واصلت اللجنة الرئاسية المكلفة بمعالجة أوضاع محافظتي مأرب والجوف، أمس، لقاءتها بمشايخ محافظة مأرب، وممثلين عن التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الحوثي، من أجل الوصول إلى حل ينزع فتيل الحرب المرتقبة هناك. و نقلت صحيفة "الشارع" عن مصدر عسكري وصفته ب"الرفيع" إن اللجنة الرئاسية ظلت، حتى وقت متأخر من مساء أمس، تفاوض مشايخ تجمع الإصلاح في مأرب لإقناعهم بالشروط التي حملتها لهم اللجنة من العاصمة صنعاء، كي يوافقوا عليها من أجل نزع فتيل الحرب المرتقبة بينهم وبين جماعة الحوثي، وإعادة تطبيع الأوضاع في مأرب. و حسب الصحيفة، الشروط التي حملتها اللجنة الرئاسية وأبلغت مشايخ تجمع الإصلاح بها، باعتبارها شروطاُ مطروحة من قبل رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، "رغم أن جماعة الحوثي هي من طرحت هذه الشوط وتطالب الإصلاحيين بتنفيذها وتلوح بأن البديل عن ذلك سيكون الحرب". و طبقا لما أوردته الصحيفة، أفاد المصدر إن اللجنة الرئاسية التقت، أمس ومساء أمس الأول، بمشايخ تجمع الإصلاح في مأرب، وطرحت لهم الشروط لتجنيبهم الحرب القادمة مع مسلحي الحوثي. و نشرت الصحيفة، نقلا عن مصدرها، الشروط التي طرحتها اللجنة الرئاسية على مشائخ الإصلاح في مأرب، و هي: 1- تسليم كافة الأسلحة المنهوبة من قوات الجيش. 2- تغيير محافظ مأرب، وتعيين شخصية يختارها الرئيس هادي؛ على أن تكون مقبولة لدى الجميع. 3- تغيير القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة. 4- رفع جميع مظاهر حشد المسلحين ومعسكراتهم في المحافظة ،بما فيها معسكرات التدريب التابع لتجمع الإصلاح في المحافظة. 5- يقوم الطرفان، بعد تنفيذ النقاط أعلاه، بعملية متزامنة برفع ميلشياتهما من مأرب، وتقوم الدولة بواجبها وتحل قواتها محلها مناطق تمركز مسلحي الطرفين. 6- بالنسبة للشيخ عبد المجيد الزنداني، فعليه أن يعود إلى منزله في العاصمة صنعاء، معززاً مكرماً، وتلتزم الدولة بتأمينه، ويلتزم عبد الملك الحوثي بعدم التعرض له تحت أي مبرر، على أن يلتزم الزنداني بترك الأنشطة التي تؤدي إلى التحريض على الإرهاب ويعيش كأي رجل دين، ومن لديه دعوى أو طلب عليه فمن حقه التوجه إلى القضاء". وأوضح المصدر أن هذه الشروط طرحتها جماعة الحوثي، واللجنة الرئاسية قدمتها إلى مشايخ تجمع الإصلاح في مأرب، على أنها من رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، مشيراً إلى أن "إدخال الزنداني في هذه الشروط تم من أجل إقناعه بإيقاف حشد المسلحين في مأرب، وضمان عدم ملاحقته في حال عاد إلى العاصمة وعاش دون تحريض للجماعات الدينية، أو عمل أي نشاط ، بما في ذلك عدم العودة إلى فتح جامعة الإيمان أو أي فرع في اليمن". و قال المصدر: للأسف، ما زالت الأمور في أخذ ورد مع مشايخ القبائل التابعين للإصلاح، فيما رفض بعضهم حضور الاجتماع الذي عقد، بعد مغرب أمس الأول، مع الجنة الرئاسية، وحملوا الرئيس هادي مسؤولية أي حرب قد تفجر في مأرب، كونه ارسل لهم اللجنة الرئاسية بشروط جماعة الحوثي. حسب ما أوردته الصحيفة. و طبقا لما ورد، أشار المصدر إلى أن المشايخ المسؤولين عن معسكري مسلحي الإصلاح في منطقتي نخلا والسحيل رفضوا الاجتماع مع اللجنة الرئاسية وتم التواصل معهم عبر وسطاء من مشايخ الإصلاح وغيرهم، فقال مسؤولون هذين المعسكرين إنهم يرفضون جملة وتفصيلاً الشرط السادس والاخير، وطالبوا بأن يمنح الشيخ الزنداني حصانة ضد أي دعوى قد ترفع ضده مهما كانت، واشترطوا ان يعاد له المقر الرئيس لجامعة الإيمان في صنعاء، ويضمن حقه في إعادة جامعة الإيمان للعمل في العاصمة وفي جميع فروعها في المحافظات التي كانت فيها". و نقلت "الشارع" عن مصدر وصفته ب"المطلع" في محافظة مأرب إن عدداً قليلاً من مشايخ تجمع الإصلاح في مأرب ذهبوا لحضور اللقاء مع اللجنة الرئاسية، مغرب أمس الاول، مؤكداً أن اللجنة عرضت عليهم شروط إيقاف الحرب، إلا أنه لم يعلم بتفاصيل هذه الشروط. و حسب ما أوردته الصحيفة عن المصدر: "مشايخ قبائل الإصلاح رفضوا تعيين محافظ جديد لمأرب من خارجها، واشترطوا ان يكون المحافظ الجديد من مأرب، كما اشترطوا أن يكون قادة الوحدات العسكرية والأمنية من المحافظة، واشترطوا، أن تكون الاولوية للتعيينات في المناصب بالمحافظة من أبنائها". و طبقا لما أوردته الصحيفة، عن المصدر: "المعلومات تقول إن المشايخ الذين حضروا اللقاء مع اللجنة الرئاسية رفضوا أغلب الشروط التي طرحتها لهم اللجنة، وتوجهوا مباشرة، بعد خروجهم من الاجتماع مع اللجنة، إلى معسكري مسلحي الإصلاح في مطارح نخلا والسحيل". و تقول المعلومات إن مشايخ تجمع الإصلاح، الذين حضروا لقاء أمس (أمس الأول) مع اللجنة الرئاسية، وافقوا على شرط واحد يتمثل في رفع المسلحين المتمركزين في نخلا والسحيل، ورفع جميع النقاط التابعة لهم، مقابل خروج المسلحين الحوثيين غير المنتمين لمأرب من المحافظة، على أن يتولى الجيش والأمن استلام مواقع ونقاط الطرفين. وحتى مساء أمس، تواصلت المفاوضات مع مسلحي ومشايخ الإصلاح في مارب، حول عدد من الشروط والقضايا، سيما حول مصير ومستقبل رجل الدين عبد المجيد الزنداني. وكانت اللجنة الرئاسية وصلت، ظهر أمس الأول، إلى مدينة مأرب، برئاسة وزير الدفاع، اللواء الركن محمود الصبيحي، وبدأت اولى مهامها لاحتواء الأزمة المتصاعدة في مأرب بين مسلحي جماعة الحوثي، ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح، بهدف نزع التحشيد الحاصل من قبل الجانبين لتفجيلا حرب بين الجانبين هناك.