل الحوار واثناءه وأنا أتساءل عما إذا كان باستطاعة اليمن أن يخرج، هذه المرة، منتصراً، وحاملاً بيده مشعل المستقبل يضيء طريقه إلى حياة أفضل. تفرع هذا السؤال إلى عدة أسئلة. رأيت اليمن قد تحرك من حالة الجمود والتفكك، التي عاشها لعقود، نحو المضيق الذي يوصله بالمستقبل".
هنا أول ذكر (للمضيق) الذي يستمد منه العنوان ،ومع أن المضيق مقدم بلام التعريف إلا أنه لم يقل لنا ماطبيعة المضيق ،لأن توضيحه لطبيعة المضيق وهي الأزمة الاقتصادية والسياسية والثقافية السائدة ، كان سيستدعي أن يذكر النقيض الثوري المُفترض بحسب الأيدلوجية الاشتراكية ، وطرح علمي كهذا هو ما يتهرب منه الكاتب كما سنرى في المقاطع التالية.
***
في شخصنه مثالية للجماد وتغييب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وجعل الوطن هو من يقرر بقائه: أي نفي المادية التاريخية يتحدث الكاتب عن "البلدان التي بقيت مجرد جغرافيا وأنظمة تسلط ورعية، وفشلت في أن تتحول إلى وطن يُجسد المعنى الإنساني للحياة على هذه الجغرافيا...." وكأنه بهذا يُحذرنا أن نذهب على ما آلت إليه هذه البُلدان ويُسقط واقعنا اليمني على تلك البلدان(التي أشار إليها ولم يذكر نموذجاً)،الإقليم الجغرافي من عناصر الدولة –كما نعرف-،إنما من الذي يجعله مجرد جُغرافيا بدون كرامه لإنسانه، هو لا يفعل ذلك بحد ذاته بل السُلطة ، ومن نتاج حُكمها تشيع الحرب وتغرق في التخلف والبؤس؛ لكن من يغرق ليس الدولة (كإقليم) وليس الشعب (كسكان) إنما البسطاء والكادحون؛ بينما المُسيطرون وفي أفقر الدول يعيشون عيشة الملوك، والشعب يموت جوعاً، كان على الكاتب هنا التَخَفُف قليلاً من شعوره أنه فوق (الحزب) والبلاد وأن بمقدوره أن ينقذ الحاكم والمحكوم، وكان عليه أن ينحاز للكادحين لينحازوا لأنفسهم ويدافعون عن وجودهم أولاً وليس لتحيدهم عن صراعهم الاجتماعي ودفعهم للدفاع عن الوطن كفكرة مجرده لا ترتبط بمصالحهم الاجتماعية .
****
"تعسرت الولادة. فهل كان القرار الأممي بمثابة الحدث الذي حرك قطع الشطرنج من أماكنها، على أي نحو كان، لتسريع المخاض وإنهاء اللعبة؟"
يبدأ المقطع ب تعسرت الولادة والولادة تُشير إلى فتره تشكل الجنين وإلى حمل التناقضات الاجتماعية المعرضة للمخاض:أي أن هناك سياق تاريخي لهذه القضايا الوطنية وهو طرح علمي، ثم يتساءل: "هل كان القرار الأممي هو الذي حرك قطع الشطرنج من أماكنها على أي نحو كان لتسريع المخاض" رغم هذا المجاز إلا أَنا نفهم أن القرار الأممي تدخل قسراً لتسريع الولادة أي انه لم يدع المتناقضات تنضج وتتطور ثورياً بشكل طبيعي، وهنا يُصبح للمجتمع الدولي مصلحة غير مصلحتنا نحن لأنه أصبح أكثر شغفاً منا في معرفه وصنع النهاية، ثم يتحدث عن إنهاء اللعبة فهل هو إنهاء الولادة وواد المولود أهو قتل (الثورة)؟.
***
"يجب أن نعرف أن "الأوطان" لا تصل إليها الشعوب بقرارات دولية؛ فهي عملية موضوعية نضالية تعتمد في الأساس على إدراك الشعوب لما تعنيه كلمة "الأوطان" في حياتها، وأن النضال من أجلها يستحق التضحيات."
ينفي الكاتب أن الأوطان تصل إليها الشعوب بقرارات دوليه إلا أنه يجعل من هذه الدولة شيء غامض يدعوه (الوطن) ؛ فما هي هذه الأوطان التي يجب على الشعوب أن تدركها، وفي نفس الوقت يبدو كلامه غير علمي حين يعزو الوصول لهذه الأوطان إلى إدراك الشعوب لهذه الأوطان:أي أن يفكر الشعب بالوطن ثم يبنيه:أي أن الوعي يسبق المادة بينما في الحقيقة تتشكل الدولة وتتطور وطبيعة السلطة الحاكمة هي من تصيغ للشعب معنى الوطن والوطنية والشعور بالمواطنة وتختلف هذه المواطنة في الدول الرأسمالية إلى مفهوم المواطنة في الدول الاشتراكية، فأي وطن يريده الكاتب ويشير إليه؟
***
"لا أحد يستطيع أن يهبنا "وطن" ما لم تكن الحوافز لدينا للوصول إليه أقوى مما في معادلة الحياة من تحديات، وما لم نكن مستعدين للعمل الجاد من أجل الوصول إليه؛ (...)هذه الفرصة لا يجب أن تهدر فوق ما أهدر من فرص. لا أحد يملك القدرة على منعنا من تحويل بلدنا إلى "وطن"، كبقية خلق الله الذين سبقونا إلى ذلك."
يظهر هنا تأثره بالفكر الديني (المثالي) فنحن كبقية خلق الله؛ فالبشر جميعهم متماثلون لأن الجوهر واحد،وليس هناك تنوع ولا اختلافات ولا ظروف مادية تحكم البشر في ظل تطور علاقات الإنتاج، لكننا لم نحول بلداننا إلى "وطن" كخلق الله الذين سبقونا،وإلى أين سبقونا ؟ وما هو الوطن المطلوب هل المقصود كبقية خلق الله هو التماثل كما تقدمه العولمة الأمريكية، وهل من سبقنا.. سبقنا إلى الرأسمالية أم إلى الاشتراكية إلى البلد المنتج أم المُستهلك إلى النموذج العربي التقدمي السوري مثلاً أم النموذج الرجعي الخليجي؟!
***
"خيار التحول إلى وطن"
خيار التحول إلى وطن هو عنوان للمقطع التالي ولكن العنوان بذاته يحمل دلالات ما يريد أن يقوله الكاتب أن التحول إلى وطن "خيار" من إحدى الخيارات يمكننا الاستغناء عنه والتحول إلى شكل سابق مثلاً إلى "قبيلة"، أو إلى شكل لاحق إلى "الشيوعية"، وليس التحول حتمية تاريخية، هكذا يقدم الكاتب الفكرة نافياً بذلك التراكم الكمي والتطور التاريخي،وحتمية التحول من واقعنا الإمبريالي بهيمنته الكولينياليه بفعل النضال الطبقي نحو الإشتراكية. و جعله التحول خياراً بين خيارات - أي محو الحتمية منه- هو نفي للصراع الطبقي؛ فالحتمية تأتي بفعل تناقضات هذا الصراع وتراكماته، واختيار المفردة"خيار" لما تحمله من دلالات لم يكن عفوياً ويمكن إعتباره تسويقاً آخراً للفكر النيو الليبرالي.
