منتخب الشباب اليمني في المجموعة الأولى بكأس الخليج    عدن .. البنك المركزي يوقف تراخيص 10 كيانات تعمل في الصرافة ويأمر باغلاق مقراتها    انطلاق مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة برئاسة فرنسية-سعودية ومقاطعة أمريكية-إسرائيلية    منظمة إسرائيلية: على المجتمع الدولي التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة    لحج: شخص يقدم على تفجير 3 قنابل باسرته وارتكاب مجزرة مروعة    بدعم سعودي.. مساعدات إيوائية في مأرب وعمليات قلب مجانية في عدن    أول ظهور للفنانة فيروز في مراسم تشييع زياد الرحباني    إعلام العدو: إصابة 6 جنود من جراء حدث أمني في غزة    مصدر عسكري يؤكد استمرار حظر الملاحة على الكيان الصهيوني    الغُصن الأخير    إرهاب مليشيا الإصلاح.. عدو الجنوب الأول    وزير الخارجية السعودي: نؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة    اللجنة العليا للموارد السيادية والمحلية تبحث الوضع الاقتصادي والتدابير اللازمة لتفعيل المؤسسات الإيرادية    المكلا تشهد احتجاجات شعبية رفضاً لتدهور الخدمات وانقطاع الكهرباء    سقطرى والطموح المنشود للرقي بتنميتها ارضا وانسانا    الأمم المتحدة: واحد من كل 3 فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام    مجلس القضاء يوافق على إنشاء شعبة جزائية ثانية بمحكمة استئناف تعز    أطباء بلا حدود: ارتفاع حالات الإسهال المائي في اليمن وعمران تتصدر القائمة    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين الجريمة الوحشية للجيش السعودي بحق أربعة يمنيين    المحرّمي يبحث مع وزير الأوقاف تعزيز نشر الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف    حضرموت.. اعتقال مدير قناة تلفزيونية    الوثائقي حين سرد القصة القديمة برسائل جديدة    انتقالي عرماء بشبوة يكرّم الكوادر التربوية والتعليمية في المديرية    37 كيلومترًا من الخذلان .. هل يتعلم من بقي..؟!    صنعاء .. شاب يُقتل على يد "أصدقائه" بطريقة وحشية    الاتحاد العام لطلاب جامعة عدن يُسلم راية القيادة لدفعة جديدة ويحتفي بنجاح البرنامج التدريبي الأول    غضب شعبي في المكلا.. محتجون يقتحمون ديوان محافظة حضرموت    مصر.. اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني    اللواء بن بريك يطمئن على صحة اللواء البحسني ويبحث معه أوضاع حضرموت    الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق تجاري    توقعات بأمطار رعدية وتحذيرات من التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول    من يومياتي في أمريكا .. وأسفاه    أمريكا.. الغول الذي ينتظر الانهيار    مونديال السباحة.. سمر تحرز ذهبية 400 متر حرة    رحل وبقيت الهولكامانيا.. كيف غيّر هوجان عالم المصارعة؟    ولادة وعلين في محمية محمد بن سلمان    القصة مستمرة.. موعد عرض الموسم السابع من المؤسس عثمان والحلقة 195 المنتظرة    كورتوا يحسم موقفه من التجديد مع ريال مدريد بعد اهتمام الدوري السعودي    مسؤول في قطاع الكهرباء يحذّر من دخول المكلا في ظلام شامل خلال ساعات    ذا نيويورك صن: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا و"إسرائيل" وحلفائهما    الأخوة العرب: هاجروا إلى اليمن.. ففيها وزير تعليم لا يرسب عنده أحد (نماذج توثيق)    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (6)    "وثائق نفطية تكذب بن حبريش: مسلحوه احتجزوا ناقلات كهرباء حضرموت عمداً!"    تطرق إلى الصعوبات التي تواجه جهود توفير الأدوية لتخفيف معاناة المرضى    قطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء يتسلّم خطتي وزارة الاقتصاد والصناعة ووزارة الشباب والرياضة    مرض الفشل الكلوي (14)    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    تعز.. إنجازات تنموية وتحولات نوعية خلال العام 1446ه    ابتداء من يوم غد.. منتخب الناشئين يبدأ المرحلة الأولى لمعسكره الداخلي بعدن ويستدعي 48 لاعباً    أرسنال يعلن عن تعاقده مع المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس    حمّى غامضة تجتاح اليمن .. والناس يواجهون الألم بصمت والسلطات تغيب    بوادر أزمة بين شتيغن وناديه برشلونة    أسباب حرقة اليدين    اجتماع برأسة الرهوي يناقش الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي    حليب الكركم.. ماذا يحدث لجسمك عند تناوله يوميا؟    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى حيثما يريد الله والجمل" صرخة الحكمة في زمن الأحقاد..الفريق السامعي ونداء المصالحة الوطنية
نشر في يمنات يوم 11 - 06 - 2025


(قراءة تحليلية)
في صبيحة الأحد الرابع من ذي الحجة 1411ه، الموافق 17 يونيو 1991م، كتب الفريق سلطان السامعي مقاله الشهير في صحيفة «صوت اليمن» تحت عنوان:
"إلى حيثما يريد الله والجمل"، راسمًا لوحةً صادقةً لحال الوطن الذي خرج لتوّه من زمن التشطير إلى زمن الوحدة، لكنه وجد نفسه أمام تحدياتٍ جديدة تمثلت في صراعات الأحزاب واشتداد الخصومات، حتى كادت ديمقراطية الولادة تتحول إلى نقمةٍ تزرع الأحقاد.
