دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق عاجل في الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت سجنًا في اليمن خلال أبريل/نيسان 2025، معتبرةً أن الهجوم قد يرقى إلى جريمة حرب. ويعيد هذا النداء تسليط الضوء على الغارة التي وقعت في 28 أبريل/نيسان الماضي بمحافظة صعدة شمالي اليمن، في إطار حملة جوية مكثفة نفذتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب ضد اليمن، عقب اتهام جماعة الحوثيين بعرقلة الملاحة في البحر الأحمر أثناء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. ولم تصدر القيادة المركزية الأمريكية حتى الآن أي توضيح حول أسباب استهداف السجن، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 60 مهاجرًا إفريقيًا. ويُعد هذا السجن معروفًا باحتجاز مهاجرين حاولوا عبور الأراضي اليمنية للوصول إلى السعودية، وقد سبق أن تعرض للقصف من قبل التحالف الذي تقوده الرياض. وقال الكابتن تيم هوكينز، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: "نتعامل بجدية مع جميع التقارير المتعلقة بإصابات المدنيين، وسننشر قريبًا نتائج تقييم عملية (Operation Rough Rider)." وبحسب منظمة العفو الدولية، عرضت سلطات صنعاء بعد الغارة بقايا قنبلتين موجهتين بدقة من طراز (GBU-39 Small Diameter Bombs) زنة 250 رطلاً، تُستخدم عادة من قبل الجيش الأمريكي. وذكر ناجون من الهجوم، جميعهم مهاجرون إثيوبيون كانوا محتجزين أثناء محاولتهم العبور إلى السعودية، أنهم لم يشاهدوا أي مقاتلين حوثيين داخل المجمع وقت الضربة. وأشارت المنظمة إلى أن الهجوم بدا "عشوائيًا" لغياب أي هدف عسكري واضح، مؤكدة أن القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المنشآت المدنية، مثل المستشفيات والسجون، ما لم تُستخدم لأغراض عسكرية، وحتى في هذه الحالات يتوجب اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وأوضحت منظمة العفو أن سلطات صنعاء خفّضت حصيلة القتلى من 68 إلى 61 شخصًا، مضيفة أن مقاطع مصوّرة التُقطت عقب الغارة أظهرت إطلاق نار متقطعًا، قال الحوثيون إنه نيران تحذيرية من حراس السجن أثناء القصف. وقالت كريستين بيكيرلي، نائبة مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "لم أصدق أن الولاياتالمتحدة قد تنفذ ضربة جوية على المجمع ذاته، مسببةً هذا الكم من الخسائر المدنية. من الصعب تخيّل أنها لم تكن على علم بما يجري." من جهتها، أكدت منظمة "إير وورز" البريطانية، المعنية بتوثيق ضحايا الغارات الجوية، أن الحملة العسكرية الأمريكية (Operation Rough Rider) تسببت في مقتل ما لا يقل عن 224 مدنيًا خلال أسابيع، وهو رقم يعادل تقريبًا إجمالي الضحايا المدنيين خلال أكثر من عقدين من الضربات الأمريكية في اليمن.