-- رجل اليمن القوى عبد الله صالح يسلم السلطة... وتغيير سلس للنظام جرت انتخابات الرئاسة اليمنية في ال21 من فبراير الماضي، وفاز فيها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بنسبة 99.8 في المائة من الأصوات ليصبح رئيسا جديدا للبلاد . إذ أنه منذ أواخر يناير 2011، اجتاحت اضطرابات شديدة جميع المحافظات اليمنية. وفي نوفمبر من العام ذاته، وافق الرئيس السابق علي عبد الله صالح على تسليم السلطة ووقع على اتفاق نقل السلطة تحت وساطة مجلس التعاون الخليجي. وبهذا، باتت اليمن أول دولة من دول غرب آسيا وشمال أفريقيا، التي اجتاحتها اضطرابات سياسية، تحقق تغييرا سلسا للنظام. -- محاكمة حسني مبارك ... و"الفرعون" المصري يترجل عن عرشه العالي أعلن المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة في اليوم الثاني من يونيو الماضي، أن المحكمة حكمت بمعاقبة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بالسجن المؤبد، وقضت ببراءة نجيلي مبارك وست قيادات أمنية سابقة. كان مبارك قد تولى منصب الرئاسة في أكتوبر عام 1981، وأعلن تخليه عن منصبه بعدما تواصلت المظاهرات العارمة ضد الحكومة في فبراير عام 2011، وتم تسليم السلطة الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ما وضع نهاية مؤسفة لحكم مبارك الذي استمر قرابة 30 عاما. -- انتخاب مرسي رئيسا لمصر ... وعملية انتقال سياسي شاقة فاز محمد مرسي، الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الأخوان المسلمين، فاز في 24 يونيو 2012 في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تجرى في مصر منذ نحو 30 عاما. وواجه مرسي بعد توليه الرئاسة سلسلة من التحديات والمشكلات ، من بينها تحقيق الاستقرار وتحسين معيشة الشعب واستعادة مكانة مصر بصفتها دولة مؤثرة في المنطقة ودفع عملية الانتقال السياسي. ولكن الخلافات بين القوى السياسية الإسلامية والليبرالية، والمنافسة بين الساسة القدامى والجدد على السلطة والمصالح أثناء إعادة توزيعها، وضعت مصر في حالة انقسام بين مختلف طبقات المجتمع، إضافة إلى الاحتجاجات والتظاهرات المستمرة التي عرقلت التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، ما جعل مصر تشهد أزمة يصعب التخلص منها على الأمد القصير. -- انتخاب قيادة ليبية جديدة... وعملية تشكيل الحكومة تشهد تقلبات انتخب محمد يوسف المقريف رئيسا للمؤتمر الوطني العام الليبي في الدورة الأولى للمؤتمر، والتي عقدت في العاشر من أغسطس عام 2012 بالعاصمة الليبية طرابلس. وأصبح المقريف بذلك قائدا لليبيا. ولكن عملية تشكيل الحكومة الجديدة في ليبيا ظلت تواجه تقلبات، إذ اضطر مصطفى أبو شاقور، وهو رئيس الوزراء الليبي المنتخب السابق، إلى الاستقالة بعد رفض البرلمان تشكيلة الحكومة التي قدمها للمرة الثانية. وفي 14 أكتوبر، انتخب المؤتمر الوطني العام علي زيدان رئيسا للوزراء. ولكن العملية الانتقالية والديمقراطية ظلت تواجه العديد من الصعوبات بعد الحرب، ومن بينها الصراعات القبلية والطائفية وتراجع هيبة الحكومة الليبية. -- اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا... وشكوك حول سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط لقي السفير الأمريكي السابق في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين آخرين مصرعهم في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي على خلفية احتجاج على فيلم اعتبر مسيئا لنبي الإسلام محمد. وبهذا أصبح ستيفنز أول سفير أمريكي يقتل في هجوم منذ عام 1979. ووقعت تظاهرات مماثلة واسعة النطاق وهجمات على السفارات والقنصليات الأمريكية في كل من مصر وتونس واليمن وغيرها من الدول العربية احتجاجا على الفيلم، ما أظهر الخلافات العميقة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي ، وأثار الشكوك حول السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط . -- السودان وجنوب السودان يوقعان اتفاقيات... وبقاء إمكانية للصراع وقع السودان وجنوب السودان ثلاث اتفاقيات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 27 سبتمبر 2012 حول "الأمن والحدود المشتركة والعلاقة الاقتصادية "، وتعهدا بتجنب الحرب لحل النزاع القائم بين البلدين. وفي مارس وإبريل عام 2012، اندلعت اشتباكات عسكرية واسعة النطاق بين السودان وجنوب السودان في منطقة حدودية بسبب النزاع على الموارد النفطية. وفي 18 أبريل، أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الحرب على جنوب السودان. ولكن، بفضل الجهود المشتركة التي بذلها الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، توصلت الخرطوم وجوبا إلى اتفاقية بعد مفاوضات مكثفة، ولكنهما لم تتفقا على حلول لعدة مشكلات من بينها عائدات النفط ووضع أبيي ومناطق حدودية أخرى متنازع عليها، ما يدل على بقاء إمكانية للصراع . -- مقتل مسؤول بالمخابرات اللبنانية ... ومخاوف من اتساع رقعة الأزمة السورية وقع انفجار ضخم بسيارة ملغومة في العاصمة اللبنانية بيروت في 19 أكتوبر 2012، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم العميد وسام الحسن المسؤول البارز بفرع المخابرات في قوى الأمن الداخلي اللبناني. ويعتبر الحادث أكبر انفجار من نوعه في بيروت منذ مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في انفجار مماثل عام 2005. وكان وسام الحسن قد شارك في التحقيق في أعمال غير مشروعة متهم فيها مسؤولون لبنانيون في سوريا ولبنان. ولذلك، يعتقد كثيرون أن هناك علاقة ما بين مقتل الحسن وهذا التحقيق. وبينما ظل الوضع مضطربا في سوريا خلال العام 2012، رأى محللون أن لبنان عرضة إلى حد كبير للتأثر بالأزمة السورية وتوقعوا انتقال الأزمة إلى لبنان نظرا للعلاقات الوثيقة بين البلدين. -- تشكيل "ائتلاف المعارضة السوري" ... والدعم الغربي يفاقم الأزمة أعلنت مجموعات معارضة سورية عن تشكيل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في العاصمة القطرية الدوحة في 11 نوفمبر عام 2012. واعترفت فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري. وتتواصل الأزمة السورية التي اندلعت في مارس 2011، إذ كثف المعارضون المسلحون الذين يحصلون على دعم من دول غربية دبلوماسيا وعسكريا ، كثفوا الهجوم ضد القوات الحكومية ووسعوا نطاق المعارك في المناطق المختلفة، الأمر الذي أدى إلى تصاعد حدة الأزمة السورية. وأشارت الإحصاءات الصادرة عن الأممالمتحدة إلى أن الأزمة السورية أسفرت عن مقتل 17 ألف شخص على الأقل فيما بات عدد اللاجئين السوريين يتجاوز 500 ألف شخص. جولة جديدة من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيلييين ... ولا رابح من العنف في 14 نوفمبر، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة تحت ذريعة الانتقام لإطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل. وفي العملية العسكرية التي استمرت 8 أيام، ضرب الجيش الإسرائيلي أكثر من 1500 هدف في غزة، ما أدى إلى مقتل 166 فلسطينيا وإصابة 1235 آخرين، وكبد غزة خسائر مباشرة وغير مباشرة تبلغ قيمها أكثر من 1.2 مليار دولار . وفي الوقت نفسه، أطلق مسلحون من غزة 1400 صاروخ على إسرائيل ما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين. وعلى الرغم من أن كلا من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أعلنت فوزها في هذا الصراع ، إلا أن التجربة التاريخية اثبتت أن العنف لن يحل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. -- رفع تمثيل فلسطينبالأممالمتحدة ... وخطوة إيجابية على درب الدولة المستقلة في 29 نوفمبر، تبنت الجمعية العامة ال67 للأمم المتحدة قرار ترقية مكانة فلسطين إلى صفة دولة مراقبة غير عضو بتأييد 138 دولة وامتناع 41 ورفض 9. وعلى الرغم من أن الخطوة تمثل أهمية رمزية أكثر منها واقعية، إذ أن وضع العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية لن يشهد تغيرا جذريا ، إلا أن ترقية مكانة فلسطين في الأممالمتحدة اظهرت التأييد الواسع النطاق من قبل المجتمع الدولي لسعي الشعب الفلسطيني إلى استعادة حقوقه المشروعة والتوافق العام على ضرورة حل الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي عن طريق "حل الدولتين". كما ترمز هذه الخطوة إلى توسيع نافذة التحرك الفلسطيني على الساحة الدولية، وإضافة إلى كونها خطوة إيجابية على طريق إقامة دولة مستقلة.