تقرير طبي: القاتل الصامت اغتال اربعة شبان في سيارتهم بالقرب من مثلث العند بلحج    الدولار يتراجع مع تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 55,207 شهيداً و127,821 مصابا    الفيفا يعلن مشاركة 26 لاعباً من أبطال كأس العالم بمونديال الأندية 2025    مؤسسة "كفالة التنموية" توزع كسوة عيد الاضحى لعدد من الأسر المحتاجة والفقيرة    شركة طيران إيرلندية تعلن إلغاء رحلاتها لفلسطين المحتلة حتى نهاية أغسطس    حلف بن حبريش يقر بوجود خلية فساد في أتباعه المسئولين عن الوقود(وثيقة)    مطار صنعاء والمطارات اليمنية.. حين يصبح ألحق في الحياة رحلة مؤجلة    رئيس مؤسسة عدن الغد للإعلام يعزي الزميل فرحان المنتصر في وفاة والده    قافلة عيدية من قيادة السلطة المحلية بالمحويت للمرابطين في الساحل الغربي    الشرطة الهندية: جميع ركاب الطائرة ال 242 لقوا حتفهم بعد تحطمها    مليشيا الحوثي تختطف ناشطا في مدينة القاعدة بإب    32 فريقا .. 63 مباراة ومليار دولار.. كل شيء عن كأس العالم للأندية والجدل المحيط بها    إصلاح حضرموت ينعى رئيس فرع دوعن إثر وفاته بحادث مروري    السلطة المحلية والتعبئة بالضالع تنظمان ندوة بذكرى يوم الولاية    الارصاد يحذر من الحرارة الشديدة ويتوقع هطول امطار على بعض المرتفعات والسواحل    القيرعي الباحث عن المساواة والعدالة    السفارة اليمنية في بيروت: الموقوف بتهمة "التخابر" لا يحمل أي صفة رسمية    ارتفاع الدخل السياحي في الأردن إلى 3.1 مليار دولار    توقعات بوصول الدولار بالمناطق المحتلة الى 3000الف ريال    عدن.. ضبط عبوات ناسفة جاهزة للتفجير في خور مكسر    الرايات البيضاء تصل أبين لاجراء الترتيبات لاعادة فتح طريق عقبة ثرة    نائب رئيس مجلس القيادة الدكتور عبدالله العليمي يعزي في وفاة نجل الشيخ حسين بن ناصر الشريف    البحث الجنائي بلحج يوضح حول حادثة وفاة اربعة شبان داخل سيارة بمثلث العند    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الخميس 12 يونيو/حزيران 2025    لحج .. العثور على جثث اربعة شبان في سيارة قيد التشغيل    مركز رصد الزلازل والبراكين يجري اختبار استجابة سريعة لمراقبة موجات المد البحري    العثور على أربعة شباب متوفين داخل حافلة في منطقة العند بلحج    إعلام أمريكي: ويتكوف يعتزم لقاء عراقجي في مسقط الأحد المقبل    عدن ليست صومالًا ولا هنودًا.. عدن مدينةٌ وعي وهوية    "حلف بن حبريش يتشظى: تمرد على الأوامر واتهامات بالفساد تهدد تماسكه    تعرف على المنتخبات ال13 المتأهلة لكأس العالم 2026 حتى اللحظة    حافظوا على اسودكم حتى لا تأكلهم كلاب أعدائكم.. حافظوا على الرجال    العثور على أربعة أشخاص من يافع متوفيين داخل باص في لحج    أسعار النفط تقفز بأكثر من 4 في المئة    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    ألونسو يعلن قائمة ريال مدريد لكأس العالم للأندية    ليفربول يقترب من صفقة جديدة بعد التعاقد مع فيرتز    فاتي يقطع عطلته للإسراع برحيله عن برشلونة    تودور يقترب من تمديد عقده مع يوفنتوس    بلون الحزن