أنس القباطي في تعز يتشكل خطاب مناطقي يتماشى مع اجندات التفكيك والشرذمة.. قد يكون ردة فعل لفترات طويلة من الاقصاء والتهميش، لكنه ليس اكثر من ردة مدنية، تستهدف رقعة جغرافية ظل أبنائها حاملين مشروع اليمن الموحد.. فالخطاب المناطقي او المذهبي او الطائفي لا يواجه إلا بخطاب وطني جامع.. هذا الخطاب المناطقي الذي يراد له أن يسود تغذية حنفيات مال ينساح من الخارج على ماكينة اعلامية تضخ خطابا عفنا، يستغل حالة الشعور بالاقصاء والتهميش في أكبر محافظاتاليمن سكانا، ويوظف سلوكا اقصائيا تمارسه سلطات واقع ثبتها الخارج على الارض لتنفيذ اجنداته بشكل مباشر او غير مباشر.. يكاد هذا الخطاب المناطقي ان يفرض على الجميع في تعز، بقدرة ماكينة اعلامية خلقت لتمارس دور قذر يستهدف وحدة الوطن والتعايش بين ابنائه.. ما ان تتحدث عن تعز، حتى يظهر لك احدهم وبدون مقدمات "انت لا يحق لك ان تتحدث عن تعز"، بل انه يزيد عن ذلك بوقاحة ان يحدد لك النطاق الجغرافي الذي ينبغي أن تتحدث فيه.. مثل هؤلاء للاسف هم معاول الهدم بقصد او بدون قصد، ولن يصحو من غيبوبتهم إلا على وقع نيران المناطقية التي لن تترك دار.. يتناسى هؤلاء ان ابن تعز تقني مهني، وهي حالة متقدمة في التراتبية المدنية، وهذا التقني المهني لا يعترف الا بحدود المهنة، فحيث وجدت فرصة العمل يتعايش مع مجتمعها.. لا تنسوا ان ابناء تعز انتشروا في كل اليمن، ليس لأنهم ينتمون لنطاق جغرافي معين، وانما لأن طبيعتهم المهنية التقنية تقتضي ذلك.. تعرفوا ماذا تعني مناطقيتكم المقززة..؟! تعني مزيد من الشرذمة، فإن ساد هذا الخطاب، فإن المخا لن تكن تعزية، فهي تهامية الهوى والثقافة.. ولأن المشاريع الصغيرة تبدو كبيرة، ثم تصغر وتصغر حتى تصل إلى الاسرة الواحدة، ستجدون انفسكم في متاهات الصراع بين الحجررة والشرعبة والصبرنة ووووو ل العقلاء فقط تعز ليست جغرافيا، بل ثقافة بروح عصرية.. وتعز هي حمامة سلام تفرد جناحيها على كل اليمن. وبدون ذلك لن تكن غير رقعة صغيرة محصورة بين الشريجة والقاعدة.