منذ تسعة أيام ومناطق شمال صنعاء تدور في أحيائها الصراعات المسلحة وتدعياتها تفجر الصراع في منطقة حي الحصبة، وكان بالتحديد محصوراً ما بين منزل الشيخ عبد الله الأحمر حيث يقطن فيه حالياً أبنه الأكبر صادق ومبنى اللجنة الدائمة للحزب الحاكم ومدرسة الرماح التي تقع خلف منزل الشيخ من الجانب الشرقي. ولكن بعد إن توسعت بؤرة الصراعات وأنتقلت إلى الأحياء المجاورة منذ ستة أيام، حيث سقطت قذيفة هاون فوق مبنى يقع في جولة شعوب الجولة التي تقع بعد جولة مأرب المجاورة للشرطة العسكرية وقد كانت تلك القذيفة التي نزلت على المبنى أطلقت لغرض أستهداف معسكر الشرطة العسكرية، لتنتقل بعد ذلك عملية القتال إلى شارع الشيرتون، الأمر الذي أصاب سكان المنطقة التي تسمى بئر القشم بالخوف والهلع ومما زاد خوفهم حين أخترقت قذائف أسلحة المعدلات نوافذ أحدى المنازل الذي يقع فوق صيدلية حمير. وقرر العديد من الساكنين النزوح من منازلهم، كما شهدت عدة أحياء أخرى اشتباكات منها الحي الذي يقع فيه مبنى وزارة التربية والتعليم وحي هبره كل هذه الاحياء شهدت شوارعها صراعات مسلحة مما أضطر العديد من الأهالي إلى النزوح من تلك الاحياء. وقد امتدت هذه الإشتباكات إلى حي الصياح القريب من شعوب حيث حاول اتباع الشيخ اقتحام منزل الرئيس الذي يقع في حي يسمى "قرية الدجاج" بجانب مصنع الغزل والنسيج، وقد أدت عملية تبادل القصف المدفعي المتوسط التي أخترقت المنازل وبالذات البنايات العالية إلى إغلاق سوق الجملة الذي يقع ما بعد جولة الصياح، حيث امتدت ساحة المواجهات إلى المستشفى العسكري والمحيط المجاور لها وذلك التوسع تفرضه التحركات القتالية كراً وفراً مما سبب القلق والخوف لدى سكان شعوب وكذلك مسيك. ومازالت المواجهات العسكرية تدور في جولة سبأ تحت الكُبري بشكل منقطع. وزادت عملية التوسع القتالي التي أخذت تمتد إلى حي التلفزيون بأتجاه مبنى مجلس الشورى وكذلك باتجاه شارع المطار حتى وصلت الصراعات إلى خلف مبنى وزارة الكهرباء والسجن المركزي، ولم تعد هذه الاشتباكات مقصورة على حي الحصبة بل امتدت إلى الشمال الغربي والشرقي وأصبحت على مشارف حي التحرير من جهة شارع القيادة وعلى مشارف باب اليمن من جهة حي شعوب، خاصة وأن المواجهات أصبحت لا تبعد عن ما يقارب ثمان مائة متر من قصر غمدان المعروف بدار السلاح، مما يعني أن المواجهات قد أصبحت على وشك أن تكون في قلب العاصمة. وقد دفعت هذه التطورات القتالية العديد من سكان العاصمة الى النزوح من منازلهم بينما البعض الأخر اتجه إلى تخزين المواد الغذائية وسحب الأموال من البنوك، خاصة الأثنين الفائت وذلك بعد تفجير محطة "العصيمي" لتخزين الوقود والتي كانت خزاناتها مكتظة بالنفط بعد أن فرغت الشاحنات من تعبئتها وأصابتها قذيفة هاون خلفت سحابة دخان في سماء المنطقة، حيث أكدت العديد من المصادر أن طوابير طويلة من المواطنيين أصطفت أمام المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية في محاولة لتخزين تلك المواد تحسباً لإنهيار ربما يكون