ومذاق الألم أبتهجت عدن بالعيد وفرحت به    13 منتخبا ضمنت التأهل لمونديال 2026    فعالية لأبناء عزلة ال عامر مديرية الصومعة بالبيضاء بذكرى الولاية    متحفا «الوطني والموروث الشعبي» يشهدان اقبالا كبيرا خلال العيد    مأرب: ميدان النزال والحسم وصناعة النصر(2)    في حال انعقاد دائم.. إلى اين هم بالناس ذاهبين    يعكروها والدنيا عوافي    يفتعلون الجدل لجذب الانتباه    كيف تواجه الأمة واقعها    اليمن تؤكد التزامها بحماية المحيطات وتدعو لتعاون دولي لمواجهة التحديات البيئية    وداعا أحمد الشرف    تصاعد مخيف لحالات الوفاة بحمى الضنك في عدن ومحافظات الجنوب    اكتشافُ أنقاض مدينة في كازاخستان تعود للعصور الوسطى    محافظة ذمار تبحث خطوات وقائية لانتشار مرض الاسهالات المائية    عن تكريس "ثقافة التخوين"..؟!    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    الإسعافات الأولية في حالات الإغماء    مفاجأة علمية.. مادة في البول تكشف أسرارا مخبأة في أنسجة أدمغة عمرها 200 عام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى حيثما يريد الله والجمل" صرخة الحكمة في زمن الأحقاد..الفريق السامعي ونداء المصالحة الوطنية
نشر في يمنات يوم 11 - 06 - 2025


(قراءة تحليلية)
في صبيحة الأحد الرابع من ذي الحجة 1411ه، الموافق 17 يونيو 1991م، كتب الفريق سلطان السامعي مقاله الشهير في صحيفة «صوت اليمن» تحت عنوان:
"إلى حيثما يريد الله والجمل"، راسمًا لوحةً صادقةً لحال الوطن الذي خرج لتوّه من زمن التشطير إلى زمن الوحدة، لكنه وجد نفسه أمام تحدياتٍ جديدة تمثلت في صراعات الأحزاب واشتداد الخصومات، حتى كادت ديمقراطية الولادة تتحول إلى نقمةٍ تزرع الأحقاد.
شهادة مبكرة على خطر التعددية المنفلتة
كتب السامعي، بصدقٍ يليق بجنديٍ يعرف ميدان المعركة، يقول:
"فالشعب اليمني يعيش حالة غليان سياسي في ظل التعددية السياسية التي أقرها دستور الجمهورية اليمنية، والتي كانت فيما مضى نوعاً من الكفر والخوف والرجس وعمل الشياطين... وفي ظل هذا الغليان ترتكب بعض التنظيمات السياسية بعض الحماقات والشطحات، وتتبادل تلك التنظيمات فيما بينها الاتهامات والسباب، بصورة توحي للمواطن العادي بأن هذه هي مهمة الأحزاب."
كانت تلك شهادةً مبكرةً على خطر أن تتحول التعددية إلى ساحةٍ للسباب والتخوين، بدلًا من أن تكون ميدانًا للمشاركة الوطنية البناءة.
تحذير من إجهاض الديمقراطية
وحذّر السامعي من أن ترك الأمور على هذا النحو لن يؤدي إلا إلى تمزيق النسيج الوطني وإجهاض الديمقراطية في مهدها، إذ قال:
"وأيا كان، فإن النتيجة واحدة، وهي إجهاض الديمقراطية في بداية حملها الأول في اليمن، مما يعني العودة إلى عصر ما قبل الوحدة، ذلك العصر الذي ذقنا فيه الأمرين."
وشدّد على أن التعددية، إن لم تُضبط بضوابط أخلاقية ووطنية، فلن تكون إلا "نباحًا متبادلاً يزرع الأحقاد ويمزق الأوصال."
بعد ثلاثة عقود... الجمل بلا خطام
واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود، نقف لنقرأ تلك الكلمات وكأنها كُتبت لنا في حاضرنا، لا في ماضٍ بعيد.
