منصور الاصبحي حالة! فيما أنصار الله "الحوثيين" حالات! وحزب الاصلاح حالته حالة!!... منصور حالة رومانسية شائعة ومفسبك كبير .. و قد ظل صديقي " الحبوب" هذا يتحاشى الصدام مع حزب الاصلاح الى أن أخذه أنصار الله من قفاه وزجوا به في السكن الجامعي التابع لحزب الاصلاح بالقرب من منزل الرئيس هادي في شارع الستين بالعاصمة صنعاء. اعتقل أنصار الله منصور متلبسا بمكالمة هاتفية كان يجريها مع زوجته "أسماء" في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي. أنصار الله خيرااااات ولهم حديد ونار وحروب وسيد, و منصور الاصبحي شابا تجاعيد عمره مبهمة وصدره مليء بالنيكوتين والأغاني العملاقة, فيما يمشي بمجمله محمولا على ساقين نحيلين أنجياه من حزب الاصلاح حين كان هذا الحزب زاخرا ب"الاعفاط". ولا شيء يعكر مزاج هذا الشاعر الموهوب أكثر من تذكيرنا له "بخمسة اصلاحيين أعفاط كانوا قد أوسعوه ضربا في ساحة التغيير بصنعاء أثناء محاولته التقاط صورة تعمد "الاصلاح" إخفائها في سياق هيمنته على منصة الثورة الشبابية. تعود منصور وصل سماعة هاتفه الذكي الى أذنيه إما لاتصاله بأم عياله الاربعة وإما لسماعه أغاني ملاكه "فيروز" القادم صوتها من السماء, وكان قد اقترب كثيرا من منزله في حي السنينة, حين أمسك به أنصار الله من قفاه "وهتروا" هاتفه النقال و نتعوا السماعة من أذنيه. لقد أشعل هذا الاجراء الحوثي الجلف حرب شكوك ضارية, وهي الحرب التي دار رحاها بين أنصار الله من جهة وأسماء (زوجة منصور) من جهة ثانية, فيما ظل منصور مسرحا لتك الحرب التي طال أمدها 12 ساعة قضاها في منشأة حزب الإصلاح التي حولها أنصار الله الى مخفر وسجن. انصار الله متوترون وشكاكون جدا, وأسماء "زوجة منصور" هي الاخرى شكاكة!, الامر الذي أبقى منصور عالقا بين شكين. يشك أنصار الله بأن منصور يهاتف بائعة هوى؟..,ولهذا حبسوه, وتشك أسماء بأن منصور يقضى ليلته تلك مع ضرتها السرية الفاتنة على أقل تقدير, وقد ساءها خضوع منصور لشروط ضرتها الجديدة التي فرضت عليه قطع اتصاله الهاتفي معها, وإغلاق هاتفه بصورة نهائية, ولهذا السبب ظلت أسماء "مرطوعة" خلف الباب وقد حشدت ما أمكنها حشده من عبارات التوبيخ التي ستنهال بها على زوجها المسكين بمجرد قرعه للباب. وبما أن الليل حالك و هو أدعى للخوف منه الى المواعيد الغرامية, فقد كان أنصار الله هم الأسرع فتكا بمنصور الاصبحي, ليتأجل بذلك وقوفه أمام زوجته أسماء بوصفها المؤسسة التوبيخية الاقدم في تاريخه. فرض أنصار الله على هذا المنصور حلا مماثلا ل "اتفاق السلم والشراكة" من حيث إرغامه على تقبلهم ك"بوليس آداب" يحق لهم حبسه لمجرد شكهم بال"حرمة" التي يتصل بها, وهو الحل "الوسط" الذي أخذ شكوك أنصار الله في الحسبان, فيما لم يقم وزنا لشكوك اسماء حيال الكائن الليلي الذي ظننته ضرتها الجميلة أو ما شابه. إنها حلولا صعبه يفرضها أنصار الله "الحوثيين" تحت مشيئة قوتهم الغاشمة ليجد منصور نفسه ماض الى مسكن طلابي حولته ذات المشيئة الى مخفر شكاك, إذا رأى غير شيء ظنه زير نساء. القائمون على هذا المخفر من أمثال "أبو فارس, و ابو علي" وطابور من ال " أبو .. أبو " ظلوا ينادون منصور: "بالتعزي العرعور" في سياق إصرارهم على حبسه بحجة اتصاله "بحرمة بطالة". أما منصور فقد ظل يظن نفسه أسخف المحبوسين تهمة وأقلهم وزنا وأهمية الامر الذي افقده الثقة بنفسه وبدأ يشك في كل منهم حوله شأنه شأن انصار الله؟.. يشك منصور بأن الشابين الصوماليين المحبوسين معه في نفس الغرفة هما من تنظيم القاعدة أو حركة الشباب المجاهدين في الصومال على أقل تقدير, ويشك بالشاب الذي زج به الحوثيين الى محبسه في منتصف النهار ويظنه لصا كبيرا يعمل في تبييض الاموال ولديه شركات وهمية. وكم تمنى منصور لو أنه كان سجينا من العيار الثقيل حتى يجد لنفسه منطقا يدافع به عن نفسه أمام زوجته اسماء. وجد منصور نفسه أمام اكتشافات خطيرة بددت شكوكه وفاقمت إحساسه بالهوان , خصوصا وأن رفيقاه الصوماليين في السجن اعتقلهما انصار الله بتهمة سرقتهم لثلاث "علاقيات" قات من سوق السنينة, فيما تبين لمنصور بأن الشاب الذي زج به أنصار الله في غرفته في منتصف النهار وظنه لصا كبيرا ما هو إلا صاحب نغمه موسيقية كان قد حملها في موبيله وأمتنع عن حذفها تحت سطوة أنصار الله أنصار الله ولهذا سجنوه. في مساء الاربعاء غادر منصور سجن أنصار الله بمعيتي وعطاف الصبيحي, وكان هذا بعد ساعات من اتصال وردنا من السجين صاحب " النغمة" إذ كان قد غادر السجن أولا وقد أملاه منصور رقم هاتفي, بصفتي صديقا مقربا له. لست وحدي صديقا منصور الاصبحي فهو م من أبطال ملحمة الشاعر محمد أنعم غالب, الذين: "غاصوا في كل بحر واحترفوا المهن في كل أرض وشربوا النبيذ من كل كرم" حتى صارت كل الشموس والرياح والنجوم تعرفهم. وللتعزي "العرور" منصور 5000 صديق على فيسبوك ويتابع الالاف تغريدا ته الشعرية على تويتر, فيما يتألف أصدقائه ومتابعيه من كل الطوائف السياسية والأدبية والفنية والأقليات العرقية والأديان, وهي ثقافات تألف منها قلبه ووعيه وحضوره الانساني. يصعب علينا اليوم تجنب الصدام مع أعفاطا مسلحين كأنصار الله, ذلك أنهم ركبوا على دبابات ومدرعات وشاصات وقاتلت معهم قبائل خانت قبائل وكتائب خانت كتائب حتى صاروا يشكون بخيانة منصور لزوجته أسماء, ولهذا حبسوه..