ذكرت مصادر حكومية تركية ان تركيا ستواصل السعي للحصول على دعم دولي لإقامة منطقة آمنة محمية من الخارج داخل سوريا بعد إخفاق اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع في تقديم أي شيء أكثر من خطة فرنسية بنقل مزيد من المساعدات للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن فرنساوتركيا حددتا "مناطق محررة" في الشمال والجنوب خرجت عن سيطرة الرئيس بشار الأسد ويمكن إن تصبح ملاذا للمدنيين المحاصرين في حالة الفوضى اذا تم توفير تمويل لها وأديرت بشكل ملائم. ولكن الخطة الفرنسية لتخصيص قدر كبير من مساعداتها لسوريا في المستقبل والتي تبلغ خمسة ملايين يورو(6.25 مليون دولار) لتلك المناطق لم تصل الى حد "المناطق الامنة" المحمية من الخارج والتي تؤيدها تركيا التي تناضل من اجل مواجهة تدفق متزايد من اللاجئين وتشعر بإحباط على نحو متزايد بسبب عدم وجود عمل دولي. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة بثها التلفزيون التركي في ساعة متأخرة مساء الجمعة ان "بشار الاسد وصل الى نهاية حياته السياسية . الأسد في الوقت الحالي لا يعمل في سوريا كسياسي وإنما كعنصر وكعامل للحرب." وقالت مصادر حكومية تركية ان انقرة ستواصل السعي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر القادم من أجل التوصل لاتفاق بشأن اقامة منطقة امنية في سوريا وانها ستحاول خلال الأسابيع القادمة الضغط على روسيا وايران اللتين تعارضان هذه الخطة بشدة. وقالت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني إن معارضي الرئيس بشار الأسد بحاجة إلى ملاذ آمن يتمتع بحماية أجنبية في سوريا حتى يمكنهم تشكيل سلطة انتقالية جديرة بالثقة. وأضافت قضماني التي استقالت من المجلس الوطني السوري هذا الأسبوع قائلة إنه يفتقر إلى الصلة بالمقاتلين على الأرض "ينبغي أن تكون قاعدة هذه الحكومة الانتقالية داخل سوريا في المناطق المحررة... يتطلب هذا وجود منطقة آمنة يمكن أن تكون مقرا لها. " ويواجه المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا غارات جوية متكررة من قوات الأسد وهناك شكوك في بعض المناطق في سيطرة المعارضة هناك بشكل فعلي نظرا لعبور المقاتلين الحدود الى تركيا للنوم هناك خلال الليل. وستتطلب الحماية الموثوق بها للمناطق "المحررة" فرض مناطق حظر طيران من قبل الطائرات الاجنبية ولكن لا توجد فرصة لضمان الحصول على تفويض من مجلس الامن الدولي للقيام بمثل هذا العمل في ضوء اعتراض روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو). وقال اردوغان "لا نستطيع القيام بمثل هذا الإجراء اذا لم يتخذ مجلس الامن الدولي قرارا يؤيده..اولا يجب اتخاذ قرار باقامة منطقة حظر طيران ثم نستطيع بعد ذلك القيام بخطوة نحو اقامة منطقة عازلة." وتعتبر بلدة اعزاز الشمالية الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود التركية "منطقة محررة" اسميا ولكن نصف سكانها على الاقل فروا وما زالت قوات الأسد تقصف البلدة من مطار عسكري قريب كل ليلة تقريبا. وقال ابو مصعب السوري قائد وحدة من المقاتلين تضم نحو 20 رجلا إن إقامة منطقة حظر طيران ستعني سيطرتهم على المطار. وقال لرويترز الأسبوع الماضي "اذا لم تكن طائرات الجيش تقصفنا فلن يستغرق الامر يومين." وقالت القوى الغربية انها لن تقدم اسلحة للمعارضين السوريين ذوي التسليح الخفيف والذين لا توجد لديهم ردود تذكر على هجمات طائرات الاسد المقاتلة والطائرات الهليكوبتر. وعقب اجتماع المجلس لبحث الأزمة الإنسانية التي تعانيها سوريا من جراء الصراع الذي بدأ منذ 17 شهرا قالت القوى الغربية إن العمل العسكري لتوفير مناطق آمنة لا يزال خيارا مطروحا. لكنهم لم يظهروا رغبة تذكر في إرسال طائرات حربية الى سوريا لحماية ملاذات آمنة او شن حملة قصف على غرار تلك التي قام بها حلف شمال الأطلسي وساعدت مقاتلي المعارضة الليبية في الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي. ويتزايد شعور الحكومة التركية بعدم الارتياح لفكرة انها تدعم المعارضة السورية المسلحة دون خارطة طريق واضحة وأكدت أكثر من مرة أنها لن تقوم بأي شكل من اشكال التدخل منفردة. وقال الميجر جنرال المتقاعد ارماجان كول اوغلو الذي يعمل حاليا محللا في مركز للدراسات في انقرة "إذا قامت بشيء كهذا منفردة فهذا يمثل احتلالا لأراضي هذه الدولة. وهذا يجب ان يتم من خلال تحالف والرغبة الأساسية لذلك هي إن يتم من خلال قرار للأمم المتحدة." وشككت الأممالمتحدة في فكرة المناطق العازلة. وقال انطونيو جوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين "التجربة المريرة أظهرت أن من النادر أن يتسنى توفير الحماية والأمن بفعالية في تلك المناطق." وقالت منظمات إنسانية إن ما يصل الى 300 الف سوري فروا من البلاد في حين نزح كثيرون داخل سوريا. وقال فابيوس إنه يجب تقديم المزيد من المساعدة للمناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.