ناشدت امرأة يمنية يهودية الجهات المسئولة في إسرائيل، لمساعدتها في الحصول على تذكرة تخولها العودة إلى بلدها اليمن. وكانت اليهودية اليمنية قد دخلت إلى إسرائيل قبل اكثر من عام لتلتقي ابنها الجندي في حرس الحدود الإسرائيلي، ولكنها لم تستطع تحمل العيش في الدولة العبرية، سعية بكل ما لديها من قوة للعودة الى بلدها الأصلي. قبل أربعة عشر شهرا فاجأت مؤسسة يهودية الجندي في حرس الحدود ييشيل النهاري (19) عاما، بإحضار والدته التي لم يراها منذ سنوات إلى حفل تخرجه من إحدى الدورات الرئيسية العسكرية. وجرى "ييشيل ووالدته" لقاءا وصف بالمؤثر، ومع ذلك نهر الجندي أمه كي لا تبكي ويرى الحضور والدة جندي إسرائيلي تذرف الدموع. الأمر تحول إلى كابوس بالنسبة للام التي لم تستطع تحمل العيش في الدولة العبرية. وكانت جهة ما أخذت النهاري، يعتقد أنها منظمة صهيونية، من أمه قبل12 عاما، وعمره سبع سنوات، ونقلته من اليمن إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، ليعاني هناك مما وصفه النظام الصارم في إحدى مدارس نيويورك. وحسب صحيفة يديعوت احرنوت، فان الطفل اليمني اليهودي التقى بشلومو غرافي، راعي اليمنيين المهاجرين إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة، وساعده بالهجرة إلى إسرائيل، وقبوله، فيما بعد لدى حرس الحدود. ووعد غرافي الطفل "ييشيل" بأنه سيبذل قصارى جهده لمساعدته بجلب الام إلى إسرائيل أيضا. وتركت الام في مركز لاستيعاب اليهود المهاجرين في مدينة "اسدود" الساحلية، مع مهاجرين روس وأثيوبيين، ولا يتكلم أي أحد منهم اللغة العربية لتفهم عليه الام التي تتصرف كبدوية عربية. وأصيب أم "ييشيل" إثر ذلك بصدمة وأزمة نفسية، واصبح هدفها العودة إلى اليمن مهما كان الثمن. ولا يرى النهاري والدته إلا مرة واحدة كل أسبوعين، عندما يعود من وحدته، وفي كل مرة تراه تطرح عليه العودة معها إلى اليمن، ولكنه يرفض ذلك. ويبرر لأمه رفضه العودة بربط مصيره بالدولة العبرية، وفي نفس الوقت لا تجد هي أية طريقة لتعود إلى موطنها. ويرى الابن بان وضع أمه سيكون صعبا في اليمن، زاعما أن منزلها هناك القيت عليه قنبلة، في ظروف لم يحددها. ما يراه الابن، لا يوجد على لسان أمه سوى عبارة "أريد تذكرة للعودة إلى اليمن يا ولدي، هذا المكان سيء جدا بالنسبة لي". يقول "ييشيل النهاري": والدتي تبكي في الليل والنهار، وهي لا تعرف اللغة العبرية، وغير قادرة على الاندماج، وتريد فقط العودة إلى اليمن. ويقول شلومو غرافي، المسؤول عن تهجير اليهود من اليمن إلى إسرائيل في العقد الماضي أن حكومة إسرائيل قررت في آذار (مارس) 1995، وقف القروض العقارية التي تقدمها للمهاجرين من اليمن، مثل تلك التي توفر لليهود الأثيوبيين، وهذا يجعل المهاجر اليهودي اليمني يجد صعوبة في مغادرة مراكز الاستيعاب والاندماج في المجتمع الإسرائيلي. وقالت الناطقة باسم وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية لصحيفة يديعوت احرنوت ردا على قضية الام اليمنية "في الماضي كان المهاجرون من اليمن مؤهلين لأخذ قروض عقارية، لكن اليوم، وبناء علي أوامر من وزارة المالية، لا يستفيد من القروض والمنح العقارية إلا المهاجرين الأثيوبيين". وأضافت بان "وزارة الهجرة والاستيعاب وجهت نداء إلى وزارة المالية لتمديد الاستحقاق العقاري للمهاجرين اليهود من اليمن، ولكن دون جدوى". أم "ييشيل" لا تريد أن تسمع الكثير عن البيروقراطية الإسرائيلية وأساليبها، ولا يبدو ان ذلك يهمها من قريب أو بعيد. بدأت تشعر أن أنها وقعت ضحية تغرير جهة بها، لجلبها إلى مجتمع لا تشعر بأي انتماء إليه، حتى لو كان ابنها الذي انتزع منها صغيرا جنديا في جيش يدافع عن ما يعتقد أنها حدوده. وترى أن مكانها المناسب هو منزلها في اليمن الذي غادرته بملابسها اليمنية التقليدية التي ما تزال ترديها، وتحرص على وضع غطاء راس مثل كل النساء اليمنيات في المنطقة ولدت ونشأت بها.