هذا يعني ان مئات الملايين من الدولارات التي قدمتها الولاياتالمتحدة الإمريكية لقوات مكافحة الإرهاب ذهبت ادراج الرياح. آخر تلك الأموال التي قدمت لهذه الوحدات التي يديرها يحي محمد عبدالله صالح وكشف عنها في فبراير الماضي كانت عبارة عن أربع مروحيات من طراز " هوي2-"، وتدريب الطواقم اليمنية لقيادتها وصيانتها اضافة الى اصلاح وصيانة عشر مروحيات يمنية من طراز " مي17 . وفي ذات الشهر اعلن عن انفاق 75 مليون دولار لمضاعفة حجم وحدة مكافحة الإرهاب وذلك بعد بث رسالة صوتية لأنور العولقي. حينها اعلن ان هذه الأموال لاعلاقة بها بمبلغ 35 مليون دولار مخصصة كمساعدة عسكرية سنوية اضافة في ميزانية الرئيس الإمريكي باراك اوباما لعام 2012. وكان قد اعلن في 2007 عن تزويد وحدة مكافحة الإرهاب ب(114) مركبه عسكرية نوع (همر) ، للمهمات الخاصة الى جانب 3 سيارات اسعاف"ايتش ، ام ، ام ، دبليو ، في " لوحدة مكافحة الإرهاب اليمنية ، مشيرة الى وصول (30) مركبة من اجمالي العدد وسيتم توزيعها على كل من وحدة مكافحة الإرهاب والقوات العمليات الخاصة اليمنية. وفي 2009 خصصت وزارة الدفاع الإمريكية 66.8 مليون دولار امريكي لتمويل القوى الأمنية اليمنية 30 مليون من الدعم لدوريات حرس الحدود والأمن البحري لمكافحة الأرهاب. في ابين تدور رحى الحرب حاليا بين قوات من الجيش النظامي – ضعيفة الإمكانات والتدريب – ومسلحين دأب الإعلام على وصفهم بأنهم تابعون للقاعده ، وقد اصبحت الحرب حرب سيطرة ولم تعد المسألة مجرد عمليات وهجوم وكر وفر. امام كل هذ العنف الدائرهناك لم تشارك قوات مكافحة الأرهاب بأي من العمليات ، وترك اللواء الذي يواجه المسلحين بدون اي دعم عسكري اومياة اوامدادات كما تؤكد عدة مصادر. كانت المخاوف الإمريكية مبكرة من استخدام قوات مكافحة الأرهاب في غير مكانها المخصص ، وكتب السفير الأمريكي السابق ستيفن سيش في ديسمبر 2009 :" لقد تجاهلت الحكومة اليمنية التي تريد هزم الحوثيين بأي ثمن مخاوف الحكومة الإمريكية بشأن نشر وحدة مكافحة الأرهاب في محافظة صعدة ، وثبت ان وحدة مكافحة الإرهاب عاجزه عن ملا حقة الأهداف الأرهابية الأصلية من عناصر " القاعدة " في شبه الجزيره العربية بينما خضعت لضغوط كبرى في محافظة صعدة ". وتذكراحدى الوثائق المسربة ان الولا يات المتحدة ، انفقت منذ عام 2002 اكثر من 115 مليون دولار لتوفير معدات للقوات اليمنية المكافحة للإرهاب ، بما في ذلك 5 ملا يين دولار للتدريب العسكري ، في عام 2009 وحده. وفي التسريبات المتعلقة بالسفير الأمريكي ستيفن سيش ، في ديسمبر 2009 ، يؤكد مسؤوولون عسكريون ، ذكرت اسماء بعضهم بينما بقيت هوية بعضهم الآخر مجهولة ، ان اليمن بدل مهمة وحدة مكافحة الأرهاب تحديدا وجعلها تحارب المتمردين اليمنيين في صعدة ، وهو بذلك تجاهل الإحتجاجات الأمريكية التي اصرت على ان افراد القوات الخاصة اليمنية يجب ان يحاربوا " القاعدة " حصرا ". اليوم اصبحت قوات مكافحة الأرهاب مختفية عن الأنظار وكأنه ليس لها اي مهام، واصبح الحرس الجمهوري يقوم بمحاربة حمود المخلافي في تعز ، والأهالي في ارحب بينما يدور الحديث عن تورط بعض بعض ضباط الأمن المركزي والحرس في بيع المشتقات النفطيه للسوق السوداء. واشنطن تصمت هذه الفتره على قوات مكافحة الأرهاب ولا تسألها لماذا لاتذهب لحسم المعركة هناك مع الإرهابيين ، بينما لازالت متمسكة بأقارب الرئيس كونهم يمسكون بهذه الوحدات التي دفعت ثمنا غاليا لتنشئتها والواقع يقول انها قوات لحماية اولاد الرئيس نفسه. امام واشنطن مهمة اخلا قية لإنقاذ هذه الصوره التي ترهق اليمنيين بينما تنهارتنهار البلاد وهي تنظر للواقع للواقع من باب من سيغلب سنكون معه ، بينما لم تنجز هذه المهمة من باب حتى تحسين الصورة وليس انقاذ محافظة اصبحت في قبضة ارهابيين بينما تنام القوات العسكرية في صنعاء. " ابين " احدى الصور العابثة التي تؤكد ان الإرهاب ورقة اقذر من ان نتصورها ، فأمريكا تتأمل ، وقوات مكافحة الأرهاب تنتظر الأوامرمن واشنطن ، وواشنطن تنتظر الرئيس يعود .. حلقة مفرغة من العبث بهذه البلاد.