قريب، كذلك شوهدت طوابير أخرى في البنوك ومحطات الوقود، وقد قام العديد من سكان تلك الاحياء بقطع الطرقات عن طريق البراميل والاحجار وشكلوا حراسات لإحيائهم ولكن هذه المحاولات منهم سرعان ما تنهار ويختبئ شباب هذه الاحياء في منازلهم عندما تشتد أصوات القذائف ويشعرون أنهم في خطر الإصابة بشظاياها. وقد أوضحت مصادر من المواطنيين الذين يسكنون شمال حي الحصبة أن معاناتهم تتفاقم بشكل أكبر بسبب عدم توفر مستشفيات قريبة منهم، أما المركز الصحية فحالها بائس في وقت السلم فكيف سيكون حالها في الحرب، حيث قالوا انهم أصبحوا تحت خطر الإصابة بشظايا في اي لحظة غير الحالات الأخرى التي تصيب النساء الحوامل جراء الخوف والهلع والجانب النفسي للأطفال. واكد بعضهم أنهم اصبحوا اشبه بالمحاصرين في منازلهم. كما تتفاقم مشكلتهم بشكل أكبر حين يتم قطع التيار الكهربائي بشكل أشبه بالنهائي حيث يصل تيارها لمدة ساعة إلا ربع لتنقطع أكثر من أثنى عشر ساعة الأمر الذي يسبب لهم إتلاف بعض مخزوناتهم الغذائية وكذلك بعض الأدوية مثل أدوية مرضى السكر إضافة إلى انقطاع المياه وأحياناً جراء انقطاع الكهرباء لا يتمكنون من عملية ضخ المياه إلى خزاناتهم التي تكون في أماكن مرتفعة، وأبدا المواطنين مخاوفهم من استمرار الأزمة المسلحة لأن استمرارها يشكل كارثه إنسانية بالنسبة لهم. وقد أوضحت المعلومات الميدانية أن حالة التوتر القتالي التي تعيشها هذه الاحياء جراء الصراع الحاشدي المتمثل بالشيخ صادق الأحمر من جانب وعلي عبدالله صالح من جانب أخر والذي أدى إلى احتلال العديد من الوزارات منها وزارة الصناعة ووزارة الإدارة المحلية ووزارة الداخلية، وبأمتداد وتوسع المواجهات تعتبر وزارة التربية والتعليم من الوزارات المعطلة وكذلك وزارة الكهرباء ووزارة الصحة وهذا يعني أن العديد من مصالح المواطنين سوف تعطل جراء تعطل هذه الوزارات وتتزايد مخاوف المواطنين بشكل أكبر حين تنظر إلى تركيبة القوات العسكرية الحكومية التي تتبع شخصيات معينة ولم تعد ملك المؤسسة الوطنية العسكرية، وكذلك نفسيات الجنود المقاتلين المتبرئين من ذلك الصراع مع جهات تم تسميتها على حسابهم وحساب الوطن واليوم يطلب منها خوض الصراع معها في ظل انعدام ضمانات العلاج واستمرار توفر الراتب الشهري وذلك أضعف الايمان. واوضحت مصادر مراقبة للأحداث أن الوضع الإنساني في العاصمة صنعاء قابل للتفاقم وان توسع رقعة لمواجهات في العاصمة سرعان ما سيحولها إلى مدينة منكوبة وستعيش أزمة إنسانية خطيرة ولا يمكن لها الصمود حتى أسبوع واحد لان الحال الإقتصادي الذي يعيشه الناس منذ سنوات حال متدهور وأفقر المواطنين بشكل لا يمكنهم من الصمود أمام مثل هذه الاضطرابات. وعن ما يدور في ميدان المعارك فقد أوضحت المعلومات الواردة ل"يمنات" أنه تم سحب الكتيبة العسكرية التي يقودها العميد أحمد خليل الذي يعتبر منشقاً من الفرقة الأولى مدرع من جولة سبأ حيث تدور المعارك وحلت محلها قوات عسكرية من الأمن المركزي قيل أن سبب استبدالها شكوك في ان تتعاطف