تعيش اليمن ازمة سياسية عسكرية محتدمة بين قيادة الحرس الجمهوري من جهة ووزير الدفاع وقيادة الفرقة الاولى مدرع من جهة ثانية على خلفية نقل الاف الجنود من الحرس الى وحدات عسكرية اخرى والتوجيه بنقل منظومة الصواريخ الاستراتيجية من الحرس الجمهوري الى مخازن وزارة الدفاع. وقال ل"الشارع" مصدر سياسي رفيع ان قيادة وزارة الدفاع تصر على سحب منظومتي صواريخ الاسكود والتشيكا روسية الصنع ارض ارض من الحرس الجمهوري في ظل معارضة شديدة من قيادة الحرس. وادت الازمة الخميس الماضي الى رفع الجاهزية القتالية لدى قوات الفرقة والحرس الذي دشن امس الاول في معسكر 48 بصنعاء العام التدريبي القتالي والعملياتي والاعداد المعنوي الجديد للعام 2013م، بحضور العميد الركن احمد علي عبدالله صالح ، قائد قوات الحرس الجمهوري بشكل مفاجئ ومبكر عن الموعد السنوي لتدشين العام التدريبي والقتالي للحرس حيث جرت العادة ان يتم تدشين ذلك في شهر يناير من كل عام واجرى هذا التدشين للعام الجاري في 2 يناير الماضي. وقال ل"لشارع" مصدر رفيع ان قوات الحرس الجمهوري اعلنت منذ الاربعاء الماضي حالة التأهب القصوى واستنفارا عاما ووضعت قوات الحرس في وضع قتالي على خلفية رفض وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد صرف مرتبات نحو 12 الف جندي يتبعون الحرس، وجه الشهر الماضي بقرارات غير معلنة بتوزيعهم على وحدات عسكرية اخرى وعندما رفضوا الانتقال الى وحداتهم الجديدة التي وزعوا اليها وجه وزارة الدفاع بإسقاط مستحقاتهم من مرتبات شهر نوفمبر الماضي حيث لم يتم صرف مرتباتهم الاسبوع الماضي مع زملائهم. واوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان قائد الحرس الجمهوري شكا الامر الى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي واعتبر ذلك محاولة لتفتيت قوات الحرس، فوجه الرئيس هادي بعدم ايقاف مرتبات هؤلاء الجنود غير ان وزير الدفاع اصر على موقفه. وقال المصدر ان حالة الاستعداد القتالي القصوى التي اعلنت في الحرس الجمهوري مرتبطة ايضا بتوجيه اصدرته وزارة الدفاع الاسبوع الماضي بنقل منظومة الصواريخ الى مخازن وزارة الدفاع، وهو الامر الذي ترفضه قيادة الحرس وتعتبره محاولة لإضعاف الحرس وتسليم هذه المنظومة الى اللواء الركن علي محسن الاحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الاولى مدرع. وذكر المصدر ان قيادة وزارة الدفاع تصر على نقل هذه الصواريخ الى مخازنها دون ان يذكر المصدر اي معلومات اخرى عن انواع هذه الصواريخ وعددها والتي تقدر بالآلاف. وافاد المصدر ان علي محسن سبق ان طالب الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتزويده بهذه الصواريخ خلال حرب صعدة الا ان الاخير ظل يرفض ذلك طوال الجولات الست للحرب هناك. وقال للصحيفة مصدر رفيع في المؤتمر الشعبي العام ان علي محسن هو من يعمل على انتزاع هذه الصواريخ من الحرس الجمهوري وذكر المصدر ان علي محسن طالب من المملكة العربية السعودية خلال زيارته الاخيرة لها التدخل لدى الرئيس هادي بتزويده بهذه المنظومة من الصواريخ بحجة انه سيحتاجها في الحرب القادمة ضد جماعة الحوثي في صعدة. وحضر حفل تدشين العام التدريب والقتالي امس الاول قائد الحرس الجمهوري وقيادات الحرس وبثت قناة اليمن اليوم تقريرا مصورا عن ذلك حيث ظهر احمد علي عبد الله صالح وعدد من قيادات الحرس يستعرضون الخرائط ويستمعون لشروحات يعتقد انها لخطط عسكرية. وذكرت معلومات متطابقة للصحيفة ان قوات الحرس الجمهوري في العاصمة صنعاء وحولها ظلت حتى امس في جاهزية قتالية وحالة استنفار قصوى فيما الازمة مستمرة بشكل غير معلن وقد تؤدي الى تفجير ازمة عسكرية جديدة في البلاد. ويقول الموالون للرئيس السابق ان وزير الدفاع يتعمد اضعاف قوات الحرس خدمة لعلي محسن مشيرين الى ان القرارات التي اتخذها الرئيس هادي خلال الاشهر الماضية فصلت 7 الوية عسكرية عن الحرس ولواء واحد فقط عن علي محسن . واتهم مصدر مقرب من الرئيس السابق قيادة وزارة الدفاع ومسؤولي الدولة بالسعي لسحب منظومتي الصواريخ هذه وتسليمها الى الولاياتالمتحدةالامريكية. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه يريدون سحب منظومة الصواريخ ارض – ارض وتسليمها الى الولاياتالمتحدةالامريكية مقابل اموال سبق وان عرضت على علي عبد الله صالح لكنه رفضها .. "وفيما لم يقدم المصدر اي تفاصيل حول رفض صالح للعرض الامريكي وزمنه؛ اضاف: صالح رفض العرض الامريكي جملة وتفصيلا لان هذه الصواريخ حق من حقوق كل دولة مستقلة لكن هؤلاء يريدون يسلمونها لأمريكا ويسلمون الجو والبحر من اجل الحكم. وقال المصدر ان هيكلة قوات الجيش والامن تتم تحت شعار اقصاء اقرباء صالح واقصاء مئات من كوادر حزب المؤتمر وحلفائه من مؤسسات الدولة والقوات المسلحة.. "وتابع: هذه هي الهيكلة التي يطالبون بها وفي مقدمتهم اولاد الاحمر وعلي محسن المنشق واحلال محل هؤلاء المئات من الضباط الذين لهم انتماءات سياسية وكانوا خفيين وتحت الطاولة داخل الجيش والامن ووصلت عمليات الاقصاء الى مدراء المديريات ومدراء اقسام الشرطة ومدراء امن نواحي. على صعيد اخر قال وزير الدفاع ان اليمن لن يعود الى المربع الاول كما يتخيله من وصفهم ب"الواهمين" خاصة مع تلاحم الشعب والجيش . واوضح وزير الدفاع في كلمة القاها الخميس الماضي امام منتسبي اللواء 22 مدرع التابع للمنطقة العسكرية الجنوبية ان هيكلة القوات المسلحة تمضي في خطوات متقدمة ضمن بنود المبادرة الخليجية بالتعاون مع باحثين وخبراء عسكريين من اليمين وخبراء اجانب". واضاف: ان اليمن انطلقت بقوة وخطوات واثقة الى الامام في تحقيق امال وتطلعات ابنائه المخلصين طبقا لوكالة سبأ الرسمية التي قالت ان وزير الدفاع شدد على اهمية الحفاظ على الجاهزية الفنية والقتالية لمعدات وممتلكات القوات المسلحة وتعميق مبدأ الولاء الوطني والابتعاد عن الانتماءات والولاءات الضيقة.