عاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلي القاهرة مساء يوم الجمعة بعد أن قطع زيارة إلي إثيوبيا حيث كان يحضر قمة الاتحاد الأفريقي في أعقاب مقتل 30 شخصا على الأقل في انفجارات وهجمات في شبه جزيرة سيناء. وأعلن تنظيم ولاية سيناء - جناح الدولة الإسلامية في مصر- المسؤولية عن الانفجارات والهجمات. و قالت رئاسة الجمهورية في بيان إن السيسي حضر اثناء وجوده في أديس أبابا الجلسة الافتتاحية للقمة. وقال مسؤولون كانوا في استقباله في المطار إنه سيعقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين خلال الساعات المقبلة لبحث التطورات في شمال سيناء. ووقعت ليلة الجمعة أربعة هجمات منفصلة على قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء تعد من أعنف الهجمات دموية في سنوات. وسقط معظم الضحايا في تفجيرات بسيارات ملغومة وهجمات بقذائف المورتر استهدفت فندقا لضباط الجيش والكتيبة 101 ومديرية الأمن بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. وقالت مصادر أمنية في العريش إن ثلاثة انتحاريين يستقلون سيارات ملغومة استهدفوا المقار الأمنية في العريش ضرب أحدهم استراحة الضباط بينما ضرب الآخران الكتيبة 101 ومديرية الأمن. واضافت المصادر أن هجوما بقذائف المورتر على المقار الثلاث تزامن مع تفجير السيارات الملغومة. وقالت المصادر إن 60 شخصا أصيبوا في الهجمات بينهم خمسة في حالة حرجة. وأعلنت مديرية أمن السويس إلى الشرق من القاهرة مقتل ملازم أول بالشرطة في انفجار عبوة ناسفة مساء الخميس. وقال بيان أصدرته قيادة الجيش إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتمع يوم الجمعة "لبحث وتحليل الأحداث الإرهابية التي وقعت أمس بشمال سيناء." وأضاف البيان أن المجلس يشدد على أن "تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنينا عن القيام بواجبنا المقدس نحو اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه." كما أكد على "استمرار وتكثيف أعمال المداهمات والملاحقات لكافة عناصر الإرهاب والتطرف بسيناء وكافة ربوع البلاد بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية." وقالت مصادر أمنية إن ثلاث طائرات حربية نقلت جثث القتلى الثلاثين إلى القاهرة. وقالت مصادر طبية في المنطقة إن طفلين أحدهما عمره ستة أشهر توفيا يوم الجمعة متأثرين بإصابات لحقت بهما الليلة الماضية في منزلهما اثناء اشتباك بين قوات الأمن وإسلاميين متشددين في قرية قرب مدينة الشيخ زويد القريبة من قطاع غزة ومن الحدود مع إسرائيل. وأضافت المصادر أن أربعة من أقارب الطفلين أصيبوا. واشتد تمرد إسلامي معقله شمال سيناء بعد أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز 2013 بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه. وقتل مئات من قوات الأمن في الهجمات. وتنفي جماعة الإخوان وجود صلات بينها وبين متشددي سيناء لكن الحكومة لا تفرق بينهما. وعبرت الجماعة يوم الجمعة عن استيائها إزاء الاشتباكات بين قوات الأمن والمتشددين في شمال سيناء والإجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش. وقالت في بيان في صفحتها على فيسبوك "إن ما يحدث مع أهلنا في سيناء العزيزة من قتل العشرات وهدم البيوت وحرق المزارع وانتهاك الحرمات لا بد له من نهاية فالدم المصري كله حرام." واضافت قائلة "لا حل لهذا الوضع إلا بعودة الجيش إلى ثكناته وإعادة الاعتبار والحقوق لأهلنا في سيناء... والقصاص لكل الدماء." وتنظيم ولاية سيناء هو أكثر الجماعات الإسلامية نشاطا في شمال سيناء وكان يسمي نفسه جماعة أنصار بيت المقدس قبل أن يعلن في نوفمبر تشرين الثاني انضمامه لتنظيم الدولة الإسلامية ومبايعته لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الذي أعلن الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا. وقالت الدولة الإسلامية اليوم الجمعة في نشرة أخبار يومية تبثها على تويتر إن "رجال الدولة الإسلامية" شنوا هجمات سيناء. وقال زاك جولد من معهد الدراسات الأمنية الوطنية في تل أبيب إن العادة أن يشن الإسلاميون المتشددون هجماتهم على نقاط التفتيش الأمنية خارج المدن في شمال سيناء وإن شن الهجمات على منشآت أمنية في العريش يمكن أن يكون مؤشرا إلى تصاعد قدراتهم. وكان هذا الأسبوع داميا لمصر. فقد قتل أكثر من 25 شخصا في مطلع الأسبوع حين فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين غاضبين أغلبهم من جماعة الإخوان المسلمين مما يعتبرونه نظاما بوليسيا في بلدهم. وبعد هجومين للمتشددين في أكتوبر تشرين الأول أسفرا عن مقتل 33 من رجال الجيش أعلنت مصر حالة الطواريء في أجزاء من شمال سيناء وسرعت من خططها لإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر في رفح الحدودية مع قطاع غزة بإزالة منازل وأشجار ودمرت أنفاقا تقول إنها تستخدم لتهريب أسلحة إلى سيناء. ويقول السيسي الذي كان في منصب وزير الدفاع قبل انتخابه رئيسا إن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب وإن حلفاء غربيين وخليجيين يدعمونها. ونعى رئيس الوزراء إبراهيم محلب الضحايا. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه وصف الهجمات بأنها "عمل إرهابي غادر". وأضاف "أرواحنا جميعا فداء للوطن ومستعدون للتضحية بها في أى وقت." وشارك محلب ووزير الدفاع الفريق اول صدقي صبحي ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي في مراسم تشييع للضحايا في القاهرة. وبعد الجنازة سلمت جثامين الضحايا إلى ذويهم. وقال تنظيم ولاية سيناء معلنا المسؤولية عن هجمات شمال سيناء "هجوم موسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح." وفي مدينة الإسكندرية الساحلية وقع انفجاران في غرب المدينة يوم الجمعة استهدف أحدهما دورية أمنية مما أدى لإصابة ضابط ومجند. وقالت شاهدة عيان "الانفجار حطم واجهات محلات تجارية وسيارات. الناس كانت تصرخ من الفزع." وقالت وزارة الصحة في بيان إن الانفجار الثاني أسفر عن إصابة مدنيين اثنين. ومن ناحية اخرى قالت مصادر أمنية إن ضابط شرطة أصيب في هجوم بقنبلة خلال محاولة قوة أمنية إلقاء القبض على ناشط إسلامي من منزله في مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية المجاورة للقاهرة صباح الجمعة. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن ستة مسلحين ملثمين أنزلوا ركاب حافلتين عامتين في المدينة وأشعلوا النار فيهما. وأضافت المصادر أنه في وقت سابق يوم الجمعة أصيب ثلاثة أشخاص في انفجار قنبلة تركت بجوار مبنى مجلس مدينة الخانكة إحدى مدن القليوبية أيضا. واضافت أن قنبلة صوت ألقيت قرب نقطة تفتيش أمنية في قرية أبو زعبل المجاورة. ومنذ انتفاضة 2011 التي أسقطت الرئيس الأسبق حسني مبارك تشهد مصر اضطرابات سياسية تخللها عنف واسع.