كشفت مصادر متطابقة ليومية "الشارع" إن منزل الشيخ صادق الأحمر احتضن, مساء أمس, في العاصمة صنعاء لقاء حضره ممثل عن التجمع اليمني للإصلاح, وممثل عن جماعة "أنصار الله" الحوثيين, وحسن زيد, أمين عام حزب الحق, لمناقشة المواجهات التي تمت, مؤخراً, بين عدد من الحوثيين من جهة, وعدد من السلفيين والإصلاحيين, من جهة ثانية, في مسجدين داخل العاصمة صنعاء, وأدت الى سقوط عدد من الجرحى. وأفادت المصادر أن اللقاء خصص لمناقشة تداعيات مقتل أحد السلفيين في الاشتباكات التي تمت, مساء الجمعة الماضية, بين الجانبين في مسجد التيسير, الواقع في "حي الزراعة" وأدت الى إصابة تسعة أشخاص من الجانبين, إضافة الى 3 جنود. ونقلت "الشارع" عن مصدر أمني مطلع إن شخصاً يدعى عصام محمد صالح (22 عاماً) من مواليد محافظة المحويت, ويسكن في "حي سعوان" وهو سلفي, توفي, عصر أمس, في مستشفى الثورة العام بصنعاء, متأثراً بإصابته في اشتباكات الجمعة التي تمت بين الجانبين بعد صلاة العشاء, في خلاف حول تأدية صلاة التراويح. وأوضح المصدر الأمني, الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحدث في هذا الموضوع, أن عصام صالح أصيب في الاشتباكات التي شهدها جامع التيسير برصاصة في البطن, وتم إسعافه وآخرين الى مستشفى الثورة لتلقي العلاج هناك, إلا أنه توفي متأثراً بإصابته، طبقا لما أوردته "الشارع". وأفاد المصدر أن الدكتور السنباني, القيادي في حزب الإصلاح, أتصل مساء أمس, بمدير أمن العاصمة صنعاء, الدكتور عمر عبد الكريم, وطلب منه صورة من التقرير الأمني بشأن الاشتباكات التي تمت في مسجد التيسير. وذكر أن مدير الأمن أبلغ السنباني أن "ملف القضية لدى وزير الداخلية". وقال ل"الشارع" مصدر حضر اللقاء إن اللقاء جمع حسن زيد, أمين حزب الحق, والدكتور صالح السنباني, القيادي في حزب الإصلاح, ممثلاً لحزبه, وعلي بن علي العماد, ممثل جماعة "أنصار الله" وعدداً من شباب تجمع الإصلاح من سكان "حي الزراعة". وأضاف المصدر, وهو مقرب من جماعة الحوثي: "استعرضنا تداعيات التوتر الذي نتج عنه الهجوم على شباب أنصار الله, وتسبب في جرح ستة منهم, واتفقنا على أهمية ضرورة احتواء المشكلة التي حدثت ومعالجة أسبابها ومنع تكرار حدوثها في أمانة العاصمة, وبقية مناطق الجمهورية, واتفقنا على مواصلة اللقاء غداً (اليوم) والعمل على تخفيف التوتر والحد منه تمهيداً لإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل حدوث الهجوم المسلح وصولاً الى اتفاق يضمن عدم تكرار حدوث أي مشكلة من هذا القبيل". وتابع: "سنواصل غداً (اليوم) بإذن الله, بعد الإطلاع على تقرير المنطقة الأمنية حول ما حدث, وسنحاول أن نلتقي بالشباب لتخفيف حدة التوتر, وإذا حسنت النوايا يمكن عمل اتفاق, وتشكيل لجنة في المحافظات لمعالجة أي مشكلة, والعمل على تخفيف التوتر". وفيما أفاد المصدر بأن اللجنة لن تحصل على التقرير الأمني أمس؛ أكد أن السلفيين لم يحضروا اللقاء, مرجحا الا علاقة لهم بما حدث. وقال المصدر: "سنصر على ضرورة تعاون الجميع من أجل ملاحقة من أقدموا على الاعتداء على الشباب, وجاءوا من خارج الحي". وقال ل"الشارع" علي العماد, ممثل الحوثيين في اللقاء, إن اللقاء عُقد بدعوة من صادق الأحمر, موضحاً أن الإصلاح أحضر شهوداً قالوا إن من أطلاق النار قدموا من خارج الحي, ولا ينتمون الى الإصلاح. وإذ أكد أن السلفيين ينفون علاقتهم بالقضية؛ قال إن "كل الأطراف تنفي علاقتها وصلتها بهذه القضية". وأفاد أنه تم التواصل مع أمن العاصمة ووزارة الداخلية, من أجل الحصول على التحقيقات الأولية في القضية, مشيراً الى أنهم مازالوا منتظرين التقرير الأمني لمعرفة الأشخاص المتورطين في الوقوف وراء ما حدث " مع أن هؤلاء معرفون, واعترفوا بتورطهم في المشكلة في التحقيقات التي اجريت معهم في قسم 22 مايو". من جانبه؛ نفى رجل الدين, الدكتور محمد صالح العامري, رئيس حزب الرشاد السلفي, مشاركته اللقاء الذي تم, مساء أمس, في منزل صادق الأحمر. وقال العامري, في اتصال أجرته معه "الشارع": "لم نشارك في الاجتماع الذي عُقد, لأننا لسنا معنيين بما حدث". وأضاف: "أؤكد لكم أننا لسنا طرفاً في الموضوع, وما حدث في مسجد التيسير, في خلاف على صلاة التراويح, ليس لنا علاقة به قطعاً", مشيراً الى أن حزبه تلقى دعوة لحضور اللقاء "فردينا عليهم ليس لنا صلة بالقضية". وفيما قال مصدر أمني إن عصام محمد صالح, الذي توفي عصر أمس, اعترف في التحقيقات أنه حضر الى جامع التيسير لمساندة السلفيين؛ نفي العامري أن يكون عصام من أعضاء حزب الرشاد, مجدداً نفيه علاقة الحزب بالقضية. على صعيد متصل؛ قال للصحيفة مصدر أمني إن لدى قوات الأمن معتقلاً على ذمة المواجهات في مسجد التيسير. وأوضح المصدر أن قوات الأمن تسلمت هذا المعتقل من جماعة الحوثي في العاصمة بعد أن ظل محتجزاً لديها لمدة ساعتين, قامت خلالها بالتحقيق معه ثم سلمته للأجهزة الأمنية. إلى ذلك قالت وكالة "اليمن" الاخبارية أن أحد السلفيين المشاركين في اشتباكات جامع التيسير بصنعاء توفي ليلة أمس متأثرا بجراحه بعد إصابته بجروح أثناء الاشتباك. وذكرت وسائل إعلامية إن الشاب عصام الشتيري توفي وهو في المستشفى يخضع لعمليات جراحية إثر إصابته بجراح ليلة الجمعة في جامع التيسير بصنعاء. وكان قد حدث إطلاق رصاص ومشادات واشتباكات بالأيدي, بين مصلين في جامع التيسير محسوبون على أنصار الله, من جانب, وسلفيين قدموا من مناطق مختلفة في أمانة العاصمة من جانب ثان, بعد صلاة العشاء الخميس والجمعة , قتل فيها الشتيري محسوب على السلفيين و أصيب ثمانية أشخاص من المحسوبين على أنصار الله، طبقا لخبر نشرته الوكالة اليوم الاثنين.