أكد ل"الشارع" عدد من مرتادي البحر في مديرية البريقة, محافظة عدن, اتساع رقعة تلوث البحر في ساحل "كود النمر" في البريقة, بالنفط الخام, الذي قامت سفينة نفطية بتفريغه مؤخراً في "ساحل الحسوة". واشتكى عدد من أهالي عدن من عدم قدرتهم, أمس, على السباحة في "ساحل كود النمر" بسبب تلوثه بهذه المخلفات النفطية؛ ما يعني اتساع عملية تلوث الساحل, من "الحسوة" الى "البريقة" التي تبعد عدة كيلومترات عن موقع إلقاء السفينة للمخلفات النفطية في المنطقة الأولى. وقال هؤلاء إنهم توجهوا, مع عائلاتهم, الى "ساحل كود النمر" في إجازة الأسبوع؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من السباحة في الساحل بسبب تلوث مياه البحر فيه بشكل كبير بمخلفات بحرية علقت في أجسامهم, وحالت دون سباحتهم. وأفاد الصحيفة أحد الشباب, الذي اعتاد على ممارسة رياضة السباحة في البحر, أنه اضطر, بعد دقائق من نزوله الى "ساحل كود النمر" الى الخروج مسرعاً من البحر بسبب المواد النفطية المنتشرة بشكل كبير في مياه البحر, والتي التصقت بجسده. وأشتكى هؤلاء المواطنون من إهمال الجهات المختصة لكارثة التلوث هذه, وعدم قيامها بمعالجتها ومحاصرة التلوث, للحد من أضراره على البيئة البحرية. وأشار هؤلاء الى أن تقاعس الجهات الرسمية, وعدم قيامها بمحاصرة هذا التلوث, جعله يصل من "ساحل الحسوة" الى "ساحل كود النمر". ويناشد الأهالي محافظ عدن والمجلس المحلي للمحافظة سرعة التحرك لإنقاذ سواحل البحر في المنطقتين, ومحاصرة التلوث ومعالجته؛ سيما وقد توسع ليشمل عشرات الكيلومترات في البحر. ويُهدد بالانتشار في عدد من سواحل مدينة عدن. وألحق هذا التلوث أضراراً كبيرة بالصيادين في "الحسوة" و "كود النمر". وكان مصدر مطلع في شركة مصافي عدن قال, في وقت سابق, ل"الشارع" إن الشركة تجري تحقيقا شاملا بتكتم شديد حول التلوث الذي حدث الأسبوع المنصرم, في ساحل الحسوة. وذكر المصدر أن الهيئة كلفت خبراء لتفحص عينات من المادة. وقد ذهب الخبراء الى ساحل الحسوة وأخذوا العينات, وأثبتت النتائج الأولية أن المادة الموجودة في ساحل الحسوة هي من النفط الخام. وأفاد الصحيفة مصدر آخر بأن التحقيق شمل أكثر من 25 سفينة نقل مواد خام, بينها سفينتان تتبعان الهيئة, لافتاً الى أن الهيئة تبدي جدية في البحث عن المتسبب بالتلوث الحاصل في ساحل الحسوة, من أجل معرفة الفاعل الحقيقي, واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.