من لوعة الأبداع ترجمت أحاسيس حروفها على أوراق بيضاء تحولت الى لوحات ابداعية مخضرة بالجمال والروعة وحدائق غناء ذات مخزون ثقافي هائل ..كلماتها من الياقوت وحروفها من الأبريز الخالص..حفرت أبداعاتها على صدر الزمن... الزميلة الصحافية والشاعرة المصرية المتألقة/رحاب زيد التي توقفنا لنجني ثمار حديثها في هذا الحوار .. حوار/فارس ابو بارعة سؤال أعتدناه في البداية وهو التعريف بشخصك الكريم لمن لايعرفكم مع أني أشعر ان لك جمهوراً كبيراً..؟ .. رحاب محمد أحمد زيد خريجة تجارة اقتصاد ودبلوم لغة انجليزية رفيعة المستوى اكتب منذ كان عمري 10 سنوات كنت اكتب حكايات الاطفال وقصصاً للصغار ومذكرات ما يحدث بيني وبين صديقاتي ثم خواطر.. أنضممت للإعلام الطلابي حتى الجامعة حصلت على الجائزة الاولى للقصيدة في السنة الثالثة بالكلية.. كتبت في جريدة القناة وانا في السنة الرابعة ثم بعد التخرج عملت بجريدة النهار المصري ثم لأخبار المرأة والاسبوع والضمير الدولي حتى حصلت على عضوية المجلس الأعلى للصحافة .. نشرت لي قصائد في الاهرام المسائي ومجلة كلمتنا للشباب وانضممت للجنة الأدبية والفكرية المختصة بالأدب العربي.. صدر لي ديوان «لأني امرأة» عن دار نفرو للنشر والتوزيع وهو يتكون من 15 قصيدة يغلب عليها الطابع الرومانسي . ماذا تودين ان يقال لك:رحاب الأعلامية أم الشاعرة؟ولماذا؟ .. عموما لا أحب التصنيف شاعرة أديبة وأُفضل ان يقال علي كاتبة لأن الكتابة لا سماء لها فهي تضم الشعر والأدب والقصة. في كتاباتك الصحفية وكذا الأدبية والشعرية.. بمن تهتمين بالمرأة العربية أم المصرية على وجه الخصوص..؟ ولماذا ؟ .. المرأة العربية عموما لأن المرأة المصرية هي جزء من المرأة العربية والمرأة في مصر هي المرأة في الشام هي المرأة في السعودية وفي اليمن كل واحدة فيهن تحمل في جوفها قلباً به ثمة أوجاع وأنا أشعر دائماً بنبض المرأة العربية المرهق من كثرة ما عانت. المرأة المصرية التي تقدم على الشاشات العالمية ماذا تقولين عنها؟؟ .. المرأة المصرية هي ليست ما يظهر في معظم الافلام على العكس هناك فتيات يفاخر بهن في ثقافة الفكر والعلم والأدب وأخلاقيات تسمو بالروح وليست مجرد انثى مهمشة فكريا .. كيف تنظرين لوضعك كامرأة ولوضع المرأة العربية عموماً؟ .. بالنسبة لوضع المرأة العربية أنا أرى أنها على أعتاب أن تفتح الباب الموصد في وجهها وهي تطرقه بعنف رافضة ان يوصد في وجهها مرة أخرى أما وضعي كامرأة فاعتقد انه وضع جيد رغم عدم حصولي على حقوقيٍ بأكملها فأنا في النهاية بنت الشرق الغارق في التقاليد المعقوف بالخوف على الفتاة المغلغل بأعراف تحول بيننا وبين الوصول في الوقت الحالي الى ما نبغي. هل عمل المرأة شيء يدعو للأسف ويؤخر زفافها؟ .. المرأة القابعة في منزلها هي امرأة منسلخة عن الواقع الذي نحياه لا تواكب الأحداث عندها حالة انفصال عن المجتمع وهي كثيرة المشاكل معه لأنه لا شيء يشغلها خصوصا وان كان الابناء في المدرسة ولكل واحد منهم اتجاهه فيصبح خروج ودخول الزوج همها وشغلها الشاغل او تعتبره تسليتها المباشرة .. اتركها تعمل وتثبت ذاتها اتركها تشتغل أعمال لا تنسيها ان لديها بيتاً وزوجاً ورسالة لابد ان تؤديها كما ينبغي. ماذا تعرفين عن اليمن...؟ .. اليمن بلد عربي شقيق جميل، شعوري أنه انعزل كثيراً عن اشقائه وهو ما قاده الى هذه الأزمات الكثيرة التي تراها اليوم وعلاج ذلك اندماجه مع اشقاؤه مرة اخرى وتنشيط السياحة لليمن ومحاولة اجراء المؤتمرات والتبادل الطلابي لتتسع رقعته المعرفية والاقتصادية. هل تقبلين أن يكون شريك حياتك من اليمن؟ .. بالنسبة لي زواجي من اي رجل عربي ليس ثمة مشكلة فكلنا عرب أبناء وطنٍ واحد وان اختلفت الطباع والحياة الفكرية والنمط المعيشي ولكن هذا الاختلاف ايضاً ينتج عنه فكر أكثر وعياً وإدراكاً واختلافاً في نفس الوقت ولن أعبأ بأي جنسية يحملها صاحبها المهم أي قلب يحمل بداخله لأن ما يهمني أن أحب هذا الرجل وبعنف ولو خيروك بين اليمن ودول الخليج أيهما تختارين..؟ .. هذا يتوقف على نوعية الأختيار بين ماذا وماذا؟ هل بين معيشة في اليمن ومعيشة في الخليج ام زواج بالنسبة للمعيشة فبالنسبة لي لا اختلاف فكلنا عرب وكل الوطن العربي وطني طالما نتحدث بلسان عربي اما بالنسبة للزواج فأنا أرى ان اليمن فيها الكثير من التقاليد المصرية وهذا سيكون أكثر راحة في تقارب وجهات النظر . ماهي القصيدة التي ستهديها لجمهورك من القراء في اليمن؟ .. بالطبع هذا شيء يشرفني وسأهدي للجمهور الحبيب القصيدة الرئيسية للديوان والتي سمي الديوان بإسمها وهي أقرب القصائد إلى قلبي (لأني امرأة) عشش الحزن في أنحائي وعربد في مدائني بفوضى وهمجية أخاف أن تحترق فيك يوماً أحلامي الوردية أخاف أن أبني في هواك قصوراً ورقية فتعصف بها رياح الغدر وتنهار أسقفها الرملية لأني امرأة لا يرضي غرورها العقود والجواهر ولا كلمات غزل لكيانها ومديح عابر ولا ينحني كبرياؤها أمام ريح ثائر لأني امرأة.. أحمل بداخلي كل المتناقضات رومانسية حالمة حنونة مجنونة حمقاء أحبك بهووس وجنون ووله وأذوب فيك عشقاً وتهور وسفه وأغار عليك من نجمة تغازلك بأضوائها الفضية لأني امرأة.. رحاب زيد..ماهي الساعات المفضلة لديك..؟ولماذا؟ .. ساعات الليل فأنا أعشق المساء بكل تفاصيله بهدوئه وتناغمه وسماؤه, وأعتبره كنزي الذي لم تمنحني الحياة إلا إياه هل زار الحب قلب رحاب ؟ وهل خضت تجربة غرامية؟ .. نعم جربته وكان معقود قرآني بعد قصة حب عميقة ولكن انفصلنا بعد عقد القران وباءت القصة بالفشل لا لقلة ذكاء ولكن لأن هناك قدراً قد رتب كل شيء . ماذا تعني لك الكلمات الأتية:الحب..الزواج..الأعلام..الشعر..مصر..المرأة...الرجل..الصداقة..الزميل؟ الحب : هو نبض الحياة وسرها. الزواج : لابد ان يكون قائما على الحب. الإعلام: هو الثورة، ولولاه لعانت دنيانا من العقم وتقيح الفكر ولكن مشكلته التي يعاني منها الآن اهتزاز المصداقية الشعر : هو الماء والهواء هو الاحساس هو زفرة الانفاس التي تحتوي الصدر وتخرج بدفئه. المرأة : كتلةإحساس تلك المتصابية الطفلة الشديدة المراهقة رغم تعدد سنوات عمرها حين تعشق يختل كيانها وعقلها وتكون مسلوبة الإرادة.. المرأة قلب يموج وجعاً وحباً وأقول لها لا تتوقعي أن تجدي رجلا صادقا تمام الصدق فأجمل ما في الرجال كذبهم المنمق الذي يلهو داخل أعينهم كالطفل الصغير وأجمل ما فينا نحن النساء أننا نفهم كذبهم ونحتويه ونوهمهم أننا نصدقهم في حين أننا ندرك أن الحقيقة ليست كل ما يحدث ولا كل ما يقال ولا كل ما يهمس به وبداخل القلب زفرة تهدهده وهي تقول له يا لك من طفل مغامر مقامر عنيد. الرجل: هذا المنتشي الذي يعلم انه مهما يفعل سيظل كامناً في الحنايا الصداقة: هي أجمل الأشياء وجوداً وأندرها وقلما يجود الزمان علينا بصديقٍ صدوق. الزميل: هو شخص ألقي عليه التحية وبعض الابتسامات ولكن لا يمتلك تلك الرقعة بداخلي والتي تجعلني ابحث عنه لألقي بعضاً من أحزاني لديه. هل لديك ورود تهدينها..ولمن..؟ .. ورودي أهديها أولا لبلدي وللوطن العربي أجمع ولليمن الحبيب ثم لأبي رحمه الله ثم لأمي. كلمة نختم بها لقاءنا؟ اشكرك على هذا الحوار الممتع الشيق والذي أعطاني مذاقاً ونكهة كنت قد أفتقدتها في ظل الزوابع الاعلامية وما تحويه. واهديك هذه الكلمات البسيطة قالت له أحبك..فأمنحني أماناً وبيتاً وطفلاً..قال لها كيف ورصيدي في الحياة صفراً..قالت أريد فقط شراشف طعام وقربة وسريراً يضم حلماً..قال لها لا أستطيع أن أجهر بحبك وسيظل حُبكٍ في القلب سراً..فرحلت وهي لا تمتلك إلا الإنتحار صمتاً.