***
"الفرص المهدرة"
"اليمن بلد ضاقت خياراته، تعثر بحكامه طويلاً، حتى وصل في مسيرته إلى المضيق، الذي لم يعد عنده مفر من البحث عن مخرج منه سوى أن تتصدر قوى الشعب الحية هذه العملية" . إذن فمشكلة اليمن "ضيق الخيارات" وليس مشكلة طبيعة سلطة الطبقة المُسيطرة وهي البرجوازية الكولينيالية وطبيعة الإنتاج المتخلف والمشوه ، وتناقض المصالح بين مصالح شعبية ومصالح سلطوية،إن تجاهل الواقع (الرأسمالي التبعي للإمبريالية) وهو المُسيطر بسلطة وكلاء الاحتكارات، هو تجاهل لنقيضه للمصالح الاقتصادية الوطنية وللتوجهات الاشتراكية. ثم من هذه "قوى الشعب الحية" لماذا المُفردة مفتوحة لكل الاحتمالات؟ لِمَ لم يقل قوى الشعب العاملة أو المضطهدة والمُستغلة لماذا "حيه" ؛ فهل القوى القبلية المُسيطرة أو القوى الكمبرادورية وهي "قوى حية" ستتصدر نضال الشعب اليمني جنوباً وشمالاً وتبحث له عن مخرج، إذا كان ما نعانيه يُعتبر مضيق ونحتاج إلى أن نعبره فهناك مصلحة العبور، وهناك صاحب المصلحة وهي قوى الشعب المنتجة والمسحوقة السواد الأعظم من الكادحين وهناك أداه العبور(المُغيب تماما ذكرها في الكتاب )،إنه يصر على تجاوز التحليل العلمي لواقع الأزمة الراهنة التي يسميها (المضيق) ويصر على تجاوز الفرز العلمي لقوى الشعب كقوى تختلف مصالحها الطبقية (الاقتصادية) ولهذا يوصفها ب "الحية" كمجاز وبكونه أديبا،ولا يضع المصطلح العلمي بكونه أمين عام لحزب اشتراكي و بكونه مفكراً يسارياً وأكاديميا اقتصاديا.
***
" كان لا بد أن تتعايش بدايتان، وبصورة جدلية: بداية النهاية لمرحلة، وبداية البداية لمرحلة أخرى؛ (....) فالتعايش هنا يجب ألا يعكس جموداً، وإنما حراكاً ديناميكياً ينتج البديل الذي يتوقف نجاحه على قدرته في توسيع مساحة هذا الحراك على الصعيدين السياسي والاجتماعي، دون الإخلال بشروط التسوية التي قامت على الالتزام بالتغيير السلمي عبر الحوار والتعايش والمشاركة الوطنية."
كان جلياً أن القوى المُسيطرة من خارج "الثورة" وداخلها من بإمكانها حسم المعركة في حال تحول إنتفاضة11فبراير من سلمية إلى العنف المُسلح،ولكن القول "بدون الإخلال بشروط التسوية" هو كلام غير علمي وإصلاحي للنظام فهذه التسوية حفظت للقوى المُسيطرة تاريخياً مراكز قوتها الاقتصادية ووحده (صالح) من بين هذه القوى من جُرد من القوه العسكرية بتغير القيادات العسكرية الكبيره المقربة منه وبتلك الهيكلة غير العلمية لوحدات"الحرس الجمهوري" ؛ فكيف يفترض الكاتب انتصار الثورة بدون الإخلال بهذه التسوية؛ إلا إذا كان يعتبر أن "صالح" هو النظام و"بيت الأحمر وعلي محسن" ثوار وهنا يتساوى فكر سياسي كبير وأمين عام حزب اشتراكي مع فكر شاب بسيط التحق بالثورة وأُعجب بهتاف أرحل!
***
"قال الحوار كلمته في أهم لحظة تاريخية من اللحظات الفارقة في حياة الشعوب المتطلعة إلى المستقبل، وأكد على أننا جميعا نريد أن نعبر المضيق إلى الضفة الأخرى، حيث ينتظرنا "وطن" مؤجل.والسؤال: كيف سنمر؟ ومتى؟ وعلى أي "راحلة"؟ وما هي أدواتنا المكملة للحوار للمرور إلى المرحلة القادمة؟لا يجب أن تكون هذه "الراحلة"، بكل تأكيد، هي قرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014. يجب أن نعفيه من هذه المهمة، حتى يأخذ قيمته من واقع ما يقرره اليمنيون من مسؤولية على عاتقهم تجاه بناء مستقبلهم."
إنه ينهي أن يكون القرار الأممي هو "الرحلة" ، ثم يتيح له العمل ولكن "حين يأخذ قيمته من واقع ما يقرره اليمنيون من مسؤولية على عاتقهم تجاه بناء مستقبله". إذا كان اليمنيين قرروا استشعار المسئولية وبناء دولهم ومستقبلهم فلماذا هم بحاجه إلى قرار أُممي، هذا باعتبار أن القرار الأممي سيبني وهو تناقض مع ما أورده في أول النص حين قال" يجب أن نعرف أن "الأوطان" لا تصل إليها الشعوب بقرارات دولية ".ولم يحدد من اليمنيين بالضبط فالمُستغل والمُستغل جميعهم يمنيين فهل سيبنوا معا؟ً!
"هذا على افتراض أن نخبه قد استوعبت الدرس، وأدركت أن القرار يلوح بإدانة تاريخية للفشل الذي منوا به في إدارة بلدهم."
مره أخرى لا يحدد ماهية "النخب" نخب سياسية اقتصاديه ثقافية رياضية ، وهذا التعويم هو خطاب ليبرالي القصد منه تمييع الخطاب الاجتماعي، ويتحدث عن "إدانة تاريخية للفشل" الفشل في إدارة البلاد لا يقرئه على أنه تعارض مصالح القوى المسيطرة ومصالح القوى التي تنادي بالتغيير،و القوى المُستلبة، لذلك فهذا الفشل ليس بقاء مصالح خاصة يجب هدمها ببناء مصالح اجتماعية مُشتركة ، فهو لا يرى الفشل كاستغلال إنما فشل إداري تستحق هذه النخب عليه إدانة وتوبيخ!
