ما زالت المواجهات المسلحة مستمرة وبشكل أعنف حتى مساء اليوم الثلاثاء بين القوات العسكرية التي ما زالت تحت جناح السلطة والشيخ صادق الأحمر ورجال قبيلة حاشد وقد ازدادت ضراوة وعنف المعارك بعد صلاة المغرب. وبعد ان استأنفت القوات العسكرية الممثلة بقوات الحرس الجمهوري وقوات النجدة وتدور رحى المعارك في قلب العاصمة صنعاء في حي الحصبة التي يتوسطها منزل الشيخ الأحمر والذي يعد عنوان بارز لدى سكان الحي. ويقع منزل الأحمر بالقرب من مبنى اللجنة الدائمة مقر الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ويقع في نطاق الحي العديد في المنشآت الحكومية منها مبنى وزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة ووكالة سبأ للأنباء ومصلحة أراضي وعقارات الدولة والهيئة العامة للمعاشات والغرفة التجارية والعديد من المحاكم والنيابات العامة وقد أشتدت ضراوة المعارك بعد أن تم قصف منزل الشيخ عصر اليوم الثلاثاء ومجموعة من رجال الوساطة داخل المنزل وجميعهم شخصيات مسئولة ومشائخ، وأدت إلى إصابة أغلبهم وكان أبرزهم قريب الشيخ محمد أبو لحوم (محمد محمد عبدالله ابو لحوم) الذي استشهد في قصف القوات الحكومية على منزل الشيخ، كما أًصيب غالب القمش بإصابات بالغة بعدها اشتدت ضراوة المعارك ، وتم اتخاذ اسلوب تكتيكي أخر في إدارة المعركة خلاف للاسلوب الذي أتبع يوم أمس، حيث فضلت القوات العسكرية استخدام مدافع الهاون والصواريخ في قصف منزل الشيخ الأحمر وكذلك بعض العقارات الخاصة بهم والتي تقع في احياء أخرى وبعيدة عن حي الحصبة وهذا النوع من القتال والحرب لا تستطيع القبائل التعامل معه حتى وإن ملكت أسلحة ثقيلة فالخبره في تحديد مسافات المساكن وقصفها أمر يصعب على القبائل التعامل معه. وأوضحت مصادر مطلعة لموقع "يمنات" الأخباري أن قذائف الهاون قد نالت من منزل الأحمر ودمرت أغلبية المبنى، وكذلك أفادت مصادر أخرى أن صواريخ أطلقت من معسكر يقع في جبل نقم قصفت مدينة سكنية ما زالت تحت الإنشاء في منطقة مذبح وهي من أملاك الشيخ حميد الأحمر تقع خلف جامعة الأيمان بجوار مدرسة النهضة أدت إلى تدمير تلك المنشئات وأوضحت المصادر أن أتباع الشيخ الأحمر ما زالوا يسيطرون على العديد من المباني الحكومية التي استولوا عليها يوم أمس. كما رفض الشيخ صادق الأحمر إخلاء تلك المنشئات من أتباعه وقال أنه سوف يسلمها لشباب الثورة بينما القوات الحكومية ما زالت تطالب بتسليم تلك المنشئات وتصر على مواصلة القتال. وقد تحركت وساطة من قبل الشيخ الشائف شيخ مشايخ بكيل الذي التقى بالرئيس حسب المصادر ووعده الرئيس بإيقاف القصف فور تسليم تلك المنشئات إلا أنه لم تشر أي مصادر قبلية أو طرفي النزاع في قبول الوساطة. ورجحت مصادر مطلعة أن تلك الوساطة من الشيخ الشائف لم تحظى بأي قبول لتوسع الخلاف إضافه إلى أن الشائف لم يعد يتمتع بثقل كبير في الجانب السياسي. وما زالت تشهد العديد من أحياء العاصمة حالة استنفار واسع واستحداث نقاط عسكرية. بينما شهدت العاصمة صنعاء لإنقطاعات متعددة في التيار الكهربائي وكذلك لخدمة الانترنت وقد عكست المواجهات المسلحة حالة من مخاوف توسعها في أوساط المواطنين وخاصة بعد نزوح العديد من سكان حي الحصبة وتحذيرات وجهت للمواطنين الساكنين جوار جامعة الإيمان من التنقل مساءا هذا اليوم حفاظًاً على سلامتهم. وأشارت التحليلات السياسية أن استمرار المعارك في حي الحصبة ربما تؤدي إلى شل حركة مطار صنعاء الذي يعد قريب من الحي الذي تدور حوله المعارك، وأن توقف حركة المطار ستؤدي إلى عواقب وخيمة في الاقتصاد الوطني. وأوضحت مصادر يمنات أن حالة استنفار واسع واستعداد قتالي عالي قد عممت في كافة المعسكرات القتالية المتواجدة في نطاق العاصمة وكذلك شملت عملية الاستعدادات معسكر الفرقة الأولى مدرع التابعة لعلي محسن المنشق عن الرئيس والمؤيد لثورة الشبابية. وقد أشار العديد من المراقبين أن عملية المواجهات ربما تعم العديد من المحافظات القريبة من صنعاء.