محاربة الإرهاب والقضايا الساخنة في الشرق الأوسط، لا سيما الأزمة السورية، كانت محور مباحثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطرق في بداية حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو الخميس 28 مايو/أيار بعد المباحثات إلى نية روسيا والإمارات تعزيز التعاون بينهما في مجال محاربة الإرهاب وذلك من خلال علاقاتهما الثنائية وعبر التنسيق بين البلدين على الساحة الدولية "روسيا والإمارات ستعززان التعاون في مجال محاربة الإرهاب من خلال العلاقات الثنائية وعبر مشاركة البلدين على الساحة الدولية وانطلاقا من الخطورة التي يشكلها تنظيم ما يسمى ب الدولة الإسلامية الذي يشكل تحديا للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان بدوره قال إن محاربة التطرف لا يتم فقط بالعمليات العسكرية، بل يتوجب التأثير عليه سياسيا وأيدلوجيا" بغض النظر عن أن التطرف هو مسألة ايدلوجية، نرى اليوم أن التطرف يخترق مصير الدول والشعوب.. يجب التأثير عليه في المجال الايدلوجي والسياسي، لكي نمنع تحدياته بشكل قاطع في المجتمع واقتصاد الدول". وقال لافروف إن موسكو لا تؤيد دعم الولاياتالمتحدة للمعارضة السورية المسلحة، واعتبر ذلك قصر نظر. " الأمريكيون يعتقدون أن قتالا فعالا من قبل المعارضة المعتدلة سيجعل النظام أكثر مرونة وفي نفس الوقت سيضر بما يسمى "الدولة الإسلامية"، "جبهة النصرة" وتنظيمات إرهابية أخرى.. موسكو تعتبر هذه الخطوة قصر نظر، وذلك لأن التجربة في الأعوام الأخيرة توضح أن غالبية ما يسمى بالمعارضين المعتدلين الذين نالوا المساعدة على شكل سلاح ودعم مادي ومساعدة المستشارين العسكريين الأجانب، في نهاية المطاف كل هذا صب في جهة الإرهابيين". وردا على سؤال موفد RTبشأن تحسن العلاقات الأمريكية الروسية، قال لافروف: "سنستمر مع الولاياتالمتحدة في الحوار على أساس التوجه المعلن بشأن حوار وطني - سياسي بين جميع القوى السورية". وأشار لافروف إلى أن الموقفين الروسي والأمريكي يتقاربان بشأن تسوية الوضع في سوريا " في الحقيقة، أعتقد أن لدينا تقاربا في المواقف مع الولاياتالمتحدة وقبل كل شيء فيما يخص الإعلان، أن لا بديل عن التسوية السياسية في سوريا على أساس بيان جنيف من شهر يونيو 2012. لكننا لا ندعم الموقف الأمريكي الذي يؤيد تسليح المعارضة المسلحة". واتهم لافروف الغرب بنسيان الدعوات التي أطلقت في قمة الثماني عام 2013 بشأن توحيد القوى السورية لمحاربة الإرهاب "أشير إلى أننا اليوم استذكرنا وثيقة قمة الثماني عام 2013 في ايرلاندا الشمالية التي أعدتها الدولة المضيفة، بريطانيا وتضمنت دعوات للحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة السورية إلى توحيد الصف في محاربة الإرهاب. تبادلنا الرؤى بشأن هذه الحقيقة التاريخية، للأسف، هذه الدعوة بقيت حبرا على ورق". وشدد الوزير الروسي على أن لروسيا والإمارات مواقف موحدة بشأن حل المشاكل الداخلية لدول الشرق الأوسط عبر الحوار الوطني. وأشار إلى أن الوضع في اليمنوسوريا وليبيا والعراق نوقش مع الجانب الإماراتي من زاوية مبدأ تفعيل الحوار بين الأطراف المتنازعة. وأضاف لافروف أن روسيا والإمارات تدعوان إلى الخروج من مأزق التسوية الشرق أوسطية المتعثرة، بناء على المبادرة العربية "أكدنا على موقفنا المشترك الداعي لإخراج مفاوضات التسوية الشرق أوسطية من مأزقها بهدف تأمين إقامة دولة فلسطينية وتوفير الأمن لجميع دول المنطقة". وفي الشأن الإيراني أكد لافروف أن مفاوضات السداسية المتمثلة بأعضاء مجلس الأمن الدائمين وألمانيا مع طهران تقترب من النهاية، مشيرا إلى أن هذا سيؤثر بشكل إيجابي على الوضع الأمني في الخليج "تبادلنا وجهات النظر بشأن المفاوضات بشأن مسألة إيران النووية، المفاوضات تقترب من النهاية، النتيجة ستؤدي إلى توفير الأمن في المنطقة". و أعرب لافروف عن ارتياح روسيا والإمارات بشأن تطور التعاون بين البلدين على مختلف المستويات. "تبادلنا تقييم وضع علاقاتنا الثنائية ونحن راضون عن تطورها بما في ذلك الحوار السياسي، التجارة، الاستثمار، التعاون العسكري التقني، والروابط على المستويين الإنساني والثقافي".