هذه الإستراتيجية ليست صحيحة فهي تضع الفهم الضيق لصالح الولاياتالمتحدة، المتركز على مكافحة الضيق لمصالح الولاياتالمتحدة المتركز على مكافحة الإرهاب، في المقدمة، الأمر الذي انتقدنا انا وآخرون في أماكن كثيرة وهو يفترض ايضاً ان العمل بشكل مضاد للتطلعات الثورية لملايين اليمنيين، هو في الواقع أفضل طريقة لمواجهة خطر تنظيم القاعدة غير ان دعم تطور اليمن مؤسسياً وديمقراطياً، وتقديم الدعم لقادتها في بناء مؤسسات الدولة الشرعية، هو الأمر الأكثر منطقية، الجمعة، دعت اللجنة التنظيمية للثورة، التي تنادي بنقل سلطات صالح بشكل مباشر، وبشكل مجلس انتقالي، الى مسيرة للسعي لتحقيق (الدولة المدنية) اليمنيون من مختلف الخطوط والأيديولوجيات، والمهن والأجيال سيجتمعون في مختلف أنحاء البلاد، للمطالبة بدولة تكون مسئولة امام مواطنيها أصحاب الحقوق هذه الجمعة سيكون الجمعة ال 25 التي يقوم فيها اليمنيون بنفس الشيء إضافة الى تخييمهم المستمر في الساحات في الفترات بين هذه الجمع. المعارضة الانتهازية وال (عفوية) والمنظمة لوحظ على نطاق واسع ان حركة المعارضة اليمنية هي في الواقع مظلة واسعة جداً تضم مجموعات متعددة برؤى مشتركة (وبعضها غير مشتركة) لمستقبل اليمن السياسي المثالي، الآن أدت المواجهة المستمرة منذ 6 اشهر، بين المعارضة والنظام، الى انتقال للسلطة بحكم الأمر الواقع في هذا البلد المقسم جغرافياً، وذي الطبقات الاجتماعية، لكن التركيز على فصائل المعارضة المختلفة كثيراً ما يتم تحويله في قصص وسائل الاعلام، ضاغطاً بشكل غير مبرر (وقصير النظر تاريخياً) على الجماعات المنخرطة في الصراع المسلح ضد عناصر القوات المسلحة اليمنية الموالية للرئيس صالح وعائلته. ويتركز الاهتمام بشكل رئيسي على "المعارضة الانتهازية" التي تتألف من زعماء قبائل مختلفة (خصوصاً الإخوة أل الأحمر)، وشخصيات عسكرية (لاسيما علي محسن وفرقته الأولى مدرع) ومتمردين (بمن في ذلك الحوثيون في الشمال ومجموعة من الانفصاليين الجنوبيين غير مسماة عادة) ما تشترك فيه هذه الجماعات هو استعدادها لاستخدام القوة، وانضمامهم (المتأخر) الى حركة التغيير السياسي كل ما نعرفه عن سياساتهم الموضوعية هو انهم يرغبون في الحصول على قطعة من كعكة القيادة في اليمن بعد الثورة. البعض، بلا شك لديه شهية اكبر من غيره، كل هذا مهم بالتأكيد، ويعني انهم ذو صلة بعملية إيجاد الحل السياسي لكن لا يعني هذا انهم يقعون في مركزه لهذا يتعين علينا ان ننظرعن كثب اخرين للمعارضة السياسية. على النقيض من هؤلاء المنضمين لاحقاً، والذين انضموا بشكل رئيسي الى المحتجين المعارضين بعد مذبحة 18 مارس اتخذ قادة (ثورة التغيير) مثال نظرائهم التونسيين والمصريين، وحشدوا لحركة معارضة سلمية لم يسبق لها مثيل على الإطلاق، امتدت في أنحاء البلاد بشكل جدي، في بداية فبراير- شباط أطلق المتظاهرون نقداً لكل من النظام وكذلك الأحزاب المعارضة غير الفعالة، اثار صالح وتدريجياً أصبحت المئات شبة المنظمة مخيمة في ساحات التغيير، في جميع أنحاء المدن اليمنية الرئيسية، للتعبير عن مجموعة محددة من المطالب، وحتى الان لا يزال شرط تنحي صالح الكامل وعائلته، وبقايا نظامه السياسي، في مقدمة القائمة. غير ان أمر تسمية هذه الثورة بثورة (الشباب) امر مضلل، كذلك افتراض ان أصولها تقتصر على صعود شهر فبراير