اندلعت صباح اليوم الثلاثاء بمنطقة الجند شمال شرق مدينة تعز اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين مواطنين وجنود يتبعون اللجنة الأمنية. ووقعت الاشتباكات جوار المحطة المركزية للغاز في محافظة تعز والتابعة لرجل الأعمال توفيق عبد الرحيم، جراء رفض مواطن تسليم سلاحه الشخصي لدورية تتبع اللجنة الأمنية في المحافظة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مواطن، وإصابة أثنين آخرين أحدهم جندي في الأمن المركزي، وتعرض سيارتي هيلوكس وقاطرتين كانت متوقفة جوار المحطة للحرق، فضلا عن احتراق مولدين كهربائيين ومكتب إدارة المحطة. وأفادت مصادر محلية أن خلافا نشب بين مواطن يدعى "طه الزوم" كان يحمل سلاحا خفيفا من نوع كلاشنكوف وأفراد دورية أمنية جوار محطة توفيق عبد الرحيم للغاز، جراء رفض المواطن تسليم سلاحه لأفراد الدورية، ما أدى على تبادل إطلاق النار بين الطرفين أودى بحياة المواطن. وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين الطرفين أثناء وصول أهالي القتيل إلى مكان الحادث وإطلاقهم قذيفة "آ ر بي جي" على سيارة كانت متوقفة بالقرب من المحطة، ما أدى إلى اشتعال النار فيها وانتشار ألسنة اللهب إلى سيارات مجاورة ومكتب إدارة المحطة. وأفاد شهود عيان أنهم شاهدوا أعمدة اللهب تتصاعد من المحطة صباح اليوم، وأن سيارات الإطفاء وصلت مكان الحادث وتمكنت من السيطرة على الحريق. ووصلت تعزيزات أمنية إلى مكان الحادث، وتمكنت من السيطرة على الموقف، بعد إغلاق المكان ومنع التجمهر جوار المحطة. وأكد مصدر في المحطة الغازية أن المحطة لم تكن طرفا في الحادث الذي وقع بالقرب منها، محذرا في الوقت ذاته من أن استهداف المحطة سيتسبب في كارثة بيئة واقتصادية في المحافظة. وأكد مصدر أمني في المنطقة الأمنية بالجند أن القتيل من أصحاب السوابق وسبق أن صدرت ضده أوامر قبض قهري بتهم حرابة وتقطع. وتأتي هذه الحادثة في ظل انفلات أمني تشهده أطراف وضواحي مدينة تعز جراء التوتر الذي يخيم على المشهد السياسي في المحافظة بين تجمع الإصلاح والمحافظ شوقي هائل على إثر توقيف المحافظ لمدير الأمن المقرب من الإصلاح، على ذمة هروب سجناء من الإصلاحية المركزية وعدم قدرته على إدارة شئون المحافظة الأمنية ويرى مراقبون أن أطرافا تسعى لتقويض النجاحات التي حققتها اللجنة الأمنية التي شكلها المحافظ فور تعيينه، وأن هذه الأطراف تستغل توقيف مدير الأمن لتقويض هذه النجاحات، بهدف تعقيد الوضع الأمني أمام مدير الأمن القادم. وتأتي حالة الانفلات الأمني هذه في ظل معارضة تبديها أطراف معينة لتغيير مدير الأمن الحالي، والذي بدأت تظهر تجلياتها في ظهور أصوات تعارض تغيير العميد السعيدي. وكانت يومية أخبار اليوم المقربة من اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة الأولى قد قالت أن عددا ممن أسمتهم أعضاء كتلة تعز وعددا من المكونات الثورية ومنظمات المجتمع المدني اجتمعوا يوم أمس بغرض توجيه رسالة للرئيس هادي بشأن تغيير مدير أمن تعز، مبررين رفضهم للقرار أن العميد السعيدي لم يمض على تعيينه سوى ثلاثة أشهر، محذرين في الوقت ذاته من أن تغيير مدير الأمن سيعمل على عودة الحالة الأمنية في المحافظة إلى نقطة الصفر. وهو ما أعتبره مراقبون أن تجمع الإصلاح يسعى بقوة لإعاقة أي قرار قد يصدر بتغيير مدير الأمن، وأنهم لا يبدون معارضتهم للقرار بشكل مباشر، ويسعون لذلك عن طريق أطراف مقربة منهم، خاصة بعد إصدارهم بيان ينفي خلافهم مع المحافظ. ويرى هؤلاء المراقبين ما تناقلته صفحات فيس بوك مقربة من الإصلاح بشأن المطالبة بتشكيل لجنة وفاق لإدارة المحافظة برئاسة المحافظ يصب في هذا الاتجاه، وذلك من أجل تعطيل أي قرار يستهدف إدارات محسوبة على الإصلاح، خاصة بعد أن ضمنوا تغيير كثير من مدراء أمن المديريات. ويربط مراقبون بين إصرار المحافظ على تغيير مدير الأمن والمعارضة القوية لتغييره من قبل الإصلاح وجهات مقربة منه وعودة المظاهر المسلحة إلى أطراف وضواحي المدينة، بدليل أن كثير من المسلحين يرتبطون بشخصيات مقربة من الإصلاح كانت طرفا في العمل المسلح الذي شهدته مدينة تعز خلال الفترة الماضية. ويرى المراقبون أن عودة المظاهر المسلحة إلى أطراف المدينة وضواحيها تأتي في إطار تمهيد لتقويض نجاحات المحافظ في الجانب الأمني، الذي ساهم في الحد التجول بالسلاح ومنع إطلاق النار. ولاقى تعيين السعيدي رجل الاستخبارات السابق مديرا لأمن تعز رفض شباب الثورة وأحزاب تكتل المشترك في المحافظة، إلا أن شخصيات نافذة في الإصلاح، ترتبط بعلاقات مع شخصيات قبلية وعسكرية في قيادة الحزب رحبت بالقرار. ودخل السعيدي في خلافات شديدة مع السلطة المحلية في عهد المحافظ السابق حمود الصوفي على خلفية قرارات تعيين في إدارات أمنية دون الرجوع إلى السلطة المحلية ، ما أدى إلى استجوابه من قبل المجلس المحلي قبيل تعيين المحافظ الجديد. وقام السعيدي خلال الثلاثة الأشهر الماضية بتغيير 13 من مدراء أمن مديريات المحافظة، وعددا من مدراء الإدارات الأمنية في المحافظة.