مع اتباع الشيخ صادق الذين يواصلون محاولة عبورهم للاستيلاء على القيادة العامة لرئاسة هيئة الأركان التي تقع بعد جولة سبأ من الجهة الجنوبية . وأكتفت القوات العسكرية الحكومية بالقصف الثقيل بمدافع الهاون على منطقة الحصبة ومنزل الشيخ صادق الذي تسببت باندلاع حريق فيه. من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة أن صواريخ أرض –أرض قصفت الفرقة الأولى مدرع، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع. كما أكدت المصادر المطلعة أن استراحة اللواء علي محسن الأحمر التي تقع في مكان مرتفع يطل على جامعة العلوم والتكنلوجيا قد أصيبت بقذائف المدفعية الثقيلة. كما صدرت توجيهات للمعتصمين الذين هم قرب جامعة العلوم أن ينسحبوا إلى داخل الساحة حفاظاً على سلامتهم و استبعدت مصادر سياسية من أي مواجهات عسكرية بين الفرقة الأولى وقوات الجيش التابعة للحومة. وفي حي الحصبة أفاد شهود عيان انهم شاهدوا اشتعال النيران في عدة مباني مساء يوم امس الثلاثاء منها برج وزارة المواصلات ولم يتسنى لنا معرفة مصدر تلك الحرائق. واكدت المعلومات أن المواجهات في حي الحصبة مازالت عنيفة حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء وما زالت العديد من المعلومات مغيبة عن وسائل الاعلام وغالب المعلومات التي تنقل عبر وسائل الاعلام تكون من مصادر مجتهدة إلا أن المعلومات الرسمية عن عدد القتلى من الطرفين لم تحدد. وأفادت بعض المعلومات عن (98) قتيل من أتباع الاحمر و(56) قتيل من القوات الحكومية من كافة الوحدات المشاركة وأن الجرحى وصل عددهم إلى (160) جريح من الطرفين كإحصاء أولي وقد قامت الحكومة بتعزيز خط المطار بقوات وآليات مضاعفة خشيت الاستيلاء على المطار الحربي الذي أصبح على بعد خمسة كيلومترات من أتباع الشيخ الأحمر. ومن المتوقع حسب مصادر مراقبة أن دائرة القتال ربما تكون أعنف نهار ومساء الاربعاء وفي مساحة واسعة ومناطق أخرى ربما تشمل أرحب وبني حشيش والأزرقين وربما تجر لصراع في منطقة مذبح وكذلك على مرتفعات جبال عصر وبني مطر وهمدان وإذا تم هذا فعلاً فسيتحول الصراع من حاشدي حاشدي بحكم خلافات أبناء الأحمر والرئيس صالح إلى صراع قبلي وحكومي وأن تحالفات قبلية سارت نحو اصطفاف قبلي ومثل هذه التكهنات توحي بمنزلق خطير ستسير إليه البلاد كونه يعتبر البداية الأساسية لإشعال فتيل الحرب الأهلية إذا استثمرت السلطة علاقتها ببعض الجهات القبلية المناصرة لها، لأن النسيج الاجتماعي في مناطق الشمال سيكون قبلياً منشق إلى شطرين وكذلك الجيش المنشق إلى شطرين، بينما القوى المدنية والشباب الثوار سيكونون طرفاً ثالث يعول عليه في حسم الموقف لإنقاذ البلاد إذا تمسك بالثورة السلمية وناشد المتناحرين للخضوع لسلطته ونداء الثورة وأهدافها التي ستنصف الجميع بعد تحول النظام إلى قبضتها وتلك أمنية بعيدة المنال في بلد يحكمه المشائخ والعسكر ونسبه الأمية فيه 76%ولكن الآمال تبقى حية في الحكمة اليمانية والإخلاص لليمن التي أصبحت على أبواب المسلخ..