تحمل مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اختبارات متفاوتة لكبار المسابقة، إذ يلعب في المجموعات الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة متصدرو بطولات الدوري الإسباني والإنكليزي والإيطالي والألماني. وستكون الموقعة الأقوى من نصيب تشلسي الإنكليزي حامل اللقب أمام شاختار دونتسك الأوكراني في المجموعة الخامسة، وبايرن ميونيخ الألماني أمام ليل الفرنسي في المجموعة السادسة، وكلاهما سيلعبان خارج ملعبيهما. تشلسي للانفراد ويوفنتوس للفوز الأول بظروف مثالية يدخل شاختار دونتسك وضيفه تشلسي مباراة القمّة على ملعب "دونباس أرينا"، إذ يقدِّم الطرفان موسماً رائعاً حتى الآن، ويتساويان بعد أول جولتين في المسابقة برصيد 4 نقاط، وكان شاختار اقتنص نقطة ثمينة من أرض يوفنتوس الإيطالي (1-1) في الجولة السابقة، فيما تعادل تشلسي لكن على أرضه مع بطل الدوري الإيطالي (2-2)، وكلاهما فاز على نورشيلاند الدنماركي. ويتصدَّر شاختار الدوري الأوكراني بسهولة وقد فاز بجميع مبارياته ال 12 حتى الآن ويبتعد عن أقرب مطادريه دنيبرو دنيبروبيتروفكسي بفارق 12 نقطة، بالمقابل يتصدَّر تشلسي الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق 4 نقاط عن مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي حامل اللقب، وقد فاز بسبع من أصل المباريات الثمانية التي خاضها حتى الآن. ومن المنتظر أن تشهد المباراة عودة المدافع جون تيري الموقوف محلياً إلى تشكيلة الفريق اللندني، بعد ثلاثة أيام من تأكيد رئيس النادي بروس باك استمراره كقائد للفريق، وذلك إثر إقفال ملف قضية تهجّمه عنصرياً على مدافع كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند. وسيكون تيري ورفاقه في دفاع "البلوز"، أمام خطر داهم في ظل تواجد المهاجم الأرميني هنريك مخيتريان صاحب 16 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم، إلى جانب الكتيبة البرازيلية في الفريق الأوكراني والتي يصل قوامها إلى 8 لاعبين في الوسط والهجوم أبرزهم دوغلاس كوستا وفيرناندينهو وإلسينهو ولويز أدريانو وأليكس تيكسييرا، لكن المدرِّب الإيطالي لتشلسي روبرتو دي ماتيو يمتلك هو الآخر العديد من الأوراق الرابحة لعلّ أكثرها فاعلية في الآونة الأخيرة الإسباني خوان ماتا والبلجيكي إدين هازارد والبرازيلي أوسكار. ويقف التاريخ إلى جانب شاختار، إذ لم يخسر في أربع مباريات على أرضه أمام فرق إنكليزية، وهو يلاقي تشلسي للمرّة الأولى، لكن الأخير لم يخسر في المباريات الثمانية الأخيرة ضمن المسابقة. وفي المباراة الثانية ضمن المجموعة، يسعى يوفنتوس إلى إعلان انطلاقته الفعلية في البطولة بتحقيق الفوز الأول بعد تعادلين، ويبدو مرشَّحاً فوق العادة لذلك عندما يحلّ ضيفاً على نورشيلاند الذي يشارك في المسابقة للمرّة الأولى. ويعيش يوفنتوس فترة ذهبية هو الآخر، إذ لم يخسر في آخر 48 مباراة في الدوري الإيطالي، كما انفرد بالصدارة بفارق ثلاث نقاط بعد فوزه على نابولي (2-0) يوم السبت الماضي، وهو فوزه السابع هذا الموسم مقابل تعادل واحد. لا أنصاف حلول تتّجه الأنظار في المجموعة السادسة إلى باتي بوريسوف البيلاروسي المتصدِّر "المفاجأة"، بعد فوزيه الكبيرين خارج ملعبه على ليل ثم في ملعبه على بايرن ميونيخ وبنتيجة واحدة (3-1)، إذ يستضيف هذه المرَّة فالنسيا الإسباني. لكن رجال المدرِّب فيكتور غونتشارنكو يدركون أن فريقهم لم يحقِّق أي نقطة في 6 مواجهات سابقة مع الفرق الإسبانية. أما لاعبو فالنسيا فيسعون إلى تحقيق الفوز وربما الارتقاء إلى صدارة المجموعة، وكان "الخفافيش" خسروا اللقاء الأول أمام بايرن (1-2)، قبل الفوز على ليل في الجولة الثانية (2-0). ويبدو مشوار ليل بالغ التعقيد في المسابقة، فبعد خسارتين للاعبي المدرِّب رودي غارسيا، سيواجه ضيفاً ثقيلاً هو بايرن ميونيخ المتألّق بصورة كاسحة محلياً، والطامح إلى استعادة التوازن بعد الخسارة غير المتوقّعة أمام باتي. وتشكِّل المباراة فرصة أخيرة للفريق الفرنسي إذا أراد المنافسة على إحدى بطاقتي التأهُّل عن المجموعة أو حتى الذهاب للدوري الأوروبي. ويخوض الفريق البافاري المباراة بعد فوزه الساحق على فورتونا دوسلدورف (5-0) في الدوري المحلي، ويمكن للمدرِّب يوب هاينكيس الاعتماد على تشكيلة أساسية مع احتمال غياب الهولندي أريين روبن. توهُّج ميسي وذكرياته أمام سلتيك على ملعب "كامب نو" يستقبل برشلونة الإسباني ضيفه سلتيك الاسكتلندي في المجموعة السابعة، آملاً أن يصل إلى فوزه الثالث على التوالي وتأكيد صدارته، وذلك على وقع ثلاثية نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي في مرمى ديبورتيفو لاكورونيا (5-4) في "لا ليغا" حيث يحقّق بداية رائعة سجَّل فيها 22 نقطة من أصل 24 حتى الآن. واقترب ميسي، أفضل لاعب في العالم في الأعوام الثلاثة الماضية، من رقمي البرازيلي بيليه والألماني غيرد مولر، بعد تسجيله 71 هدفاً حتى الآن في عام 2012، مقابل 75 هدفا لبيليه عام 1959 بألوان سانتوس ومنتخب البرازيل و85 هدفاً لمولر عام 1972 مع بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا، ويملك ميسي الذي سجَّل 59 هدفاً مع برشلونة و12 هدفاً مع منتخب الأرجنتين هذا العام، 8 أسابيع لتحقيق إنجاز إضافي في مسيرته الزاخرة. وتحمل آخر مباراة لبرشلونة أمام سلتيك في إياب الدور الثاني موسم 2007-2008 ذكريات غير سارّة لميسي الذي لم يُكملها بعد خروجه مصاباً، وكانت مواجهة الفريقين آنذاك آلت إلى فوز برشلونة ذهاباً في غلاسكو (3-2) وإياباً في برشلونة (1-0)، وقد سجَّل ميسي ثنائية في مباراة الذهاب. وفي ظل غياب ثنائي الدفاع كارليس بويول وجيرار بيكيه يتوقَّع أن يلجأ المدرِّب تيتو فيلانوفا إلى الدفع بالأرجنتيني خافيير ماسكيرانو والكاميروني ألكسندر سونغ في قلب الدفاع، على رغم أن الظهير البرازيلي ادريانو لعب في هذا المركز في مواجهة الكلاسيكو مع ريال مدريد (2-2)، كما يستمر غياب الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش ليحلّ مكانه الشاب مارتن مونتويا، كما سيغيب لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس الموقوف بعد طرده في لقاء بنفيكا البرتغالي بالجولة الثانية. من جهته، يطمح سلتيك إلى مواصلة نتائجه الجيِّدة قارياً، بعدما أنهى فريق المدرِّب نيبل لينون سلسلة من 20 مباراة دون أي فوز، بتغلّبه على سبارتاك موسكو الروسي (3-2) في الجولة السابقة، وكان تعادل (0-0) على ملعبه مع بنفيكا في الجولة الأولى. واللافت أن النقطة الوحيدة الأخرى التي حصل عليها سلتيك في رحلاته خارج قواعده، جاءت ضد العملاق الإسباني عام 2004 عندما كان لينون لاعب وسط في صفوف الفريق، وقال المدرِّب الايرلندي الشمالي: "لا أقول أننا سنُسْحَق هناك، سنحاول تحقيق بعض الأمور لكننا نُدرك صعوبة المواجهة". وتبدو المباراة الثانية بين سبارتاك موسكو وضيفه بنفيكا على ملعب "لوجينكي" محطَّة حاسمة لطرفيها، إذ يدخلها الأول برصيدٍ خالٍ من النقاط فيما يمتلك الثاني نقطة واحدة فقط. وسيدافع الحارس الثالث أرتيم ريبروف عن شباك سبارتاك موسكو في المباراة، وذلك بعد استبعاد سيرغي بيسياكوف بسبب إصابة في القدم، كما يعاني الحارس الأول أندريه ديكان الذي شارك في المباراة الأولى أمام برشلونة من إصابة في الكتف. يونايتد للتعزيز وغلطة سراي للعودة سيكون مانشستر يونايتد الإنكليزي بطل عام 2008، أمام فرصة الابتعاد في الصدارة عندما يستقبل سبورتينغ براغا البرتغالي على ملعب "أولد ترافورد" بعد تحقيقه انتصارين على التوالي. واستعدَّ يونايتد، الذي خرج من الدور الأول الموسم الماضي، جيّداً لهذه المباراة بفوزه على ستوك سيتي (4-2) في الدوري، لكن أداء "الشياطين الحمر" هذا الموسم مازال مقلقاً لمدرِّبهم الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون الذي قال: "لا تزال بداية مبارياتنا سيئة في أول 20 دقيقة، تلقّينا هدفاً مبكِّراً أمام فولهام وتوتنهام وستوك، نصعِّب الأمور دوماً على أنفسنا". وكان براغا عاد بفوز لافت من أرض غلطة سراي التركي (2-0) في الجولة الماضية بعد أن سقط أيضاً بشكل مفاجئ على ملعبه أمام كلوج الروماني (0-2) في الجولة الأولى. ويلتقي غلطة سراي التركي متذيّل ترتيب المجموعة بلا نقاط مع ضيفه كلوج الروماني (3 نقاط)، وتعدّ المباراة فرصة أخيرة لفريق المدرِّب الشهير فاتح تريم إذا ما أراد الإبقاء على فرصته بالمنافسة في المجموعة.