كشفت صحيفة "الشارع" اليومية تفاصيل المواجهات التي دارت أمس الأول بين مسلحين قبليين و قوات الجيش، في ردفان بمحافظة لحج، جنوب البلاد. و نقلت الصحيفة، عن العقيد الركن ناجي العرشي، أركان حرب اللواء 201 مدرع، المرابط في محور العند، بمحافظة لحج، أن المفاوضات التي يجريها عدد من المشايخ والوجهاء مع مسلحين تابعين للحراك الجنوبي، فشلت، في إطلاق سراح الضباط والأفراد الذين اختطفوهم قبل أكثر من 13 يوماً. و قال العقيد العرشي: فشلت الجهود والمساعي التي بذلت لإطلاق سراح الضباط والجنود التابعين للواء. و أضاف: عندما فشلت المفاوضات، قمنا، أمس (أمس الأول)، بفتح الخط بقوة السلاح، بعد أن جهزنا حملة وكتيبة معززة، وتحركنا ومسحنا الخط، وتمكنا من فك الحصار على الكتيبة التي كانت محاصرة في منطقة الحبيلين. و تابع: يبدو الأن أن المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية في ردفان سوف يستأنفون المفاوضات مع الخاطفين للضباط والجنود. و نفي أركان حرب اللواء 201 مدرع صحة ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية عن حصولهم في اللواء على الضوء الأخضر للقيام بعمل عسكري ضد الخاطفين في حال رفضوا إطلاق سراح هؤلاء الضباط والجنود. و قال العرشي: هذه التصريحات التي نسبت إلينا هي غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة، وقد استغربت ورود أسمي في مثل هكذا تصريحات مفبركة وغير حقيقية. و أضاف: في الحقيقة أنا لم أصرح ولم أدل بأي معلومات بشأن استخدام القوة ضد الخاطفين من عدمه. و تابع: عندنا ضوء أخضر وتوجيهات صريحة من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة للقيام بفك الحصار عن الكتيبة العسكرية التي كانت محاصرة في ردفان، وفتح الطرقات التي تعرضت للقطع، وكذا رفع النقاط التي تم استحداثها من قبل المسلحين أو غيرهم. وهو ما تم بالفعل؛ حيث تمكنا من فتح كل الطرقات وإزالة كل النقاط التي نصبها المسلحون. وكل شيء الآن على ما يرام، والحياة عادت إلى طبيعتها. و أكد العقيد العرشي أن الحملة العسكرية التي خرجت من محور العند تمكنت، صباح الخميس الفائت، من فتح الطريق في منطقة تقع خلف "الملاح" وفتح طريق أخرى قطعها المسلحون في "القطن" و "الرويد" و "الجدعان" و "الحمراء". مشيراً إلى أن الحملة العسكرية تمكنت أيضاً، من رفع النقطة التي نصبها المسلحون في منطقة "الرويد"، ونقطة ثانية نصبوها في منطقة "البويبين"، ونقطتين أخريين نصبوهما في منطقة "الجدعان". و قال العرشي: استخدمنا القوة، وضربنا كل المراكز التي كان المسلحون يتمركزون فيها، وتمكنا بعدها من فك الحصار عن الكتيبة العسكرية التي كانت محاصرة من قبل المسلحين، وزودنا أفرادها بكل المواد الغذائية، ووضعنا العشرات من الجنود في تلك النقاط التي كانوا يتمركزون فيها. و أضاف: جرى تبادل لإطلاق النار مع المسلحين .. اشتبكنا معهم بالدبابات والرشاشات والمدافع والبوازيك، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وفي المقابل أصيب ثلاثة من جنودنا، توفي أحدهم اليوم (أمس)، وأسمه الواحدي. و كان مسلحون من الحراك الجنوبي قد اعترضوا، صباح 15فبراير الجاري، في قرية "الحمراء" بردفانِ، طريق 12 فرداً من منتسبي اللواء201 مدرع، بينهم العقيد الركن عبد السلام زين علي البيحاني، رئيس عمليات اللواء 201، والعقيد الركن رضوان محمد صلاح، قائد قطاع الحبيلين العسكري وقائد الكتيبة الثانية سابقاً، والعقيد الركن أحمد الشراري، الذي عين في قيادة هذا القطاع بدلاً عن رضوان صلاح. و قالت "الشارع" إنها على أسماء بقية الضباط والجنود المختطفين، وهم: المقدم أحمد البناء، الرائد أحمد على حزام، المقدم عبد الفتاح ثابت سالم، الملازم منيف الحميري، المساعد عبد الكريم عبد الله البشاري، المساعد صبحي، المساعد منصور سليمان، وعقيد من الجوية لم يعرف اسمه، والجندي ياسين سالم صالح، ورقيب ثاني منصور صالح قايد سعيد، ورقيب ثاني محمد أحمد ردمان، ورقيب ثاني عبده مراد أحمد. و نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري ثاني إن هؤلاء الضباط والجنود كانوا على متن باص يتبع العقيد الركن الشراري، وكانوا يرتدون ملابس مدنية وبدون أسلحة وفي طريقهم إلى قيادة قطاع الحبيلين العسكري، كونهم لجنة عسكرية هدفها إجراء عملية الاستلام والتسليم لقيادة القطاع والكتيبة الثانية بين الأخير والعقيد رضوان صلاح. و أوضح المصدر أن مسلحي الحراك الجنوبي تقطعوا لهؤلاء الضباط والجنود في قرية "الحمراء"، قبل أن يصلوا إلى قيادة القطاع العسكري للقيام بمهمتهم. و قال المصدر العسكري: تلقينا معلومات تفيد بأن المسلحين هددوا بذبح الضباط والجنود المختطفين في حال عدم التجاوب مع مطالبهم المتمثلة بسحب الوحدات العسكرية من جميع مناطق ردفان، وردينا عليهم وقلنا لهم إن القيام بمثل هذه الجريمة ستكون نتائجه وخيمة وأنهم لن يفلتوا من العقاب.