شهادة مبكرة على خطر التعددية المنفلتة
كتب السامعي، بصدقٍ يليق بجنديٍ يعرف ميدان المعركة، يقول:
"فالشعب اليمني يعيش حالة غليان سياسي في ظل التعددية السياسية التي أقرها دستور الجمهورية اليمنية، والتي كانت فيما مضى نوعاً من الكفر والخوف والرجس وعمل الشياطين... وفي ظل هذا الغليان ترتكب بعض التنظيمات السياسية بعض الحماقات والشطحات، وتتبادل تلك التنظيمات فيما بينها الاتهامات والسباب، بصورة توحي للمواطن العادي بأن هذه هي مهمة الأحزاب."
كانت تلك شهادةً مبكرةً على خطر أن تتحول التعددية إلى ساحةٍ للسباب والتخوين، بدلًا من أن تكون ميدانًا للمشاركة الوطنية البناءة.
تحذير من إجهاض الديمقراطية
وحذّر السامعي من أن ترك الأمور على هذا النحو لن يؤدي إلا إلى تمزيق النسيج الوطني وإجهاض الديمقراطية في مهدها، إذ قال:
"وأيا كان، فإن النتيجة واحدة، وهي إجهاض الديمقراطية في بداية حملها الأول في اليمن، مما يعني العودة إلى عصر ما قبل الوحدة، ذلك العصر الذي ذقنا فيه الأمرين."
وشدّد على أن التعددية، إن لم تُضبط بضوابط أخلاقية ووطنية، فلن تكون إلا "نباحًا متبادلاً يزرع الأحقاد ويمزق الأوصال."
بعد ثلاثة عقود... الجمل بلا خطام
واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود، نقف لنقرأ تلك الكلمات وكأنها كُتبت لنا في حاضرنا، لا في ماضٍ بعيد.
فاليمن يعيش أسوأ مراحله؛ تمزقت وحدته، وتشظت سلطاته، وتناحرت قواه، حتى صار "الجمل" بلا خطام، يسير حيثما تهب الرياح، فيما الوطن يُستنزف بأبنائه وموارده.
وهنا تعود إلينا كلمات السامعي لتذكّرنا بالحقيقة الغائبة:
"إن مهمة الأحزاب هي المشاركة في تنمية وازدهار الوطن عن طريق التفاعل في المجتمع والمشاركة في توجيه الطاقات إلى بناء الوطن والعمل على ترسيخ مفهوم الديمقراطية."
دعوة إلى المصالحة الوطنية
لقد دعا الرجل، يومها، دعوةً واضحة إلى المصالحة الوطنية، حين دعا الأحزاب لأن تسمو فوق الأحقاد والخلافات، وأن تدرك أن الديمقراطية لا تعني "ذلك النباح المتبادل" بل تعني "تداول السلطة بالطرق السلمية" وبناء الوطن لكل اليمنيين.
وهي ذات الدعوة التي نحتاجها اليوم، أكثر من أي وقت مضى.
فلا مفرّ من المصالحة الوطنية الشاملة، التي تُعيد الخطام إلى أيدينا، وتمنح الجمل وجهته الصحيحة.
ولا بد من كلمةٍ سواء تجمع اليمنيين جميعًا، فيصطفوا خلف وطنهم، لا خلف مصالح ضيقة، ولا خلف ولاءاتٍ عابرة.
الكلمة لكم
يا ساسة اليمن، إن الحكمة التي سطرها الفريق السامعي لم تكن صرخةً في وادٍ، بل كانت وصيةً لأجيالٍ قادمة، وفيها الدواء لعللنا.
بأيديكم دفّة السفينة وخطام الجمل،
تعالوا إلى كلمةٍ سواء، كلمةٍ تُعيد للوطن اعتباره ولليمني كرامته.
استحضروا كلمات الفريق السامعي، الذي عرف أن الحروب مهما طالت، لا تصنع وطنًا، وأن الأحقاد مهما تراكمت، لا تبني بيتًا، ولا تسند جدارًا.
المصالحة قدرُنا
إن المصالحة الوطنية ليست رفاهيةً، بل هي قدرُنا الذي لا مفرّ منه إذا أردنا لوطننا الحياة.
فالأوطان تُبنى بعقول الرجال وضمائرهم، لا بأقدامٍ هائمةٍ في التيه.
دعونا نعيد قراءة كلماته، ونصغي إليها جيدًا، فربما نجد فيها هدايةً:
"إلى حيثما يريد الله والجمل"،
لكننا، نحن اليمنيين، من يحدد الطريق.
أخيراً
لقد أثبت التاريخ أن لا انتصار يدوم ما لم يكن الوطن هو الغاية والهدف. إن التعددية التي ناضلنا من أجلها، والديمقراطية التي حلمنا بها، لن تتحقق إلا إذا صلحت النوايا وتوحّدت الصفوف.
إن الجمل الذي تركناه بلا خطام لا يقوده إلا وعيكم ومسؤوليتكم، ولا يستقيم طريقه إلا بإدراككم أن اليمن بيتكم جميعًا، ومصيره بأيديكم.
فلنُحكِم الخطام بأيدي الحكمة، ونجعل اليمن غايةً ومقصدًا، بعيدًا عن لغة السباب والفرقة والخصومات.
ولنتذكّر أن الوحدة الوطنية ليست شعارًا يُرفع وقت الحاجة، بل هي أمانةٌ نحملها في قلوبنا وعقولنا، وعلينا أن نصونها بصدق وإخلاص.
تعالوا إلى كلمةٍ سواء، إلى مصالحةٍ وطنيةٍ جامعة، تُعيد للوطن اعتباره، ولليمنيين كرامتهم، ليكون اليمن سعيدًا كما أراده الله.
نقلا عن أجراس اليمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.