***
"منذ أن صدر قرار مجلس الأمن رقم (2140) بشأن معرقلي العملية السياسية في اليمن، واليمنيون عاكفون على تفسير هذا القرار، الذي بدا وكأنه جاء مفاجأة وبدون مقدمات، أو كأنَّ هناك من لقمه رصاصة الرحمة لتطلق على ما تبقى لدى أبنائه من رغبة في إنقاذ بلدهم، أو لتصيد ما فضل من سيادة لبلد لم تكن مشكلته في يوم من الأيام مع "السيادة" وإنما مع "سادة" النفوذ"
في البداية يسخر على عكف اليمنيون لتفسير هذا القرار، وليس عليهم القلق بعد أن شاهدوا بأم أعينهم كيف صنعت قرارات مثل هذه بلدانً ديمقراطية في العراق وليبيا ! "لم تكن مشكلة البلد مع السيادة بل مع سادة النفوذ". هكذا يلخص الكاتب تبريره لتقبل القرار، وسادة النفوذ وكلاء الاحتكارات للشركات الإمبريالية أليسوا التعبير المادي عن عدم وجود سيادة وطنية؟ أليست هذه هي العولمة الإمبريالية التي تجعل من مجتمعات العالم الثالث أسواق مفتوحة بدون سيادة ؟ ألم يكن السبب في خسارتنا لسيادتنا الاقتصادية هو هذه العلاقة التبعية بين القوى الكولينيالية بالإمبريالية منذ إفراغ ثورات التحرر الوطنية من مضامينها الاجتماعية ! فكيف لا تمثل السيادة مشكلة لنا ؟!
***
"القرار لم يقُل بوضوح من هم المعرقلون؛ ولكنه أخضع الجميع للرقابة (....)، لم يشفع "نجاح" الحوار للمنظومة السياسية لدى المجتمع الدولي؛ فهو لا يزال يراها غير مؤهلة لتنفيذ المخرجات التي توافقت عليها. وهو بهذا لا يتجنى عليها، وفي ثقافتها ما يشي ببقاء الفجوة والجفوة بين القول والفعل قائمة على غير ما يعلمنا ديننا الحنيف ".
القرار لم يقل صراحة من هم المعرقلون: أي أنه بإمكانه أن يختار أي مكون اجتماعي أو سياسي ويتهمه بالعرقلة وهذا الأمر خطير جداً بينما الكاتب منذ بداية الحلقة يُشيد بهذا القرار ! . النجاح وضعه بين قوسيين أي انه نجاح نسبي وهو يتفق مع شكوك المجتمع الدولي إنما يُعيد هذا الأمر " غير مؤهلة لتنفيذ المخرجات التي توافقت عليها " يعيده إلى ثقافتها وليس إلى تناقض مصالحها ، وهي كذلك غير مؤهله وليس لديها نية للتنفيذ ليس لأنها تدافع عن مصالحها الخاصة بل لأنها "على غير ما يعلمنا ديننا الحنيف"أي أنها بحاجه إلى دروس دينية وليس إلى -قرارات أممية- ولا إلى ثورة شعبية !
***
"كان اليمن سيشهد، في كل الأحوال، قراراً كهذا منذ أن بدأت مؤشرات فشل "الدولة" تأخذ مظاهرها على الأرض، في صور شتى من الضعف العام للنظام(....) بروز قضايا وطنية كبرى اتسعت معها الفجوات الاجتماعية..."
كل هذا لا يُبرر القرار الأممي لأن هذا المجتمع الدولي تسيطر على قراره الإمبريالية، وهو احد أسباب هذه المشاكل بتدخلاته في بلدان العالم الثالث وتحديداً في البلدان التي نشأت بعيداً عن المشيئة الرأسمالية والتي كانت مع المعسكر الاشتراكي أو اتخذت موقف عدم الانحياز. ثم أن الدولة كيان اعتباري كيف يفشل، الفشل هو إفشال القوى المسيطرة لتطور المُجتمع نحو الدولة، وليس فشل الدولة، هو عجز النظام السياسي ببنيته عن تلبية حاجات الناس أي عجز الحزب الحاكم وفشل الأحزاب المعارضة معاً .
***
"لقد كانت السيادة ثمناً لاحتكار القرار السياسي، واغتصاب السلطة، واضطهاد الشعوب، وما يترتب على ذلك من تبعات تدور مع هذه الحلقة المفرغة، لينتهي الأمر إلى سحب القرار السياسي من أيديهم. فبأي وجه بعد هذا يتحدث هؤلاء السادة عن السيادة؟!"
أتفق تماماً على أن هذه الخدمة كانت ثمن بقاء مثل هذه الزعامات في السلطة في الوطن العربي بشكل عام عدا دول مُنتجة حددت موقف من القوى الإمبريالية وحفظت سيادتها الوطنية ، إن الإمبريالية العالمية قذرة إلى هذه الدرجة في نهب مقدرات الشعوب واستعبادهم. ولكن لما تظن أن الإمبريالية ستكون رحيمة هذه المرة وأن خرق السيادة الحالي المُشرع بقرار أممي سيكون مختلفاً ويخدم الشعب لا المصالح الإمبريالية؟!
***
".... وأنا ما زلت متمسكا بأن العملية السياسية كان هدفها في الأساس هو التغيير الذي استهدفته ثورة التغيير السلمية، وذلك بغض النظر عن الآفاق الاجتماعية والمضامين الفلسفية التي حملتها الأطراف الثورية كعناصر مرجحة لنضالها عند التحامها معا في المجرى العام للحركة الثورية."
ما طبيعة هذه الآفاق اجتماعية وأي مضامين فلسفية كانت هذه النقطة بحاجه إلى توضيح أكثر كي لا نُفسرها بحسب فهمنا، هل يفهم "غض النظر " على أنه غض النظر عن المواقع الاجتماعية وتقبل شيخ مشائخ حاشد بما يملكه من مال وثروة وبما يُشكله من قوى ضل مسيطرة على الدولة هل يُمكن غض النظر عن كل هذا وتقبله كثائر ألتحم في المجرى العام للحركة الثورية مع الثائر الجريح (بسام الأكحلي) ! أو تقبل أحد رموز الرجعية كعبد المجيد الزنداني والآنسي كثوار لأجل الدولة المدنية !،وهذا التبرير لاشتراكهم في "الثورة" هو نفسه ما يراد له أن يظل مبرر بقاء الاشتراكي تحالف اللقاء المُشترك .
***
"اليمن داخل المضيق"
"إن المجتمع الذي يغرق في إنتاج وإعادة إنتاج العنف والحروب يعيش حالة من الرخاوة الداخلية. وتعبر عن هذه الرخاوة نخبه التي تفشل في خلق منظومة سياسية تتصدى لعملية التحول السياسي لهذه المجتمعات ".
