قالت مصادر إعلامية، إن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيصل اليوم الأحد إلى صنعاء، لاستكمال النقاش حول هدنة إنسانية في اليمن، تدفع الأممالمتحدة لإقناع أطراف الصراع على التوافق عليها، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. يأتي ذلك بعد لقاءات عقدها ولد الشيخ في الرياض مع مسئولين سعوديين و حكومة الرئيس هادي المقيمة هناك، و لقاء أخر عقده مع قيادات من أنصار الله في العاصمة العُمانية مسقط. و تأتي زيارة ولد الشيخ المرتقبة إلى صنعاء، بعد فشل مشاورات عقدت في العاصمة السويسرية جنيف، الشهر الماضي، برعاية الأممالمتحدة، أظهرت وجود هوة بين وفدي الرياض و صنعاء، اللذان حضرا المشاورات دون أن يجلسا على طاولة واحدة. و تقول مصادر إعلامية، إن ضغوطات أمريكية و أوروبية تمارس على الطرفين، لإبداء مرونة في التعاطي مع ما تطرحه المنظمة الدولية، حيث تصر حكومة هادي على تطبيق قرار مجلس الأمن 2216، الذي ينص على انسحاب مسلحي أنصار الله من المدن، فيما يصر أنصار الله على حوار بين المكونات السياسية، استمرار للحوار الذي كان قائما في العاصمة صنعاء قبيل بدء غارات الطيران السعودي على اليمن التي بدأت في ال26 مارس/آذار المنصرم. بالمقابل صعدت السعودية خلال الثلاث الأيام الماضية من غاراتها على العاصمة صنعاء و بعض المحافظات، مستهدفة عددا من المواقع العسكرية و المؤسسات الحكومية و منازل مواطنين، في إشارة لعدم وجود رغبة لإعلان هدنة إنسانية، على الرغم من تناقل وسائل إعلامية أنباء عن موافقة السعودية على هدنة محددة استجابة لاتصالات دولية مكثفة يجريها أمين عام الأممالمتحدة و فريق من الدبلوماسيين الأجانب. لقاء ولد الشيخ قبل يومين في مسقط بقيادات أنصار الله المقيمين هناك منذ أكثر من شهر، بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي و السفير الألماني، يشير إلى جهود دبلوماسية أوروبية، تدفع باتجاه إعلان هدنة إنسانية في بلد بات على مرمى حجر من المجاعة، و هو ما أشار إليه بيان مشترك للممثّلة العليا نائبة رئيس المفوّضية الأوروبية "فيدريكا موغريني" و مفوّض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات "كريستوس ستيليانيديس" حول أزمة اليمن، أكد من خلاله دعمه لجهود الأممالمتحدة الراهنة، للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بشكل دائم و مستدام. و ابدأ أنصار الله رغبتهم في هدنة إنسانية على لسان رئيس اللجنة الثورية، المكلفة بإدارة الدولة، محمد علي الحوثي، في حين لا تزال الرياض و حكومة هادي تصر على تنفيذ القرار الأممي الأخير مقابل وقف إطلاق النار. و فيما يتشاءم مراقبون من أن تتوافق الأطراف على هدنة جديدة، مرجعين ذلك للتباعد بين صنعاء و الرياض، في شروط الهدنة، يرى آخرون أن جميع الأطراف باتت منهكة و صارت الهدنة هي المقدمة لوقف دائم لإطلاق النار تمهيدا لإطلاق جولة جديدة من الحوار. متابعون يرون أن الرياض و حلفاؤها اليمنيين، قد يعرقلون الهدنة باشتراطاتهم تنفيذ قرار مجلس الأمن، مستفيدين من السخط الذي احدثته قرارات التعيين التي تتوالى من اللجنة الثورية العليا لعدد من كوادر الجماعة و المحسوبين و بشكل متصاعد منذ شهر، و الذي قد تضرب التحالف بين أنصار الله و بين الرئيس السابق صالح و حزبه، غير أن آخرون يرون هذه القرارات المتسارعة من أنصار الله تهدف لاستيعاب عناصرهم في مؤسسات الدولة، استباقا لتسوية سياسية قادمة، يجري طبخها بهدوء عبر أطراف دولية و إقليمية خلف الكواليس.