بدأت بوادر أزمة في المشتقات النفطية بالظهور في مدينة تعز جنوبي اليمن منذ صباح اليوم السبت، على خلفية الإضراب التي ينفذه موظفي شركة النفط اليمنية بالعاصمة صنعاء للمطالبة بإقالة مدير الشركة على خلفية قضايا فساد. وأفاد سائقون بأن طوابير السيارات بدأت تزدحم أمام بعض المحطات في المدينة منذ مساء أمس، بسبب غياب المشتقات النفطية في محطات أخرى، ويشكو سائقي حافلات نقل الركاب التي تعمل بالديزل من انعدام مادة الديزل تماما من محطات المدينة، وأنهم يلجاؤن للسوق السوداء لتموين حافلاتهم. ويتخوف أصحاب المخابز من وصول موجة الاحتجاج إلى فرع شركة النفط بتعز، كون حصة المخابز من الديزل المخلوط بالكيروسين تصرف عبر الشركة وفق كشوفات معدة بالكمية التي يحتاجها كل مخبز. من جانب أخر أغلقت صباح اليوم مديرة مدرسة أسماء بحي صالة بوابة المدرسة أمام الطالبات وأعضاء هيئة التدريس، مما أضطر المعلمين والمعلمات للتدريس في الشارع العام المجاور للمدرسة بعد أن أفترشت الطالبات أرضية الشارع لتلقي الدرس. وتشهد مدرسة أسماء للبنات احتجاجات مستمرة للطالبات منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة بإقالة مديرة المدرسة التي تديرها منذ "30"عاما. وتعرضت طالبات ومعلمات لاعتداءات من قبل بلاطجة على علاقة بمديرية المدرسة، ولا زالت إحدى الطالبات ترقد في أحد مستشفيات المدينة بعد إصابتها في العمود الفقري. وترفض مديرية المدرسة مغادرة المدرسة على الرغم من وجود قرار بإقالتها وجه به وزير التربية والتعليم أثناء زيارته لمدينة تعز قبل شهرين. وفي سياق متصل أقدم موظفي مكاتب البريد بمحافظة تعز على تنفيذ إضراب مفتوح للمطالبة بمستحقات مالية، ابتداء من اليوم السبت. إلى ذلك نفذ تجار الجملة بمدينة تعز وقفة احتجاجية للمطالبة برفع التعسفات المختلفة عليهم، وطالبوا مكتب الضرائب بالمحافظة بتخفيض الضرائب عليهم نظرا للوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلد. وفي سياق أخر شهدت مدينة الراهدة صباح اليوم السبت مسيرة شارك فيها المئات من أبناء المدينة، للتنديد بعملية الاختطاف التي تشهدها المدينة وإطلاق سراح المختطفين، وللمطالبة بإلقاء القبض على قتلة الطفل بشار المطوع، ورفع المظاهر المسلحة من المدينة. وكشف النقاب في مدينة الراهدة عن عملية اختطاف تقوم بها عصابة مسلحة، أدت إلى اختفاء عددا من المواطنين بصورة مفاجئة. وأفادت مصادر محلية أن الشاب عزيز السيد "21"عاما، تعرض للاختطاف من قبل عصابة مسلحة من أمام أحد المحلات التجارية وسط المدينة ولا يزال مصيره مجهول منذ الرابع من مارس الجاري. وحسب هذه المصادر فإن مقربين من عزيز السيد أفادوا بأنهم تلقوا اتصالا هاتفيا منه يفيد بأنه مختطف، وتتحدث مصادر عن أن عزيز تم استدراجه إلى مكان مجهول بعد إيهامه من قبل العصابة بتعرض شقيقه لحادث مروري. ولا يزال مصير ياسين محمد صالح "40"عاما، المدرس في إحدى مدارس الراهدة مجهولا ، منذ خروجه من منزله لأداء صلاة الفجر في أحد المساجد المجاورة قبل أربعة أيام، وتلقى ياسين رسالة تهديد قبل يوم من اختطافه حسب مصادر مقربة من أسرته. وتشهد مدينة الراهدة انفلاتا أمنيا شديدا وانتشارا غير مسبوق للمظاهر المسلحة وإطلاق النار في الليل، فيما تتعرض بعض المحلات التجارية للنهب. من جانب أخر شهدت قاعة نادي تعز السياحي يوم أمس الجمعة انعقاد المؤتمر التأسيسي لنقابة عمال الشركة الوطنية لصناعة الإسفنج والبلاستيك لانتخاب هيئة إدارية ولجنة للرقابة والتفتيش، كأول نقابة عمالية تتشكل في مجموعة هائل سعيد أنعم منذ تأسيسها. وسبق أن شهدت شركة الإسفنج والبلاستيك موجة احتجاجات عمالية للمطالبة بتشكيل نقابة عمالية، وهو ما كانت قيادة المجموعة وإدارة الشركة ترفضه، لكن إصرار العمال على إيجاد كيان نقابي أجبر قيادة مجموعة هائل وإدارة الشركة على القبول به.