هل المُجتمعات هي من تُعيد إنتاج العنف والحروب؟أم أن السُلطة هي من تُنتجها وتغذيها طائفياً وعرقياً ومذهبياً....الخ ،وذالك هرباً من الالتزامات الاجتماعية والاستحقاقات الديمقراطية. ولا وجود لشيء اسمه "فشل النخب" هناك مصالح مادية لهذه النخب التي تربطها علاقة تبعية بالإمبريالية تتعارض مع المصالح الشعبية وتحول دون التقدم الاجتماعي ودون التحول إلى وطن عادل. لا يُمكن إدانة المُجتمع والشعب فهذا هو منطق الخطاب الميتافيزيقي إذا كان الكاتب ساخط جداً على هذا المُجتمع فليرسل عليه ريحاً صرصراً عاتية !، وإذا كان سخطه على من يلقي بالمجتمع إلى العنف وهي السلطة فليوجه هذا السخط في مجراه الثوري وليوجه حقدنا الطبقي للعمل الثوري تجاه الخصم لا لجلد ذواتنا والإقرار بأننا مُجتمع فيه عيب لذاته !
***
"كان اليمن قد غادر، بفعل الثورة، موقعه القديم الذي تجمد فيه، (....) وتحرك، على عجل، نحو المضيق، (....) غير أنه توقف في المضيق، بعد أن تفاعلت العوامل المعيقة لعبوره محاصرة إياه داخل المضيق. (....) من هذه الحقيقة يتجلى دور هذا القرار ومدى قوته في مساعدة اليمن على توفير الراحلة القادرة على حمله قدماً في مساره نحو النور. لا أقول أن يتحول هو، أي القرار، إلى راحلة؛ لأنه بكل تأكيد لن يستطيع أن يكون كذلك، بل ولا يجب أن يكون كذلك."
يناقش هذا المقطع فكرتين بعد التوقف في المضيق، وهي دور القرار في توفير الراحلة،والنقطة الثانية: نفي أن يكون هذا القرار هو الراحلة ذاتها. إذن ما هي هذه الرَاحلة التي سيوفرها القرار لعبور المضيق بعد استحالة أن يكون القرار ذاته هو الراحلة ؟ نستنتج من هذا السؤال جواب بديهي وهو أن هذه الراحلة ستكون محلية ولكنها ستستمد قوتها وفعاليتها من القرار /التدخل الخارجي. فما طبيعة هذه الراحلة المحلية هل ستكون القوى الكمبرادورية أم ستكون هذه الراحلة شعبية ووطنية؟ كان على الكاتب أن يجيب على هذا التساؤل،ولكن كما يبدو فالأول هو المرجح أي وكلاء الاحتكارات فالمجتمع الدولي علاقته مع من يحفظ مصالحه لا مع الشعوب وحين لا يكون الشعب الكادح هو الراحلة وهو الأداة الثورية فبالتأكيد لن تكون هذه الراحلة مُعبره عن تطلعاته لدولة العدالة والمساواة والحرية .
***
"لم يجد اليمنيون تفسيراً واضحاً لتأجيل القرار إلى الآن، غير واحد من ثلاثة تفسيرات" وفي احد الخيارات المُفترضة التي يوردها الكاتب يقول : " أن المجتمع الدولي كان يرقب الحراك السياسي وقد قرر ألا تؤدي العملية السياسية، واتفاقات التسوية، إلى انتصار طرف على آخر، لاسيما وأنه لم يكن يثق كثيراً في المعارضة، الممثلة في اللقاء المشترك، أحد طرفي اتفاق التسوية السياسية، بأن تنفرد بالحكم، مثلما لم يعد يرى أن المؤتمر الشعبي، الطرف الثاني، مؤهل لمواصلة الحكم وقيادة البلاد، ومن هذا المنطلق أخذ على عاتقه أن يرعى التسوية، مع ما يصاحبها من تخريب وعنف وفوضى، وألا يتدخل في تلك المرحلة بعصا غليظة حتى لا يؤثر على ميزان التسوية."
هذا الاحتمال وهو الأكثر وضوحاً ووارد جداً أن يكون،و في جعبته الكثير من الحقائق فحين يقول " وقد قرر ألا تؤدي العملية السياسية، واتفاقات التسوية، إلى انتصار طرف على آخر، لاسيما وأنه لم يكن يثق كثيراً في المعارضة " فهو يعترف ضمناً أن المنتصر أو المُسيطر على السُلطة يفترض به أن يكون موثوقاً لدى المجتمع الدولي أي لدى الإدارة الأمريكية ، مع أني اختلف مع الكاتب حين يقول أن أمريكا لا تثق بالمعارضة وهي التي تلتقي بالمشترك منذ حكم صالح رغم انه يُمنع على سفراء الدول أن يلتقوا بقيادات معارضة ويعتبر هذا تدخلاً في الشأن الداخلي لهذه البلدان وخرقاً لتقاليد العمل الدبلوماسي، كما أنها(أي الإدارة الأمريكية) كثفت دعمها بشكل خاص لحركات الإخوان المسلمين في الوطن العربي و"للقاء المُشترك" في اليمن ، وهو أي القرار المُنتظر "لم يرد أن يفسد التسوية". والتسوية ليست الحوار الوطني بالطبع بل التسوية السياسية بين الوكلاء من السلطة السابقة والمعارضة الذين أصبحوا معاً في حكومة الوفاق.
***
"سأرد على ذلك من خلال ما عشته من وقائع، وبالاستناد إلى وجهة نظر لا ترى المجتمع الدولي شراً يجوس خلال ديارنا (....)، ولا تراه خيراً كله، وخصوصاً عندما تستعيد الحرب الباردة القديمة بعضا من أسبابها (....)، وكذلك حينما تصطدم قشرة الاستقرار (....) بموضوع الأحادية أو التعددية القطبية؛ وإنما تنظر إليه من الزاوية التي تبرز فيها الحاجة إلى السلام والاستقرار والتعايش والعمل المشترك للأمم في تعمير الأرض."
إنه وبقراءه عدمية لا يجد ما يدعوا للاهتمام في تناقض المصالح في المجتمع الدولي ومستقبل القطبية واستعادة أجواء الحرب الباردة التي لم تكن حرب ايدلوجية أنما حرب مصالح بين معسكرين ؛ الكاتب يتجاهل كل هذا فبنظره فللمجتمع الدولي مهمة اكبر! مهمة ميتازيقية تسمو على المصالح وهي تعمير الأرض وقيم التعايش المشترك. إن كان المجتمع الدولي بهذه المثالية فلماذا نسمي الدول الرأسمالية التوسعية الاستعمارية الاستغلالية (إمبريالية) ؟ لماذا نسيء لهذه الدول بهذه الوقاحة ؟ فهي تسموا على هذه المصالح لتعمير الأرض.. أي ثقة عمياء هذه بالمجتمع الدولي وأي خطاب سياسي مثالي هذا الذي يظن بان المجتمع الدولي سيترفع عن مصالحه لأجل تعمير اليمن! هل هذا نص لقراءة نقدية لتجربه سياسية أم نص ابتهال لإلهات ألومب هل كتب هذا د .ياسين أم اسخيليوس ؟!