فاليمن يعيش أسوأ مراحله؛ تمزقت وحدته، وتشظت سلطاته، وتناحرت قواه، حتى صار "الجمل" بلا خطام، يسير حيثما تهب الرياح، فيما الوطن يُستنزف بأبنائه وموارده.
وهنا تعود إلينا كلمات السامعي لتذكّرنا بالحقيقة الغائبة:
"إن مهمة الأحزاب هي المشاركة في تنمية وازدهار الوطن عن طريق التفاعل في المجتمع والمشاركة في توجيه الطاقات إلى بناء الوطن والعمل على ترسيخ مفهوم الديمقراطية."
دعوة إلى المصالحة الوطنية
لقد دعا الرجل، يومها، دعوةً واضحة إلى المصالحة الوطنية، حين دعا الأحزاب لأن تسمو فوق الأحقاد والخلافات، وأن تدرك أن الديمقراطية لا تعني "ذلك النباح المتبادل" بل تعني "تداول السلطة بالطرق السلمية" وبناء الوطن لكل اليمنيين.
وهي ذات الدعوة التي نحتاجها اليوم، أكثر من أي وقت مضى.
فلا مفرّ من المصالحة الوطنية الشاملة، التي تُعيد الخطام إلى أيدينا، وتمنح الجمل وجهته الصحيحة.
ولا بد من كلمةٍ سواء تجمع اليمنيين جميعًا، فيصطفوا خلف وطنهم، لا خلف مصالح ضيقة، ولا خلف ولاءاتٍ عابرة.
الكلمة لكم
يا ساسة اليمن، إن الحكمة التي سطرها الفريق السامعي لم تكن صرخةً في وادٍ، بل كانت وصيةً لأجيالٍ قادمة، وفيها الدواء لعللنا.
بأيديكم دفّة السفينة وخطام الجمل،
تعالوا إلى كلمةٍ سواء، كلمةٍ تُعيد للوطن اعتباره ولليمني كرامته.
استحضروا كلمات الفريق السامعي، الذي عرف أن الحروب مهما طالت، لا تصنع وطنًا، وأن الأحقاد مهما تراكمت، لا تبني بيتًا، ولا تسند جدارًا.
المصالحة قدرُنا
إن المصالحة الوطنية ليست رفاهيةً، بل هي قدرُنا الذي لا مفرّ منه إذا أردنا لوطننا الحياة.
فالأوطان تُبنى بعقول الرجال وضمائرهم، لا بأقدامٍ هائمةٍ في التيه.
دعونا نعيد قراءة كلماته، ونصغي إليها جيدًا، فربما نجد فيها هدايةً:
"إلى حيثما يريد الله والجمل"،
لكننا، نحن اليمنيين، من يحدد الطريق.
أخيراً
لقد أثبت التاريخ أن لا انتصار يدوم ما لم يكن الوطن هو الغاية والهدف. إن التعددية التي ناضلنا من أجلها، والديمقراطية التي حلمنا بها، لن تتحقق إلا إذا صلحت النوايا وتوحّدت الصفوف.
إن الجمل الذي تركناه بلا خطام لا يقوده إلا وعيكم ومسؤوليتكم، ولا يستقيم طريقه إلا بإدراككم أن اليمن بيتكم جميعًا، ومصيره بأيديكم.
فلنُحكِم الخطام بأيدي الحكمة، ونجعل اليمن غايةً ومقصدًا، بعيدًا عن لغة السباب والفرقة والخصومات.
ولنتذكّر أن الوحدة الوطنية ليست شعارًا يُرفع وقت الحاجة، بل هي أمانةٌ نحملها في قلوبنا وعقولنا، وعلينا أن نصونها بصدق وإخلاص.
تعالوا إلى كلمةٍ سواء، إلى مصالحةٍ وطنيةٍ جامعة، تُعيد للوطن اعتباره، ولليمنيين كرامتهم، ليكون اليمن سعيدًا كما أراده الله.
نقلا عن أجراس اليمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.