رصد/ حمدين الأهدل الجربة العليا والسفلى من أهم القرى في مديرية الدريهمي- محافظة الحديدة- وبالرغم من أهميتهما وموقعهما السياحي والجغرافي المتميز، إلا أنهما تعدان من أكثر قرى المديرية معاناة وحرمانا، ولم تحظيا بما حظيت به بقية القرى من المشاريع الخدمية والتنموية، وذلك نتيجة لما تعرضتا له من لا مبالاة وإهمال رسمي، وعلى امتداد العقود الماضية لم تستفد القريتان شيئاً من ثورات اليمن المتعاقبة بدءاً بثورة 26 سبتمبر ووصولاً إلى ثورة الشباب السلمية، وما تلاها من حراك في المناطق التهامية.. غياب الخدمات الصحية بالرغم من الكثافة السكانية في قريتي الجربة العليا والسفلى، والمناطق المجاورة لهما، إلا أن الخدمات الصحية غائبة، فالقريتان محرومتان من الوحدة الصحية المفترض وجودها وتزويدها بالكادر والمعدات الطبية لتقديم خدماتها للمواطنين المعدومين ومحدودي الدخل، أو توفير مستلزمات الإسعافات الأولية اللازمة لمواجهة الحالات الطارئة والحوادث، على أقل تقدير، ويستبشر المواطنون بوعود رسمية متعلقة بتوفير وحدة صحية، ليظلوا حتى وجودها قيد الترقب والانتظار.. الفانوس مصدر وحيد للإنارة يعيش أبناء القرية في ظلام دامس بسبب غياب خدمة الكهرباء عن منازلهم، بينما توفرت هذه الخدمة لقرى أخرى، وما زالت الكهرباء حلماً يراود سكان القرية الذين يعيشون على ضوء الفانوس العادة القديمة التي ما زالت متأصلة في قريتي الجربة العليا والسفلى حتى الآن.. شحة مياه ومشروع يندثر غالبية السكان لا يتمكنون من الحصول على قطرات نقية من الماء الصالح للشرب، وهم يطالبون بتوسيع شبكة خدمة المياه في المنطقة، يوجد خزان ماء في القريتين له نحو أربعة عقود ويعاني الاهمال، حتى صار في حالةٍ يرثى لها، وهو يحتاج إلى الترميم والاهتمام.. وضع اجتماعي وإنساني متدهور لا يقوم صندوق الرعاية الاجتماعية بمهامه كما ينبغي في القريتين، حيث يوجد الكثير من العجزة والمعدمين والحالات المستحقة، والتي هي في أمس الحاجة لتغطيتها ضمن الحالات المستفيدة من إعانات الصندوق، ويناشد هؤلاء المعدمون المجلس المحلي في المنطقة العمل على إدراجهم ضمن المستفيدين من الرعاية الاجتماعية. خط الموت السريع تعرض الخط الذي يربط القريتين باللاوية وبيت الفقيه للتكسر والخراب بسبب السيول نظراً لعدم وجود قنوات لتصريفها، وللخط أهمية كبيرة لسكان القريتين وهو الشريان الرئيسي للمنطقة، ويطالب الأهالي بإصلاح الخط وإعادة تأهيله كونه مشروعاً متعثراً منذ سنوات، وأصبح يمثل خطراً على من يسير فيه. مشاريع مفقودة لا توجد في المنطقة مدرسة ثانوية سواء للذكور أو الإناث، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على أبناء القريتين، الذين أصبحت مهمة إكمال الدراسة لديهم صعبة وشاقة، حيث يستدعي الأمر ذهابهم إلى مركز مديرية الدريهمي بالرغم من صعوبة المواصلات، والوضع الخاص بالفتيات.. وهناك عدد من المرافق في القرية تعاني من الإهمال ومنها الجامع الذي يفتقر للحمامات وخزان للماء، وعدم تسوير المقبرة المعرضة للاندثار، كما أن مثقفي المنطقة والمتعلمين فيها يواجهون أيضاً الاهمال وعدم الاهتمام من قبل الجهات الرسمية. هموم أبناء قريتي الجربة السفلى والعليا كثيرة وغير محدود، وليس أمامهم سوى مناشدة الجهات الرسمية المختصة والسلطة المحلية الالتفات إليهم، وتقديم الخدمات الضرورية التي تمثل لهم أهمية كبرى لا يمكن الاستغناء عنها.