جدد أولياء دم الدكتور درهم القدسي رفضهم إحالة ملف القضية الى المحكمة مع استمرار قصور الأجهزة الأمنية عن الوصول الى بقية الجناة «على الرغم من وجودهم في العاصمة صنعاء وتحركهم بحرية في شوارعها وأسواقها وتنقلاتهم منها واليها». وطبقاً لرسائل عبر هاتف «يمن موبايل» فإن المحكمة الجزائية المتخصصة بأمن الدولة وجرائم الإرهاب سوف تبدأ الثلاثاء المقبل عقد أولى جلساتها بشأن قضية مقتل الدكتور القدسي وهو ما يعتبره شقيقه المحامي رضوان قتلاً للقضية بعد قتل الدكتور في مخالفة قانونية صارخة. وإذ يستغرب التباطؤ في اجراءات القبض على الجناة يبدي اندهاشه من استعجال إحالة الملف الى المحكمة في حين ما يزال أهم الفاعلين المباشرين في القتل «فارين من وجه العدالة» حسب التوصيف الرسمي رغم معرفة مكان أو أماكن وجودهم وتمتعهم بالحرية المطلقة في الحركة والتنقل. «الاستعجال بإحالة الملف الى المحكمة يلحق بنا ضرراً فادحاً نحن الذين طالبنا بالامتثال للقانون» يقول المحامي رضوان لأنه يهدر دم الشهيد و«يدفعنا دون رضانا الى أخذ حقنا بأيدينا». ويضيف مهدداً ومحملاً الجهات الرسمية مسؤولية ذلك وعواقبه الوخيمة. يوضح: مماطلة الجهات الأمنية في ضبط الجناة إهدار لقواعد رئيسية في القانون، وجعلت ملف القضية غير مكتمل حتى الآن؟ وإحالته الى المحكمة باطل لنقص إجراءات تحقيق كان لابد منها كقواعد أساسية كالتوصل الى الجناة أما أن يكونوا كما هو الحال الآن باعتبارهم فارين من وجه العدالة فذلك يتيح الطعن في أي حكم قد يصدر حتى ولو صدر من المحكمة العليا بحسب بطلان قاعدة في النظام العام ويسمح بالتالي إعادة القضية من نقطة الصفر، أي الى المحكمة الابتدائية؛ لأن الفار من وجه العدالة غير معلوم مكان وجوده. «لماذا الاستعجال» يتساءل «طالما والقانون يلزم السير في التحقيق لمدة ستة شهور باقي منها حتى الآن أربعة!!». «نعم الاستعجال يوفر خدمة للجناة بإيقاف التحري عنهم أو تخفيف التحري» يضيف المحامي رضوان. يتهم السلطة بالانحياز الكامل للجناة على حساب تحقيق العدالة وانصاف أولياء الدم والذهاب الى تيئيسهم وإجبارهم على الاستسلام لعدم المطالبة بالحق أو دفعهم لأخذ حقهم بأيديهم «في سياسة وتوجه مبرمج لسيادة منطق قانون البلطجة والسوقية والضحك على من يطالب بالقانون» حسب تعبيره. هو يقارن بين التعامل مع قضية مقتل شقيقه ومقتل طالب في جامعة صنعاء ويتساءل: هل هناك مواصفات خاصة للمواطن ودرجات مواطنته؟ ما المطلوب حتى تكون لنا قيمة متساوية مع الآخرين؟ يقول: ليس الجناة خصومنا فحسب، بل المتنفذون أيضاً. ينتقد عدم التحقيق مع جميع الاطراف المتهمين أو من يمثلهم، ويذكر من ذلك حراسة المستشفى الذين هربوا منها وهناك شك فيهم كمدانين أو مهملين ومقصرين في واجبهم أو كشهود لكن لم تسأل السلطات عنهم حتى الآن. ويضيف: أحد المحبوسين متهم بالتستر على جان بينما يعترف هذا الجاني بأن جناة آخرين موجودين في منزل الشيخ الأجدع في صنعاء، فلا تستدعي السلطات هذا الشيخ كمتستر على الجناة رغم اعلانات وزارة الداخلية بتسليمهم. كان أولياء الدم والمتضامنون واصلوا الاعتصامات الأسبوعية أمام مجلس الوزراء كما اعتصموا الثلاثاء الماضي أمام مجلس النواب وسلموا السلطتين التنفيذية والرقابية رسالتين تشتكيان من محاولة الأجهزة الأمنية والنيابة دفن القضية. وهتف المعتصمون بشعارات موحدة مع طلاب جامعة صنعاء عن قتل الطالب والدكتور مطالبين بتحقيق العدالة. وفي تعز احتشد الآلاف من أبناء عزلة قدس مسقط رأس الشهيد معتصمين مع المتضامنين من مدينة تعز أمام مقر المحافظة. وقدر المتضامن نبيل القدسي حجم المعتصمين بخمسة آلاف شخص من الرجال والنساء في أكبر اعتصام يقام في تعز حتى الآن. بدا لافتاً أن استاذاً في جامعة تعز من أولياء الدم هدد باللجوء الى طرق جديدة لأخذ الحق. وقال الدكتور عبدالله محمد سعيد أمام المحتشدين ان جميع السبل مطروحة في القضية. وأضاف: إذا لم توجد العدالة فنحن على استعداد لأخذ حقنا بأيدينا.