الأعمار والمكانة الاجتماعية لقادة الحركة تتباين الى حد كبير، والكثير من قيادة هذه المعارضة ال (عفوبة) ذات جذور في السياسة الحزبية للايدولوجيا المعارضة وترجع تسميتهم ب (الشباب)، لأعمارهم (نسبياً) ولكن ايضاً لان القاسم المشترك لحركتهم هو الأمل في المستقبل، مما يجعل من كلمة الشباب المطلقة تعزيزاً منطقياً بلاغياً. ربما هو الشباب المجازي، لكن تطلعاته بدون ادنى شك تطلعات تقدمية. الاحتجاجات واسعة النطاق وغير المسبوقة، التي نظمتها هذه المجموعات، مذهله، من حيث نطاقها ومدتها وسلميتها، لكن هناك سوء فهم حول الثورة اليمنية، وهو انها بدأت الى حد ما مع احتجاجات الشباب المنظم بشكل عفوي. لأكثر من عقد، سعت المعارضة السياسية المنظمة بشكل كبير، الى إصلاح النظام السياسي في اليمن، واستبدال صالح من خلال آليات قانونية وغير عنيفة، هذه المعارضة أحزاب اللقاء المشترك، هي في حد ذاتها عبارة عن مظلة إيديولوجية متقاطعة من الأحزاب الدينية والاشتراكيين والقوميين واليساريين الآخرين، في الواقع، هي متنوعة فكرياً بشكل كبير، حتى ان قضايا الإصلاح المؤسساتي والاجراءاتي هي لفترة طويلة، كل ما يمكن للمجاميع الاتفاق على نهجه بشكل مشترك، تركز نقد الثور الشباب لأحزاب اللقاء المشترك على نهجها التدريجي، وإهمالها الأرضية الشعبية، ومع إبعادها مع مرور الوقت من الدوائر خارج العاصمة صنعاء، تجد أحزاب اللقاء المشترك صعوبة في بلورة موقفها المشترك بشأن أزمة الحوثي، بل وغابت عن حدث ظهور الحراك الجنوبيين، واستطاعت فقط ان تحصل على حد ادنى من التنازلات من النظام الزاحف، بعبارة أخرى، فقط الى ان وصلت موجة الحشد من القاهرة وتونس، بدأوا في تنظيم احتجاجات (إصلاحية، لا ثورية) خاصة بهم في يناير/ كانون الثاني، وبدت أحزاب اللقاء المشترك مترنحة في التقادم. فلماذا علينا ان نلقي اهتماماً على أحزاب اللقاء المشترك؟ لسببين اولاً، لان أحزاب اللقاء المشترك، والشباب ليسوا قادة فئات منفصلة تماماً، وهناك قدر كبير من التعاون والتعاضد والتشارك تماماً ، وهناك قدر كبير من التعاون والتعاضد والتشارك في صياغة الايدولوجيا على طول هذه الحدود التي يسهل اختراقها ، وثانياً، لان الثورات تولد مؤسسات جديدة، اذا نجحت الثورة في اليمن سيكون قادة أحزاب اللقاء المشترك الأقدر على توجيه (كما يأملون، وصنع) اي شكل للمؤسسات الجديدة في اليمن ويبدو ان المحتجين أنفسهم يقدرون هذا الأمر، مؤخراً، شكا احد الناشطين مشكلتنا الآن ليست مع (صالح) لكن مع أحزاب اللقاء المشترك، كما يشكو بعض قيادات الشباب من ان أحزاب اللقاء المشترك كما يشكو بعض قيادات الشباب من ان أحزاب اللقاء المشترك تقوم ب (اختطاف) الثورة، والسيطرة على ساحة التغيير في صنعاء، بالتعاون مع قوات علي محسن، ويتم تنظيم مسيرات ل (الشباب المستقل) ضد الحزبية هناك. وفي نفس الوقت، يشكو أعضاء من الحزب الاشتراكي اليمني، ويساريون آخرون من استيلاء الإسلاميين على السلطة في إطار أحزاب اللقاء المشترك نفسه، وكذلك في الساحات . لكن لا تبدو هذه الاتهامات عادلة تماماً مقارنة بالدور التاريخي الذي تقوم به أحزاب اللقاء المشترك، والإسلاميون من داخل الحلف. ماذا عن الإسلاميين؟ كما هي الحال في مصر ودول أخرى، هناك، على الأقل، بعض من التناقض الذي تبديه الولاياتالمتحدة تجاه الثورة في اليمن، يتعلق بإمكانية (او احتمال) المشاركة الإسلامية الكبيرة في نظام ما بعد الثورة الديمقراطية، لكن بدلاً من ان نسأل (ماذا لو) تم السماح للإسلاميين بالمشاركة قانوناً، يجب علينا ان نسأل كيف يعمل الإسلاميون حتى هذا الوقت. خلافاً لمصر وتونس، تمتعت اليمن بدرجة عالية من القدرة على المنافسة السياسية على مدى العقدين الماضيين وتم تنظيم الإسلاميين ودمجهم في النظام القائم، خلال التسعينيات، شاركوا، لفترة وجيزة، حتى ي مجلس تقاسم السلطة الرئاسية، وتسلموا العديد من الحقائب الوزارية خلال العقد الماضي، على اية حال، لان نظام صالحي اخفى الحدود بين الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة لتعميق مزاياه أصبح النظام اقل قدرة على المنافسة الانتخابية، وقمعت الصحافة بشكل ابكر وصريح في الوقت أنفسه، اتجه حزب الإصلاح الإسلامي، ثاني اكبر حزب في اليمن، منذ انتخابات 1993، نحو المعارضة، منذ مرحلته الوليد عام 2002 خدم اللقاء المشترك كأداة مؤسسية مستمرة للتنسيق بين التجمع اليمني للإصلاح، ومنافسيهم السابقين، الحزب الاشتراكي اليمني وحفنة من الأحزاب الصغيرة. اذن ما الذي تخبرنا به تجربة بناء ودعم أحزاب اللقاء المشترك عن التجمع اليمني للإصلاح، ومستقبل الإسلام السياسي المحتمل في اليمن بعد الثورة، اولاً: يميل التعاون العابر للايدولوجيا الى توحيد القضايا (غير المثيرة للجدل) الإصلاح الديمقراطي والاجراءاتي . القضايا التي عززت التحالف هي مسائل الشفافية، ومكافحة الفساد والنقل والإصلاح الانتخابي وغيرها كما ان هناك جيلاً من الإسلاميين أصبح ملماً بالتعبير وملتزماً ببناء النظام الديمقراطي معظم القضايا المثيرة والحاسمة كانت متعلقة بالمساواة بين الجنسين، الى حد ما، او المخاوف الطائفية والإقليمية، لكن حتى هذه المسائل الشائكة لم تكسر التحالف، حتى عندما كانت تؤدي الى اعوجاجه بسبب الخلاف. حتى الآن، تأتي أهم دروس 10 سنوات من التنسيق بين أحزاب اللقاء المشترك، من التطورات التي حدثت في داخل الأحزاب الأعضاء في حين توجد هناك شقوق عميقة بين حزب الإصلاح الإسلامي والحزب الاشتراكي دعمت عملية البناء والحفاظ على التحالف الموقف الداخلي للمعتدلين في كل من الطرفين، وعزلت المتطرفين إيديولوجيا ومع اكتساب الحركة الجنوبية أرضا أوسع لها، لم يتقدم الانفصاليون نحو قيادة الحزب الاشتراكي اليمني في الانتخابات الداخلية للتجمع اليمني للإصلاح عام 2007م، تم التصويت على لائحة من الناشطين الشباب ذوي التزام عميق لاحزاب اللقاء المشترك، للمجلس الداخلي للحزب، من الجدير بالذكر انه تم انتخاب 13 امرأة، بمن في ذلك احد قيادات حركة الاحتجاجات الحالية توكل كرمان، على الرغم من عدم رغبة الحزب في تقديم مرشحات في الانتخابات المحلية. كانت شعبية هؤلاء الناشطين الشباب من أحزاب اللقاء المشترك داخل التجمع اليمني للإصلاح، موضع اتهام من القادة الأكثر تطرفاً، مثل الشيخ الزنداني، الذي تم التصويت بإخراجه من منصبه القيادي والذي عارض علناً هذه الفصائل، لاسيما النساء امتدح العديد من النشطاء، سواء داخل الحزب او خارجة، الهزة الداخلية لدور الكوادر الشابة في تعبئة دعم الإصلاح السياسي العابر للايديولوجيا بناء مقدمات الثورة. ينبغي الا يكون مفاجئاً، اذن ان العديد من هذه الكوادر الشابة من النشطاء هي في مركز الحركة الثورية