***
"يمكن القول بأن المجتمع الدولي لم يكن، وعلى مدى استمرار هذه الأوضاع، في مواجهة مع اليمن ليفسر القرار وكأنه يستهدف سلامته وسيادته، فالذي كان في مواجهة مع اليمن واستقراره هي تلك القوى والعصبيات الداخلية التي عطلت تقدمه وبناءه واستقراره "
هذا هو التفكير القاصر الذي يقرأ كل قطر لوحده، ويفسر المشاكل التي تواجها المجتمعات أنها من صنيعها وفقط ،ويتجاهل الأخر تماماً، القوى والعصبويات الداخلية هي من عطلت تقدم اليمن وبناءه وهذا صحيح ولكنها لم تفعل ذلك لوحدها فهذه القوى هي قوى "كمبرادورية" إذن فمن يُدمر اليمن؟ الغرب بدرجه رئيسية باعتباره المُسيطر والمُؤبد لهذا الشكل من علاقات الإنتاج الكولينيالية بالاستعانة بوكلائه في الداخل. إن التشوه الرأسمالي في هذه الأطراف ناتج عن التشوه في المركز الرأسمالي الاحتكاري نفسه، وإن قوة هذه القوى الداخلية مستمده من قوة المحتكر الإمبريالي، وقوة المُحتكر الإمبريالي في اليمن هي من قوة أدواته؛ إذن فلن يحدث التغير نحو العدالة والديمقراطية بتغير الواجهة السياسية بل بتغير البُنية الاقتصادية أي بالقطع مع الإمبريالية وذلك بقطع مصالح وكلائها .
***
"ينسى البعض ممن ينتقدون القرار أن الكثير منهم كان يضع يده على قلبه خوفاً من أن يتخلى المجتمع الدولي عن اهتمامه باليمن، (....)كما حدث في الصومال ؟"
هذا الخطاب ينفي وجود الشعب، فالحروب الأهلية لا يُمكن إلا للمجتمع الدولي معالجتها ؛ هل تخلى المجتمع الدولي عن الصومال ليحدث كل هذا الدمار! أم أن ما يحدث في الصومال هو مشروع مخطط من قبل الإمبريالية الأمريكية،وذلك لترك هذا البلاد دون استقرار حتى لا يقوم باستثمار موارده وخاصة استخراج المعادن الثمينة ولكي لا تجرؤ أي جهة منافسه للإمبريالية الأمريكية في عمل مشاريع في هذه المنطقة الغنية، إن ما يحدث في الصومال هو لأن هذا المجتمع الدولي يتدخل في شؤون الصومال الداخلية لا العكس .
***
"القرار.. والجوهري في الحالة اليمنية"
"أما بالنسبة للحالات القريبة من الحالة اليمنية، فغالباً ما يعود الفشل إلى أن القوى السياسية، والنخب الاجتماعية، تعثرت في الوصول إلى رؤى توافقية محددة بشأن الخروج من الأزمات التي عصفت ببلدانها"
التوافقية النخبوية نقيض للديمقراطية ، التوافقية هي اقرب للمحاصصة الطائفية فهل كان ما خرج به (أتفاق الطائف) التوافقي في لبنان(الذي يشبه إلى حد ما المبادرة الخليجية) هل كان هذا الاتفاق هو ما انتشل لبنان من الحرب الأهلية وهي نموذج أسوأ منا أم أن هذه التوافقية هي المعيق الأول اليوم لتقدمه الديمقراطي والاجتماعي ؟!
"إن الجوهري في الحالة اليمنية لا يكمن حصراً فيما يمكن أن يهدد التوافقات التي توصلت إليها القوى التي تحاورت، وإنما أيضا في مسألتين جوهريتين:
الأولى: عدم مشاركة قوى سياسية جنوبية حية في الحوار، وخاصة فيما يخص قضية الجنوب، وتتحمل هي بمفردها مسؤولية غيابها وبقاء البحث الجاد لقضية الحل ناقصاً إلى حد كبير."
هذا يعزز ما طرحته سابقاً أن الحوار إذا كان سيمضي محافظاً على المصالح الإمبريالية فلن يكون هناك قرار،وفي الجزئية التي كاد الحوار فيها أن يخرج عن المصالح الإمبريالية في مشروع الإقليمين،الذي سيفرمل عقود الاستغلال النفطية وأهم موقعين جيوسياسيين في ظل احتدام الصراع بين الإمبريالية الأمريكية ومحور المقاومة وجمهورية إيران الإسلامية وهو مضيق باب المندب وجزيرة سقطرى فتدخل المجتمع الدولي لكي لا تخرج الأمور عن سيطرته. الكاتب (نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل)، فهل يحمل "القوى السياسية الجنوبية الحية " مسؤولية عدم المشاركة ويتجاهل أن الدولة لم تحقق النقاط العشرين التي طرحها الحزب الاشتراكي كشرط لقبوله بدخول الحوار ولا النقاط الأحد عشر التي وضعتها اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار تمهيداً لمشاركة الجنوبيين ، وبالمحصلة فواحد وثلاثين نقطة تتعلق بعودة الحقوق كان يُفترض أن تطبق قبل عقد المؤتمر لتكون مُهيأً وباعثاً لثقة للجنوبيين، لم تطبق نقطة من هذه النقاط، فكيف يتحمل الجنوبيين مسؤولية عدم مشاركتهم ألا تتحمل الدولة هذا الأمر؟!
***
"شروط إصلاح مسار العملية السياسية"
"تحتاج اليوم القوى التي تحاورت أن تتجرد من أنانية التفرد وروح الغلبة، إلى أن تقف أمام هذه الأخطاء بمسؤولية، قبل أن تترتب عليها نتائج على الأرض يصعب معالجتها بعد ذلك، إلا بكلفة باهظة. وفي هذا الإطار يمكن أن يصبح القرار الأممي عنصراً مهما في هذه العملية التصحيحية."
