روى ل"يمنات" جندي من قوات الأمن الخاص، اقتحام مسلحي اللجان الشعبية لمبنى المجلس المحلي لمديرية دار سعد بمحافظة عدن، جنوب البلاد. و قال الجندي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مسلحي اللجان الشعبية، بدأوا بمحاصرة مبنى المجلس المحلي، عند حوالي الواحدة من فجر أمس الاثنين. و أضاف: تم قصف المبنى بالبوازيك و المعدلات و الأسلحة الخفيفة، و تم حصاره من أكثر من جهة. و أشار إلى أن القصف على المبنى تم من سطوح فنادق مجاورة، و تم الالتفاف من الخلف، و الدخول إلى المبنى عبر حوش تابع للبلدية تتولى حمايته الشرطة العسكرية. و لفت المصدر، إلى أن مسلحي اللجان الشعبية دخلوا حوش البلدية دون مقاومة من جنود الشرطة العسكرية. و أكد أن جنود الأمن المركزي الذين لا يزيد عددهم عن "14" جندي، انتشروا في المبنى و لم يقاوموا مسلحي اللجان الشعبية. و كشف أن كثافة القصف التي تركزت على المبنى من سوق الكراع و سطوح فنادق مجاورة، تسببت في اصابة الجنديين عبد الجبار الأسعدي و راشد الطاهري. و أشار إلى أن الجنديين يرقدان في مستشفى أطباء بلا حدود و مستشفى البريهي، موضحا أن إصابة الأسعدي خطيرة و حالته الصحية حرجة. و نوه إلى أنهم تواصلوا بقيادة الأمن الخاص في عدن، و تم ابلاغهم بأن الشيخ ياسر العزيبي سيأتي إليهم لفك الحصار. و أشار إلى أن العزيبي قدم إليهم و أخرجهم على سيارته و سيارات أخرى، و نقلهم إلى نقطة الرباط الواقعة في المدخل الشمالي لمدينة عدن. و أفاد بأن توجيهات صدرت بضمهم إلى القوة الأمنية المرابطة في نقطة الرباط. و كشف أن أدواتهم التي تركوها في مبنى محلي دار سعد، تعرضت للنهب، و أن من بين الأدوات ملابس و مبالغ مالية و أدوات و أوراق شخصية. و لفت إلى أن مسلحي اللجان الشعبية نهبوا أيضا طقم و سيارة هيلوكس يتبعان الأمن الخاص، كانتا في المبنى. و أشار إلى أنهم ظلوا تحت الحصار من الواحدة فجرا حتى بعد صلاة الفجر، و أن الجريحين ظلا ينزفان طيلة تلك الفترة. و كانت مواجهات نشبت بين اللجان الشعبية و قوات الأمن المركزي في أكثر من مكان بمدينة عدن، و اسفرت عن سيطرة اللجان الشعبية على كثير من المباني الحكومية في عدن. و توصل الطرفان إلى اتفاق تهدئه في اجتماع للجنة الأمنية بحضور محافظي عدن و لحج و أبين، قضى بسحب قوات الأمن المركزي من المباني الحكومية و تسليم المباني و المقار الحكومية التي استولت عليها اللجان الشعبية للشرطة العسكرية و قوة من الجيش. و يرى مراقبون أن الاشتباكات المتكررة بين اللجان الشعبية و الأمن الخاص، نسخة مؤجلة من الصراع الذي دار في صنعاء بين مسلحي الحوثي "اللجان الشعبية" و قوات الحماية الرئاسية في صنعاء أواخر الشهر الماضي، و اسفرت عن سيطرة اللجان على دار الرئاسة. و توالي اللجان الشعبية في عدن شقيق الرئيس هادي، ناصر منصور هادي، الذي يشغل منصب وكيل جهاز المخابرات في محافظاتعدنولحج و أبين، فيما توالي قيادة الأمن الخاص جماعة الحوثي، التي تسيطر على قيادة العامة لقوات الأمن الخاص، منذ تولي العميد عبد الرزاق المروني لقيادتها قبل ثلاثة أشهر.