البعثات الطبية الصينية في وادي حضرموت    وزير داخلية مصر يصدر أمرا ببحث شكاوى اليمنيين والافراج عن المحتجزين    كفى عبثًا!!    علماء يحققون اكتشافا مذهلا عن الأصول الحقيقية لليابانيين    ترامب يهين السعودية والإمارات وقطر    ألونسو يطلب صفقات لترميم دفاع الريال    اعلام أمريكي : ترامب أوقف الحملة العسكرية على اليمن لانها مكلفة وفاشلة    نعم للمسيرات السلمية المنضبطة.. لا للفوضى    الترب: بحكمة أبناء اليمن سنتجاوز تدخلات دول العدوان    الحكومة اليمنية تحظر المظاهرات دون ترخيص مسبق    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تتضامن مع الصحفي عدنان الأعجم    تدشين دليل الخدمات المرورية في مركز الإصدار الآلي الموحد    بقايا وطن..    عودة الهدوء إلى طرابلس بعد اشتباكات أودت بحياة عسكريين منهم ضابط كبير    "اليونيسيف" تطلق مبادرة للحد من نقص التغذية في اليمن    اتفاق تجاري صيني امريكي وترامب يوقع مرسوم بخفض كبير للرسوم الجمركية    المناخ الثوري..    وصول أول دفعة من ستارلينك إلى عدن تمهيداً لتوفير الإنترنت الفضائي بالمناطق المحررة    اللواء ناصر رقيب يشيد بإنجازات القوات الخاصة في مأرب    فتاوى ببلاش في زمن القحط!    أنا ابن الظلّ ..!    قناة عبرية: تصاعد التوتر بين تل أبيب وواشنطن وانتقادات لإدارة ترامب    تأملات في التأمل    مكيش... ضحية لمرارة العيش    اللجنة الأولمبية اليمنية تجري انتخابات الطيف الواحد للجنة الرياضيين    ما بين الهدنة الأمريكية والضربات الإسرائيلية.. ما هي السيناريوهات القادمة ل"أنصار الله" باليمن؟    الاعلام الاخضر يحذر: "شجرة الغريب" التاريخية في تعز على شفير الانهيار "تقرير علمي يكشف الاسباب والعوامل ويضع المعالجات"        الكثيري يطّلع على استعدادات وزارة الأوقاف لموسم الحج    المحكمة تعقد أول جلسة والمحامين قدموا دفوع وطلب افراج والنيابة لم تحضر المياحي من السجن    قراءة نقدية في كتاب موت الطفل في الشعر العربي المعاصر .. الخطاب والشعرية للدكتور منير فوزي    النفط يرتفع بعد محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين    أعلن نادي ريال مدريد رسميًا، اليوم الإثنين، إصابة نجمه البرازيلي    وزيرا الخارجية والنقل وأمين رئاسة الجمهورية يطلعون على أعمال الترميم بمطار صنعاء    وزير الشباب يتفقد الدورات الصيفية بمديرية الحيمة الخارجية في محافظة صنعاء    وزارة العدل وحقوق الإنسان تُطلق دورة تدريبية متخصصة في إعداد الخطط التشغيلية وتقييمها    الكشف عن شعار كأس العالم للناشئين 2025    عدن تطرق أبواب تل أبيب    هندي يهاجم وزير المالية بصنعاء ويطالبه التعامل بمساواة    دبلوماسية بريطانية تصل عدن    بن بريك لن يستطيع تنفيذ وعوده التي تحدث عنها لصحيفة عكاظ السعودية    اكتشاف رسائل سرية مخفية على مسلة مصرية في باريس    وداعاً...كابتن عبدالله مكيش وداعاً...ايها الحصان الجامح    نساء عدن: صرخة وطن وسط صمت دولي مطبق.!    