هذه الأنانيات وروح الغلبة ليست قيم أخلاقية بالطبع بل تعبيرا عن حصيلة المصالح المادية التي تراكمت تاريخياً ، تحدث الكاتب في الحلقة السابقة وبشكل مفصل عما يُفترض أن يكونه تنفيذ القرار وقال: إن تنفيذه بانتقائية سيفقده مصداقيته عند الشعب، وسيبدو انتقامياً، وسيجعل ممن يستهدفه القرار بطلاً، وهنا المحك: إن هذه الأطراف إذا لم تشارك بجدية في صلاح مسار الحوار وبالتحديد في التنازل عن سلطتها وثرواته وأن تصبح جزء من التاريخ، فهل سيتجاهلها القرار الأممي فقط لمجرد تخوفه أن يصنع أبطالاً، وكيف لا يُمكن أن يكون قمع هذه الأطراف(غير المعروفة) انتقائيا وكل طرف سوف يستهدفه القرار سيقول أنه مظلوم ويواجه تكالب دولي عليه، هذا إذا –سلمنا- بالقرار الأممي وبكونه دافعاً للتغير وإصلاح مسار الحوار ؛فيفترض أن يكون لدى القرار الأممي أسلوب آخر للتنفيذ بما يضفي عليه الرضا الشعبي وبما لا يجعله انتقائيا وانتقاميا فما هو هذا الأسلوب في التنفيذ الذي سيجمع كل هذا؟
***
"للحوار روح، هي الأهم، بكل المقاييس، وذلك حينما ينصرف معنى الحوار وهدفه إلى خلق بيئة مقاومة للفساد السياسي وللحروب والعنف والصراعات، التي تدور حول السيطرة على القرار السياسي. هل يتجسد هذا المعنى للحوار في الواقع العملي الآن؟ أم أن هذا الواقع لا يزال يتحرك بأدوات ما قبل الحوار؟ هو حمّال أوجه، بكل تأكيد، وإن نزع إلى التمسك بالأدوات القديمة، ربما لأنها المتاحة، وربما لأن التبديل يحتاج إلى إرادة أنبياء كفت الأرض عن إنتاجهم. هذا ما يجب أن ترد عليه لجنة العقوبات ضد المعرقلين، وخبراؤها عندما يبدؤون بفرز الحقائق من النقطة التي يتعين عليهم فيها فتح شريط تسجيل المخالفات."
هل لنا أن نسأل ما هذه الروح، وما هذه المقاييس إذا كان يقصد بروح الحوار الحوار ذاته وليست النتائج التي تلبي طموحات الشعب فلا معنى لهذه الروح الهزلية،إن الفساد السياسي والحروب والعنف والصراعات هو لأجل السيطرة على القرار الاقتصادي بغطاء سياسي، أن هذه الحرب هي حرب سيطرة على السُلطة، إذن فما البديل هل هو عملية ديمقراطية وتبادل سلمي للسلطة ؟ وهذا لن يحدث في ظل أن هذه القوى المُسيطرة مازالت جزء من الحاضر ولم تصبح جزء من التاريخ. هل الواقع حمال أوجه أم أن الواقع يُحَمل مصالح؟ هو بالتأكيد يُحمل مصالح وستظل هذه المصالح تتمسك بالأدوات القديمة بل وستجعل من الحوار نفسه أداة جديدة لسيطرتها، وهنا نطرح السؤال: إن ظلت هذه القوى متمسكة بمصالحها ولم تأبه للحور فما الحل، هل ننتظر ولادة أنبياء كفت الأرض عن إنتاجهم، لكن الأرض لم تكف عن ولادة الثوار، فهذه المتناقضات تنجبهم والشعب فيه من العامل الموضوعي ما يكفي ليسقط كل هذه القوى المُسيطرة بثورة شعبية لكنه سيضل ينقصه العامل الذاتي (أداة العبور) وهذا يعني جبهة شعبية عريضة هي ضحايا هذه الصراع والإستقطابات بين مراكز القوى المُسيطرة؛هي من بإمكانها إن اتحدت كمكونات ثورية أن تُصنع تغير جذري، وليس التسليم للقرار ومراجعة شريط تسجيل المخالفات، ففي أحسن الأحوال القرار الأممي سيضرب بعض هذه القوى المعرقلة ويبعدها عن الساحة السياسية أي يُحجمها، مكتفية بما اكتنزته من ثروات البلد لكنه بالتأكيد أي القرار الأممي لن يخلصك من جذر المشكلة الاجتماعية الاقتصادية ذاتها وهي التبعية للإمبريالية .
***
"طي صفحة النظام السابق - رسالة للمستقبل"
"كان القرار الأممي قد أورد العبارة الخاصة بطي صفحة حكم علي صالح، في السياق العام لما يُفهم منه أنه نهاية نظام سياسي واجتماعي فشل في قيادة البلاد. وهذه العبارة لها مدلول كبير! ويجب أن تقرأ على النحو الذي يُفهم منه أن المقصود هو منظومة قيم وأدوات وأساليب وممارسات نظام سياسي واجتماعي يجب أن يُطوى، وأنه لم يعد مقبولاً دولياً، بعد أن لفظه المجتمع. وليس المقصود شخصا بعينه، أو بمعزل عن النظام الذي أداره خلال كل هذه السنوات. هي رسالة للمستقبل بقدر ما هي إدانة للماضي. أي أنها تريد أن تقول، باختصار: إن مظاهر ذلك النظام يجب ألا يعاد إنتاجها في بنية النظام الجديد."
-كما أسلفنا- فالمجتمع الدولي لديه مصالحه وهي من تحكم سياساته وتوجهاته تجاه هذه البلد ، وإدانة المجتمع الدولي "لنظام صالح" لا يعني إدانة لسياسات المجتمع الدولي والمصالح التي تربطه بالقوى المسيطرة في ذالك العهد؛ المجتمع الدولي يدين - صالح ونظامه - وفي ذات الوقت لا يُدين تدخله ووجوده العسكري، ولا يُدين شبكة الوكلاء التي تعمل لخدمته ، لهذا فالرسالة التي وجهها المجتمع الدولي للمستقبل إن صُححت ستكون: إن مظاهر ذلك النظام يجب ألا يعاد إنتاجها في بنية النظام الجديد الذي يحافظ على نفس مصالحنا الإمبريالية وبطرق وأشكال جديدة . فما الذي سيكون تغير إن تم طي (صالح) والإبقاء على الإمبريالية وبقية القوى المُسيطرة ، ، هل يُمكن القول أن النظام كان نضام (صالح) أو "نظام عائلي" وكيف نفهم أن هذا الطي سيكون لمنظومة القيم والممارسات بينما هو ينسب هذه المنظومة لصالح إذ يجعل من النظام وهو سلطة المسيطرون بشكل عام نظام شخص (صالح) ، وإذا كانت الإمبريالية حقاً ستطوي كل هذه القيم والأساليب والمصالح الغير شرعية فهي تقوم بما أَفرغت منه حركة التحرر الوطنية، إذن الرأسمالية تخلت عن إمبرياليتها وتكفر عن استغلالها وأصبحت صديقة للشعوب و هي –الآن- تدمر الدولة السورية وبنيتها الإنتاجية بمجاميع إرهابية هل يُريد منا الكاتب أن نفهم هذا من الرسالة إلى المستقبل ؟
***
"ما الفرق بين أن يقصيك نظامٌ ما بالحرب، أو يقصيك تحالف السلطة الجديد بوسائل أخرى؟! وعلى كل الذين رحبوا بطي صفحة هذا الحكم أن يبرهنوا على قدرة ملموسة لنبذ منظومة قيم نظامه."
