شدد الدكتور ياسين سعيد نعمان - عضو المجلس الأعلى للمشترك، الأمين العام للحزب الاشتراكي على أن تؤخذ الانتخابات في إطار قدرتها على أن تحل مشكلة البلد الذي يدخل اليوم في أزمة سياسية وطنية طاحنة. وتساءل الدكتور نعمان ، عن أي انتخابات نتحدث إذا كانت الأوضاع في الجنوب اليوم تهتز لتشكل واحدة من أخطر التحديات التي تواجهها البلد بسبب ممارسات السلطة وصعدة تتحرك باتجاه حرب سادسة والأوضاع لا تترك فرصة التفكير إلا في صيغة حل لأزمة وطنية وفقاً لعقد اجتماعي جديد ، منوهاً إلى أنه قبل الحديث عن الانتخابات علينا التوجه صوب تطوير نظام سياسي. واتهم ياسين سعيد نعمان السلطة والمؤتمر بأنهم بدأوا بعد إتفاق فبراير بتعطيل الحياة السياسية بدلاً من البحث عن الآلية المناسبة لإشراك كافة القوى السياسية في الحوار الشامل وأن المؤتمر يبرئ نفسه من المماطلة التي يمارسها منذ 26 فبراير بالبحث عن ضحية ومتهم. وأكد أمين عام الاشتراكي في حوار نشرته أسبوعية "الصحوة" أن هذه الدولة البسيطة المهمين عليها مركزياً لم تستطع إلا أن تصبح حارساً للقوى المتنفذة والمسيطرة على هذا المركز مشيراً إلى أن هذا الوضع يعني أن بقية أجزاء اليمن أصبحت خارج هذه الدولة البسيطة ولا تربطها بها إلا مسألتان : الجباية والضرائب ،والأطقم العسكرية. وأضاف إن الشرعيات الانتقالية التي مررنا بها كلها فشلت في إنتاج الدولة الوطنية الحقيقية بل لجأت إلى إقامة الولاءات الشخصية. وقال الدكتور ياسين : إن مشروع الوحدة كان أكبر من أن يُستوعَب في لحظات تاريخية معينة وبالتالي التهمته الظروف التي رافقت الوحدة منذ اليوم الأول ، وكانت المشكلة الرئيسية التي أنتجت بعد الحرب هي قضية بناء دولة الوحدة لأن دولة الوحدة لم تُبنَ ، مشيراً إلى أن غياب دولة الوحدة هدد الوحدة نفسها. وأضاف : نحن مررنا بثلاث تجارب، تجربة التشطير وهذه فشلت في أن تنتج يمناً مستقراً بالرغم من أنها أنتجت مشروع الوحدة وهي أفضل مما لحقها من مشاريع ، ثم تجربة الوحدة الاندماجية التي قادت إلى الحرب ،ثم وحدة القوة التي أوصلت اليمن إلى هذه الانقسامات التي نعيشها. واستنتج أمين عام الاشتراكي من حديثه حول التجارب الثلاث إلى أن البلاد بحاجة إلى تسوية تاريخية جديدة تقوم على قاعدة الاستفادة من كل التجارب التي عشناها في هذا البلد منوهاً إلى أن ملامح هذه التسوية هي صياغة النموذج الذي من شأنه أن يوفر الظروف المناسبة لقيام دولة شراكة وطنية حقيقية يقبل فيه المركز السياسي المهيمن شراكة الآخرين. ورأى ياسين أن القضية الجنوبية أصبحت جزءاً من الثقافة السياسية للمجتمع اليمني فلها إطارها الوطني الذي لا يمكن أن نفصله عن الجنوب كمشروع سياسي، تاريخي ،وطني. وفي هذا السياق تحدث الدكتور قائلاً: عندما توحد الجنوب من 23 سلطنة ومشيخة عصبوية لم يتحول إلى مشروع عصبوي بل تحول إلى مشروع سياسي وطني ..هذا الجنوب ودوره في إيصال القضية الوطنية إلى 22 مايو، الذي حدث بعد ذلك من انتكاسات في مسارات هذه الوحدة كان لها تأثيرها في محاولة إعادة إنتاج الجنوب على أساس عصبوي. وأضاف ، الذي يجري الآن ويمارس من قبل سياسات قبل هذه السلطة لتفكيك المشروع الوطني في الجنوب سواء بمواجهة المشروع السياسي الحالي ممثلاً في اللقاء المشترك وغيره والاتجاه نحو التعاطي مع المشاريع العصبوية هو الذي ينتج الثقافة العصبوية ويراد إلصاقها بالقضية الجنوبية. وقال ياسين انهم في المشترك لا يضعون أية شروط غير أن رسالتهم التي وجهوها إلى قيادة المؤتمر تضمنت رؤيتهم لحوار جاد ومسؤول.