صبحكم الله بالخير وقبح الله حكومة (أملصوص)    حقيقة استحواذ "العليمي" على قطاع وادي جنة5 النفطي شبوة    بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (53)    مبعوث ترامب يهاجم حكومة نتنياهو ويتهمها بإطالة أمد الحرب في غزة    أمريكا.. وَهْمٌ يَتَلَاشَى    بحاح يناقش آلية دمج الطلبة اليمنيين في المدارس المصرية وتحديث اتفاقية التعاون    مرض الفشل الكلوي (4)    المدارس الصيفية ودورها في تعزيز الوعي    ملخص مباراة برشلونة ضد ريال مدريد بالدوري الاسباني    البرنامج الوطني لمكافحة التدخين يدشن حملة توعوية في عدن تحت شعار "فضح زيف المغريات"    شركات أمنية رافقت نساء المنظمات والشرعية يوم أمس    تسجيل 17,823 إصابة بالملاريا والأمراض الفيروسية في الحديدة منذ بداية 2025    الملك سلمان يرعى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    - كيف ينظر وزير الشباب والرياضة في صنعاء لمن يعامل الاخرين بسمعه اهله الغير سوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اوغلو في طهران للبحث عن مخارج من المأزق السوري .. فهل ستقدم له ايران طوق النجاة؟ وهل تخلت تركيا عن حليفها السعودية لصالح الغاز الإيراني
نشر في يمنات يوم 06 - 03 - 2016

تجد الحكومة التركية نفسها في مأزق خطير يمكن ان ينعكس سلبا على اقتصادها واوضاعها الاقليمية، فإنها تلجأ الى دولتين بحثا عن مخرج، الاولى ايران، والثانية اسرائيل، دون النظر الى اي اعتبارات اخرى، وعلى رأسها علاقاتها مع دول المنطقة.
بعد اعادة فتح خطوط اتصال لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، ها هو السيد احمد داوود اوغلو رئيس الوزراء التركي، وصاحب نظرية "صفر مشاكل" مع الجيران، التي انهارت في السنوات الخمس الاخيرة بعد التدخل المباشر في سورية، يطير الى ايران تلبية لدعوة من السيد اسحق جهانغري بحثا عن صفقات تجارية لتعويض الخسائر الكبرى التي لحقت بالاقتصاد التركي من جراء العقوبات التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على انقرة بعد اسقاطها لطائرة روسية قرب الحدود السورية.
الحكومة التركية تترنح من جراء الوضع الداخلي المتدهور، وازدياد حدة المعارضة لسياساتها الرامية الى تقليص الحريات الى حدودها الدنيا، والمتمثلة في مصادرة الصحف، وفرض رقابة مشددة على وسائط التواصل الاجتماعي، ومن تصاعد اعمال العنف التي يشنها حزب العمال الكردستاني المصنف ارهابيا في تركيا، وتزايد حدة الانفجارات في انقرة واسطنبول، خصوصا في المناطق السياحية والاستراتيجية.
ولعل ما يقلق الحكومة التركية بشكل اكبر هو خسارتها لروسيا دون ان تكسب الولايات المتحدة الامريكية واوروبا الى صفها، فعندما خير الرئيس رجب طيب اردوغان الاولى (امريكا) بين بلاده والاكراد، اختارت الاكراد، ورفضت كل مشاريعه في اقامة مناطق عازلة داخل الحدود السورية، مثلما رفضت ايضا وضع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على لائحة الارهاب، واستثنائه من اتفاق وقف الاعمال العدائية في سورية، اسوة ب"جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية"، الامر الذي ادى الى وضع تركيا في وضع حرج، وفي شبه عزلة، اما الاتحاد الاوروبي ورغم رضوخه للضغوط التركية، وتقديمه ثلاثة مليارات دولار لانقرة لمساعدتها في معالجة ازمة اللاجئين السوريين، علاوة على منح الاتراك اعفاءات من سمات الدخول الى بلدانه مقابل التعاون لكبح الهجرة الى اوروبا، الا ان دول الاتحاد الاوروبي ربما لن تغفر لتركيا استخدامها ورقة المهاجرين ل"ابتزازها" والتهديد بها في المستقبل، اذا لم تلب كل مطالبها وشروطها.