أزعم انه يتحدث عن " تجمع الإصلاح" ( إخوان اليمن) شراكه بتحالف "المُشترك" وممارساتهم الاقصائية لكن الكاتب لا يريد أن يفهم أن الإخوان كانوا جزء من "النظام" السابق لهذا فهم يحملون نفس أساليبه في الإقصاء، فهو يقول نبذ قيم نظامه وهذا يعني أنهم جزء منها أو هي جزء من ممارستهم السياسية، ومن هذا المنطلق فالمجتمع الدولي ليست مُشكلته مع منظومة قيم الفساد هذه التي تنتج مصالحها على حساب إفقار الشعب وإقصاء مكوناته السياسية والاجتماعية؛فالمجتمع الدولي مشكلته مع (صالح) أنه ورقة لم تعد مجدية ولهذا فهو ليس لديه مانع إن جاء الإخوان ولعبوا على إنفراد نفس الدور الذي كانوا يلعبوه مع صالح.
***
" (...)النجاح الحقيقي للعملية السياسية يتوقف، ضمن قضايا أخرى، على إقامة النظام السياسي والاجتماعي بمنظومة قيم وأدوات وممارسات مختلفة، بما في ذلك محددات الحكم الرشيد التي نصت عليها مخرجات الحوار، واحترام حقوق الناس."
يفترض أن يقوم النظام الاجتماعي والسياسي الجديد بقيم وممارسات جديدة ونقيضه وليس "مختلفة" فالتغير إن لم يكن جذرياً يغير بنية النظام فهو يطيل من عمر الأزمة ، والكاتب من منطلق نيو ليبرالي إصلاحي للنظام يرى أن محددات "الحكم الرشيد" التي نصت عليها مخرجات الحوار واحترام حقوق الإنسان كافيه لتنتج نظام أكثر عدلاً وديمقراطية وهذه هي معاير صندوق النقد و"الجات" وهما سبب رئيسي في إفقار الشعوب ، متجاهلاً العدالة الاجتماعية التي هي النجاح الحقيقي بنظامها الإقتصادية والسياسي النقيض للنظام التفاوت الطبقي والاستغلال السائد، محددات الحكم الرشيد وإن طُبقت فهي لن تزيل الفساد إنما سَتُرشده وتنظمه بما يرضي الإمبريالية ؛ ما يجب تغيره جذرياً هو بنية النظام لأنها قائمةً على الفساد فقد بُني لخدمة الطبقة البرجوازية المُسيطرة ،والنظام الجديد يجب أن يُبنى على ما سيُهدم من هذا النظام ويُبنى أيضاً على أساس المصلحة الطبقية فكل نظام هو طبقي ولكن هذه المرة مصالح الطبقة الشعبية الكادحة .
***
"العملية السياسية والإقليم"
"المنطقة اليوم، بما اختمر فيها من أحداث وإرهاصات لتغيرات كبيرة، وربما جذرية، تواجه سؤالاً متعلقاً بقدرتها على إدارة هذه الأحداث والتبدلات، دون تدخلات قد تفضي بها إلى الفصل السابع. ربما كان الظرف الدولي سانحاً لاتخاذ قرار من هذا النوع بسهولة، في حالة اليمن، وذلك قبل أن تنفجر أزمة أوكرانيا، (...). فأوكرانيا أكثر أهمية، في حلقات المصالح الحيوية، لروسيا، وغيرها من الدول الأوروبية وأمريكا، من سوريا. كما أنه لا جدال بأن السلاح النووي الإيراني أكثر أهمية عند إيران من النظام السوري؛ إذا ما أزفت لحظة المفاضلة لاتخاذ القرار الأنسب بالنسبة للمصلحة الحيوية لإيران، ويصبح النظام السوري هو الثمن، وقد تصبح سوريا ضحية تسوية لمصالح الأطراف المختلفة في أوكرانيا."
في المقطع التالي يقول " زراعة اسرائيل في قلب المنطقة، على ذلك النحو، وفي تلك الفترة المبكرة، لم يكن غير عنوان بارز لهذه المحاذير التي تتجدد بقوة مع كل دورة من دورات الصراع الدولي". سوريا على تماس وفي حالة عدا مع هذا الكيان العُنصري فكيف يهين من أهميتها، وكيف تكون أوكرانيا أهم من سوريا بالنسبة لروسيا وأروبا وأمريكا؟ يتجاهل الكاتب حلف "البريكس " السياسي والاقتصادي وأهمية أن يكون على علاقة بإيران وسوريا لتكتمل حلقته في إطار المنافع الاقتصادية والتنسيقات الأمنية التي قد تظهر لاحقاً بين هذه الدول.استماتة روسيا في أوكرانيا لان أوكرانيا تمثل المنفذ البحري الوحيد لروسيا في البحر الأسود التي تملئه قواعد حلف الأطلسي، وخسران روسيا لأوكرانيا يعني خسارتها لقاعدتها العسكرية في "طرطوس" السورية ولعلاقتها مع إيران، لا يمكن القول أن أوكرانيا أهم من سوريا أو أن إيران يمكن أن تتخلى عن سوريا في صفقةٍ فهذه الدول "محور الممانعة" تتماسك أكثر وتسقطب دول جديدة لها كالعراق ومصر في ظل دخول الأزمة الرأسمالية الجذرية طورها النهائي فلم يعد هناك أفق للإمبريالية من السبعينات ولو كانت الإمبريالية الأمريكية قوية ما خاضت الحروب العسكرية في العراق وأفغانستان ولأكتفت بتحويلها إلى دول رأسمالية تبعية دون أن تخسر تلك المليارات التي مولت بها الحروب، لا يمكن أن يكون هناك صفقة تؤدي بسوريا. لأن بقاء سوريا قوية وموحدة هو حفظ لإيران ولروسيا، إيران سينكشف ظهرها تماماً وستفقد قدرتها على التواصل مع حزب الله في حاله التخلي عن سوريا، وروسيا في حاله التخلي عن سوريا سوف يركد مخزونها من الغاز وسوف يصل الغاز القطري لأوروبا وتركيا وبهذا تخسر روسيا جزء من هيمتها على الطاقة في أوربا
***
"على الدول الكبرى الداعمة للمبادرة أن تعمل على خلق مزيد من الروابط بين اليمن ودول الإقليم، (...) وأن تمتنع عن إقامة أي حواجز بينهما، تحت أي عنوان، أو لأي سبب كان، حتى لا يؤثر ذلك سلباً على بناء تلك الاستراتيجية الجديدة. (...)؛ فكلما اقتربت هذه الدول من أي قرار دولي يخص اليمن، كان ذلك رافداً لتعزيز روابط المصير المشترك."
بداية أي تحرر سياسي هو تحرر اقتصادي هذه من البديهيات،ولكن الكاتب بدل أن يعطي بدائل مغايره لعلاقة التبعية مع الإمبريالية ودول مجلس التعاون والرجعية السعودية بوجه الخصوص يصر على أن الحل هو مزيد من التبعية أي معالجة المُشكلة بنفس المشكلة كما يقول أبو نواس عن الخمر "دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ وداوني بالتي كانت هي الداءُ" ولهذا يجب أن نظل في سكرة التبعية ولا نصحو إلى علاقات دولية جديدة تضعنا في موقف الندية وتبادل المنفعة مع محور المقاومة مع "البريكس" مع الدول الصاعدة في أمريكا اللاتينية، ثم ما هذا المصير المُشترك، إن مصير دول الخليج هو التبعية لأمريكا والمشروع الإمبريالي الصهيوني،فهل هذا المشروع جدير بان نتشاركه ويكون مصيرنا !
