اضطر رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة، أمس، إلى قطع كلمته التي كان يلقيها أمام ما يسمى ب"المؤتمر الوطني العام للشباب"، بعد اعتراض عدد من المشاركين على بعض ما جاء فيها، وخرج قبل أن يكملها. وقال مصدر من المشاركين في المؤتمر ل"الأولى" إن باسندوة بدأ حديثه بالقول إن الصيغة الحالية للوحدة اليمنية لم تعد مقبولة بالشكل الحالي، كونها تم تفريغها من محتواها، وإن خيار إصلاح مسار الوحدة واجب للوصول إلى حل عادل للقضية الجنوبية. وأشار المصدر إلى أن باسندوة وصل في كلامه إلى القول إن على المشاريع الانفصالية أن تسقط، وإنه لا مجال للحديث عن انفصال، مشيراً إلى أن كلامه استفز الجنوبيين الذين دخلوا المؤتمر الشبابي بعد تأكيدات أنه لن يستهدف مطالب القوى السياسية المختلفة بما فيها مطالب الانفصال لدى الحراكيين. وأكد أن الجنوبيين بدأوا بعد كلام باسندوة عن الانفصال، بترديد هتافات "ثورة ثورة يا جنوب"، وأن باسندوة خرج عن طوره، وطلب من من يريد ترديد هتافات انفصالية مغادرة القاعة، منوهاً إلى أن الهتافات زادت، وعمت فوضى بين المشاركين، حيث عارض البعض، والبعض الآخر من الشماليين رددوا الهتافات تضامناً مع الجنوبيين. واتهم عدد من الجنوبيين رئيس الحكومة بالتآمر على الجنوب، ورد باسندوة أنه عاش ثلثي حياته في الجنوب، لكن الاحتجاجات والهتافات تصاعدت في وجه باسندوة الذي اضطر إلى إنهاء كلمته ومغادرة المنصة. وقطعت الفضائية اليمنية البث المباشر الذي كانت تبثه من قاعة انعقاد المؤتمر، على إثر نشوب الفوضى وتصاعد الهتافات. وأفاد "الأولى" عضو في المؤتمر من الجنوب، بأن حراسة باسندوة اعتدت على بعض الشباب أثناء محاولتها إفساح المجال له للخروج من القاعة. وقال إن أحد الحراس تلفظ بألفاظ نابية على الجنوبيين، وشتمهم بشكل غير لائق، وبكلمات بذيئة لا يمكن نشرها. وأكد عضو المؤتمر أن كل الجنوبيين المشاركين علقوا عضويتهم في المؤتمر، احتجاجاً على إساءة باسندوة وحراسته لهم، مشيراً إلى أنهم اشترطوا لعودتهم إصدار اعتذار علني من باسندوة عما بدر منه ومن حراسته. وأشار إلى أن ياسر الرعيني، الرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قام بالاعتذار للجنوبيين نيابة عن باسندوة، إلا أنهم رفضوه، كون الرعيني لا يمثل إلا نفسه، وأن الاعتذار لابد أن يصدر عن باسندوة نفسه. وقال عضو المؤتمر: لا يمكن أن نقبل اعتذار الرعيني، فهو بلا صفة في هذا الاعتذار الذي يشبه تماماً اعتذار حكومة باسندوة عن الحرب على الجنوب، التي شنها صالح والإصلاح. واستهجن المصدر تصرفات أعضاء المؤتمر من حزب الإصلاح، الذين -حسب قوله- رفعوا شعار رابعة العدوية أثناء ترديد النشيد الوطني. وقال: "الإصلاحيون لا يحترمون حتى نشيد وطنهم، قاموا برفع شعار رابعة وقت ترديد النشيد، فيما نحن احترمنا الشراكة بيننا، ولم نعترض على النشيد الذي لا يمثلنا كجنوبيين". متسائلاً: "هل نحن نناقش أوضاع مصر؟". ومساء أمس؛ حصلت "الأولى" على معلومات من مصادرها تفيد أن عدداً من أعضاء المؤتمر الوطني للشباب، الممثلين لمحافظات شمالية، تضامنوا مع الجنوبيين، وأعلنوا تعليق عضويتهم حتى إصدار اعتذار وتلبية مطالب أعضاء المؤتمر الممثلين للجنوب. واعلنت رئيسة اللجنة التحضرية لاعضاء المؤتمر عن تعز ياسمين الصبري استقالتها من المؤتمر نتيجة تصرفات اللجنة التحضيرية ومحاولتها الالتفاف على المؤتمر والتشريع لمجلس يتحدث باسم الشباب يقوده اصلاحيون. وحذرت الصبري في حديث مع "الاولى" من اي تأسيس لأي مجالس تتحدث باسم الشباب وتكون ممثله لهم. واستغرب أحد المشاركين من أن باسندوة الذي لم يحضر جلسة واحدة من جلسات مؤتمر الحوار الوطني، يحضر مؤتمر الشباب الذي قال إن حميد الأحمر يقوده. وقال ل"الأولى": نرفض ثقافة التقاسم داخل الغرف المغلقة، والمؤتمر أقيم رغم عدم وجود شراكة وطنيه حقيقية". وأضاف: "الإصلاح يريد إشراك الشباب من أجل إعطائه الشرعية فقط لصفقات ما بعد المؤتمر، وأن يسلموا لأعضائهم وظائف باسم الشباب". منوهاً: "عملوا مؤتمرات في المحافظات، وكان هناك انتخابات في بعض المحافظات لاختيار رؤساء اللجان، وانقلب حزب الإصلاح ممثلاً بياسر الرعيني، على الانتخابات". واستغرب من قيام الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري، اللذين يدافعان عن العدالة الاجتماعية والحقوق، بالدفع بأعضائهما للمشاركة في مؤتمر أقيم تحت عباءة حزب الإصلاح. وكان ممثلو الاشتراكي وخمسه أحزاب ومكونات أخرى انسحبت من اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر وأعلنت أنه لا يمثل إلا التجمع اليمني للإصلاح، وذلك في مايو المنصرم، قبل أن يتراجع الحزب الاشتراكي أمس الأول الثلاثاء ويشارك في أعمال المؤتمر ولكن بتمثيل متواضع. وتشكلت لجان المؤتمر من أغلبية إصلاحية تمثل مختلف المحافظات، وبذل حميد الأحمر جهودا كبيرة لإقناع الأحزاب والحزب الاشتراكي تحديدا بالالتحاق بالمؤتمر الشبابي. من جانبه كان رئيس الجمهورية أصدر توجيها خطيا يوم الاثنين للجنة التحضيرية بإعادة تمثيل القوى المنسحبة منها وإعادة الشراكة الوطنية للمؤتمر إلا أن القائمين عليه تجاهلوا توجيه هادي ومضوا في عقده بإنفاق حكومي بلغ 120 مليون ريال، سهل صرفت بتوجيهات من باسندوة نفسه.