محمد مصطفى في سجل الخالدين من أبناء اليمن، يقف علي حسن المعلم شامخًا كجبل ماوية، عصيًّا على الانحناء، صادق الانتماء، مؤمنًا بالناس والوطن، وبأن الفجر لا بد أن يولد من رحم الظلمة مهما طال ليلها. لم يكن مجرد اسم في لائحة انتخابات، بل كان مشروع وعي، ورمزًا لحلم يمني نبيل، حلم تعاون وتصحيح وعدالة، حمل رايته جنبًا إلى جنب مع القائد الشهيد إبراهيم الحمدي، في زمنٍ كان فيه النقاء موقفًا نادرًا، والصدق ثمنه الدم. منذ محاولة اغتياله الأولى في سبعينيات القرن الماضي، كان واضحًا أن هذا الرجل لم يكن عابر طريق، بل كان شوكة في حلق الفساد، وصوتًا لا يُشترى، ولا يُهدأ. انتصر رغم القصف، ورغم الجراح، لأن الجماهير آمنت به، ودفعته حيث يستحق: إلى واجهة القرار، وإلى صميم البناء. في عهد إبراهيم الحمدي، رئيس الدولة الذي حلم بيمن جديد، نهض علي حسن المعلم رئيسًا لهيئة تطوير ماوية، فكان فعلاً من أفعال الخير، وركنًا من أركان النهضة، حاملاً مشعل الكرامة في وجه كل من أراد لهذا الوطن الذل أو الضياع. ولم تتوقف مسيرته عند عهد الحمدي، فقد عادت الجماهير لانتخابه مرةً تلو أخرى، آخرها عام 1988، حين تقدّم الصفوف في أول انتخابات شوروية حقيقية. لكن الرصاص الغادر قرر أن يصادر صوت الشعب، فاغتيل وهو خارج من بيت الله، لأن اسمه كان يتقدم قوائم الشرف. رحل علي حسن المعلم شهيدًا كما عاش مناضلًا، وسبقه إلى الخلود إبراهيم الحمدي، ذلك القائد الذي أحبته اليمن بقدر ما خذله الطامعون. كلاهما كانا مشروعًا وطنيًا نقيًا، أراد أن يجعل من اليمن وطنًا للجميع، لا مزرعة لأحد. رحم الله علي حسن المعلم، ورحم الله إبراهيم الحمدي، ورحم الله كل الشهداء الذين ماتوا ليحياء الوطن، ،