الديمقراطية السلمية، وشكلوا وصلة حرجة عبر الحدود المليئة بالثغرات بين أحزاب اللقاء المشترك و(الشباب) الإسلاميون في اليمن المؤسس ديمقراطياً سيكونون محافظين اجتماعياً في بعض القضايا، لكنهم سيكونون ديمقراطيين، الا ان سياسة الولاياتالمتحدة، التي تقصر تركيزها على القاعدة في جزيرة العرب تجاوزت قصة الإسلاميين لفترة طويلة جداً. المصالح الأميركية في اليمن من المرجح ان اي جهد (للقيام بعمل صحيح في اليمن) سيضيع في الضجيج، لكن هناك العديد من الطرق للقيام بعمل خاطئ في اليمن لسوء الحظ كان النهج السائد خلال العقد الماضي هو التعامل مع البلاد، إلى حد كبير، ان لم يكن حصرياً، من خلال عدسة مكافحة الإرهاب، كما تعزز هذا بشكل كبير في ظل إدارة اوباما، ان استخدام جون برينان، مستشار مكافحة الإرهاب، والرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الرياض كوجه عام أساسي للسياسة الأمريكية في اليمن، يواصل هذا النهج. كما هو حال لقائه مع الرئيس صالح في المملكة العربية السعودية، عبارات التأييد الفاترة عن طريق الدبلوماسيين الأمريكيين بشأن الانتقال السياسي، تظهر ان واشنطن لا تزال تعلق آمالا كبيرة على فكرة خدمة الرئيس صالح، او خليفته، ك (قيصر جيد) في اليمن، وبحكم البلد بقبضة محكمة من اجل الحد من انتشار تنظيم القاعدة او قدرته على شن هجوم على الولاياتالمتحدة وحلفائها، لاسيما المملكة العربية السعودية. لكن إستراتيجية الوضع الراهن هذه تزيد بشكل جوهري الخطر على المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة وتستمر في فعل ذلك كان صالح في أحسن الأحوال حليفاً غير متناسق، كما شجع صالح صعود القاعدة في جزيرة العرب، وتعاون بشكل متقطع مع سياسات مكافحة الإرهاب في حين بنى علاقات مع بعض دعاة العنف، واستخدم المساعدات المخصصة لمكافحة الإرهاب في سحق معارضيه في الداخل، بمن في ذلك العديد ممن هم في أحزاب اللقاء المشترك. وزادت عدم رغبته في الانصياع للضغوط الشعبية من اجل الإصلاح (حتى قبل الأزمة الحالية) الفوضى، وقوضت شرعية المؤسسات اليمنية الضرورية للتعاون المستقبلي في مكافحة الإرهاب. لا يوجد هناك سبب وجيه لعدم دعم مطالب المحتجين لعمل مجلس انتقالي في اليمن دعم النظام الجديد، في الوقت نفسه، وتشجيع هذا النظام لإعادة بناء شرعية المؤسسات التي تم تدميرها او منعها بسبب عقود من سوء الإدارة، يمكن ان يساعد في إنتاج وحسن النية اللازم للتعاون طويل الأجل في مجال مكافحة الإرهاب، لكن الخيار البديل دعم الأوتوقراطي الشائخ والجريح، او خلفائه الذين يتم تصميمهم، إضافة الى إستراتيجية الضربات بدون طيار التي تنتهك السيادة اليمنية، والإفلات من العقاب- ستؤدي الى نبوع المشاعر المعادية للأمريكيين لسبب وجيه. - نشر هذا الموضوع في مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية بتاريخ 14/7/2011، تحت عنوان (معارضة المعارضة اليمنية). - ستايسي فيلبريك ياداف هي أستاذ مساعد للعلوم السياسية في كليات هوبارت ووليام سميث في جنيفا، ونيويورك، حيث تعمل كمنسقة لبرنامج الدراسات الشرق أوسطية، وهي عضو في المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية وقامت بعمل ميداني في اليمن خلال الفترات 2004-2006-2008-2009م. ستايسي فليبريك ياداف ت : عبدالرحيم الكسادي، ترجمة خاصة بصحيفة"الشارع"