الرئيس اردوغان كان يأمل ان ينقذ "معجزته" الاقتصادية برفع معدلات التبادل التجاري بينه وبين الجار الروسي من 35 الى مئة مليار دولار في الاعوام الاربعة المقبلة، لكن اسقاط دفاعاته لطائرة روسية اخترقت اجواء بلاده لثوان معدودة، ادى الى حرمان بلاده مما يقرب من 4.5 مليون سائح سنويا، ووقف روسيا لكل الواردات من تركيا، وانهيار كل، او معظم، التجارة البينية بين البلدين التي يميل ميزانها لصالح تركيا.
السيد اوغلو طار الى طهران الحليف الاول لسورية عدوته اللدود، والتي لولا دعمها العسكري والمادي لسقط النظام فيها، باحثا عن مخارج لازماته الاقتصادية، وربما السياسية والاقليمية ايضا، وتعويض ما خسره في روسيا، ولهذا تركزت محادثاته على كيفية رفع التبادل التجاري بين البلدين من 10 الى 30 مليار دولار في العامين القادمين، وكذلك مد خط انابيب غاز الى انقرة لتعويض الغاز الروسي الذي يشكل اكثر من 60 بالمئة من احتياطات تركيا.
الايرانيون دهاة، ويعرفون الوضع الداخلي والخارجي المتأزم لحكومة الضيف التركي، ولذلك لن يقدموا له كل ما يتطلع اليه من مكاسب اقتصادية مجانا، ودون مقابل خاصة في سورية، وربما هذا ما يفسر التقارير التي تحدثت عن اغلاق تركيا لمعابرها مع سورية، واطلاق قوات حرس حدودها النار على "متسللين" سوريين وقتل تسعة منهم قبل وصول السيد اوغلو الى طهران كعربون "تعاون"، ولفتة ايجابية مقصودة سيفهمها الايرانيون حتما.
السيد اوغلو يدرك جيدا ان الايرانيين يشاطرون بلاده القلق من نوايا امريكية تتبلور بسرعة حول اقامة اتحاد فيدرالي كردي يمتد على طول حدود بلاده من ايران مرورا بالعراق وانتهاء بسورية، ولذلك يحاول اللعب على ورقة القلق المشتركة هذه لخلق ارضية للتعاون في المجالات الاستراتيجية الى جانب السياسية ايضا.
القاسم المشترك بين الحكومتين الايرانية والتركية هو ميلهما الى "البراغماتية"، ووضع مصالح شعوبهما الوطنية والقومية فوق كل الاعتبارات الاخرى، وعلى ضوء هذه "البراغماتية" يرسمان خطوط السياسات الاقليمية والدولية وطبيعة تحالفاتهما، فلكل منهما مشروعها الخاص وعلى ضوئه توضع الاستراتيجيات، وهذا ما يفسر محاولة الرئيس اردوغان اللقاء مع الرئيس الروسي بوتين عدة مرات لاصلاح العلاقات، وانهاء العقوبات، وهي محاولات باءت بالفشل حتى الآن، فالرئيس التركي لا يمثل نفسه هنا، ومستعد لاراقة ماء وجهه من اجل مصلحة بلاده، والتراجع عن الخطأ اذا لزم الامر.
لا نعرف كيف ستنظر المملكة العربية السعودية الى مثل هذا التقارب الايراني التركي وهي التي وضعت معظم بيضها في سلة انقرة، وحاولت ان توظف تحالفها معها ضد ايران عدوها اللدود.
ولكن ما يمكن ان نقوله ان القيادة السعودية يجب ان تتعلم من هذه "البراغماتية" الايرانية والتركية، وتلجأ الى الحوار بدلا من اعمال التجييش والتحشيد، وفتح الجبهات القتالية والحروب، وما يترتب على ذلك من استنزاف مادي وبشري.
التدخل العسكري الروسي في سورية قلب كل الموازين السياسية والعسكرية، واحدث تغييرات كبيرة في الموقف الامريكي لصالح التوصل الى تفاهمات سياسية وعسكرية تقوم على تغيير سلم الاولويات التي كانت سائدة طوال السنوات الخمس الاولى من عمر الازمة السورية، وهذا ما يفسر التحرك الدبلوماسي التركي الحالي تجاه ايران خصوصا، فهل سيلتقط صانع القرار السعودي هذا التحول المهم؟ نشك في ذلك.
افتتاحية رأي اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.