***
"الهوية على خارطة العبور"
".... وحتى في ظل التشطير، كانت الهوية اليمنية الوطنية هي عنوان الارتباط المصيري المشترك، (...). كان المشروع الوطني، في صورته التي عبرت عنه الثورتان، قد حمل هذه الهوية بدرجة عالية من الحرص على جعلها أساساً لتحويل البلد إلى "وطن"، وقاعدة لنهوض شامل، لإدراكه أن تفكيك هذه الهوية سيرتب آثاراً ضارة على مستقبله واستقراره."
بقايا النزعات القومية بقيادات الإشتراكي من أيام "الجبهة" هي من تسببت بذالك الشكل الغير علمي والعاطفي من الوحدة عام 90،و التحول الاقتصادي هو من بإمكانه أن يحول البلد المتخلف اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً إلى وطن عادل متقدم اجتماعيا وليست الهوية من ستفعل ذلك؛ فهذا التحول الاقتصادي هو نفسه فيما بعد من سيشكل هوية وطنية جامعة فالهوية لن تسبق التحول الاقتصادي ،وليس ما يهدد المشروع الوطني هو تفكك الهويات فالهويات تتفكك في حالات التخلف الاقتصادي وفي ظل تعمق التبعية للإمبريالية الذي يفكك المجتمع إلى كينونات مُستهلكة، والحل سيكون باقتصاد وطني مخطط،تقوم به علاقات إنتاج عادلة، علاقات الإنتاج هذه هي من ستشكل ثقافتها الجديدة الحضرية وبالتالي الهوية الوطنية الجامعة.
****
"على هذه القاعدة يتشكل، على نحو تاريخي، الحامل الحقيقي لمشروع ما بعد الحوار؛ فهل سيكون النضال من أجل ذلك مستوعباً من قبل مرجعيات القرار الأممي؟! أسأل هذا السؤال لأن النضال على هذا الطريق سيصطدم، ولا شك، بحالة السكون التي يفترضها القرار، (...). فأيهما أجدر بالعقاب في هذه الحالة؟ أهو السكون العام الذي يشكل غطاء لتشوه وعجز الحامل الاجتماعي والسياسي لمشروع ما بعد الحوار؟ أم هو فضح وكشف هذا العجز بهدف خلق هذا الحامل الذي يتوقف عليه وحده تنفيذ مخرجات الحوار، والسير نحو تحويل البلاد إلى "وطن" "
ما هو مشروع ما بعد الحوار؟ ولماذا يجب أن تستوعب مرجعيات القرار الأممي النضال من أجل هذا المشروع أليس قراراً يمنياً خالصاً ؟، ، وما حاله السكون هذه التي سوف يصطدم بها القرار ، وكيف سيُعاقب "السكون العام" وما طبيعة هذا السكون العام، ولماذا الحديث هنا عن خلق الحامل الذي يتوقف عليه وحده تنفيذ مخرجات الحوار بينما في بداية المقطع يشهد أنه وبجدارة أن هذا الحامل "يتشكل على نحو تاريخي" ، تشكل حامل على نحو تاريخي هو طرح علمي بينما الخلق من العدم هو طرح مثالي أو بطريقة أخرى هو إملاء خارجي وفرض علينا مكون ما يكون أداة التنفيذ.

***
البلد الذي يحوله أبناؤه إلى "وطن"، يصبح أكثر رسوخاً واستقراراً وأقوى إعداداً واستعداداً للنهوض. والبلد الذي لا تتحكم به نخبة، ولا تصادره أيديولوجيا، ولا تتوارثه عائلة، ولا تتقلد قيادته مشيئة تتصادم مع مشيئة الشعب أو تقمعها، هو الذي يتحول إلى "وطن" يجد فيه أبناؤه الحرية والعدالة والكرامة والأمن والاستقرار.
كيف تُصادره الايدولوجيا؟ أليس هذا طرح عدمي يساوي بين كل الأيديولوجيات المادية والمثالية وبين العلمية والخُرافية . ومتى جاع الشعب الجنوبي -مثلاً- وتشرد وسقطت دولته ، هل عندما كان ينص دستور دولته "أنه بلد يمثل الطبقة العاملة اليمنية المتحالفة مع الفلاحين والبرجوازية الصغيرة....إلخ" أم حين صادرت ثرواته قوى حرب 94 وصادرته الشركات الاحتكارية. وماذا بعد، ماذا بعد التحول لوطن، ما الذي سيجد فيه أبنائه؟ سيجدون" الحرية والعدالة والكرامة والأمن والاستقرار " وهو نفسه الطرح الأيدلوجي الليبرالي للإمبريالية العالمية، تقديم الحرية على العدالة (الاجتماعية) التي لم تذكر.
"سالمين.. سقطرى.. و"الشيخ والبحر" "
"الجنوب سيبعث من داخله من يحمل قضيته. لا شيء يموت! وبلاد اليمن ستتحول إلى "وطن". واليمن هو الهوية التي نعود إليها حاملين أثقال تاريخ فيه من التناقضات والصراعات ما يجعلنا ميالين دائماً إلى الغضب من كل شيء بحثاً عن لا شيء."
ختام تفاؤلي جداً ويبُشبه على حدٍ ما ذلك الوعد الإلهي "لنستخلفنهم بالأرض" لكن كيف الاستخلاف ؟ المؤمنون بالله لا يعلمون ولذا يكتبون على الجدران الخلافة قادمة ليرسلوا ربما إشارة تذكير إلى الله فحواها إلهنا أعطنا ما وعدت ... بنفس الهذر يتحدث الدكتور عمن سينتصر للقضية الجنوبية ولكن دون القول كيف سيحدث ذالك ،إذا كان يعرف المعلوم هاو ما على الجنوبيين أن يحضروا من طقوس ليولد هذا (المهدي المنظر) فلما يبخل عليهم ؟! إذا كان سيبعث من داخله من يحمل قضيته فهذا تنازل من قبل الحزب الاشتراكي اليمني التي ينص نظامه الداخلي على أنه حزب وطني ديمقراطية يعمل على إزالة آثر حرب 94،الحزب الذي ظل يردد لن نتخلى عن القضية الجنوبية والشعب الجنوبي. القول أن هذا الحامل لم يتشكل بعد، يعني إعلان موت الحزب والحراك الجنوبي ومن موتهما سيُبعث الحامل الجديد، ويقول "وبلاد اليمن ستتحول إلى وطن" رغم إنه لم يقل ما طبيعة هذا الوطن ولم يخبرنا ما هي الأداة التي ستحوله إلى وطن أو ستعبر به "المضيق" !!
ومازلنا في انتظار الجزء الثاني من الكتاب ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.