دعت موسكو، أمس، إلى البدء بعملية انتقالية سياسية في سوريا، مؤكدة رفضها أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية، فيما أعلنت واشنطن أنها تدقق في تقارير عن وجود مخزون من مادة "اليورانيوم" المشع لدى دمشق، وكشفت سويسرا أنها تقدمت بطلب لمجلس الأمن الدولي، مرفق بعريضة وقعتها 52 دولة، لإحالة شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم المرتكبة في سوريا، وسط معارك وقصف في مناطق سورية عدة، ومحاولات جديدة للمعارضين للسيطرة على مطارين عسكريين في حلب . وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "برأينا أن الأولوية هي لوقف فوري لكل أعمال العنف وإراقة الدماء، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى السوريين بمن فيهم النازحون واللاجئون" . وأضافت أنه يجب إطلاق عملية انتقالية سياسية في سوريا بلا تدخل خارجي . وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن واشنطن تدقق في تقارير عن امتلاك سوريا كميات من اليورانيوم، وأضافت "نحن على علم بتلك التقارير، وسنستمر في العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونحمل النظام السوري مسؤولية امتلاك هذا النوع من المخزونات" . وأعلن وزير خارجية سويسرا ديديه برخالتر في مقابلة مع شبكة التلفزيون الرسمية "تي .أس .آر"، أن سويسرا سترسل غداً (الاثنين)، إلى مجلس الأمن الدولي، عريضة وقعتها 52 دولة تطالب بإحالة شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم المرتكبة في سوريا . وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من خطورة وقوع مخزون الأسلحة الكيميائية السورية في "الأيدي الخطأ"، مؤكداً استعداد بلاده للتعامل مع أي طارئ . وقال الملك عبد الله في مقابلة مع مجلة "لونوفيل اوبسرفاتور" الفرنسية، نشرت وكالة الأنباء الأردنية نصها، "كان الأردن أول دولة تحذر من خطر الأسلحة الكيماوية، والخوف الأكبر هو ما يمكن أن يحدث لو وقعت مخزونات هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ"، وأضاف "مسؤوليتنا هي الاستعداد لأي من أحوال الطوارئ هذه، ليس فقط لأن الأردن يشترك مع سوريا بحدود طويلة، بل لأنه من حق شعبنا الأردني أن نكون جاهزين لضمان سلامته، وهي أيضا مسؤولية المجتمع الدولي" . وتابع "أعتقد أن استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي طرف سوف يقلب الأمور ويغير قواعد اللعبة، ما يستدعي استجابة دولية فورية" . وحول رأيه بالمدة التي يستطيع فيها النظام السوري الصمود، قال الملك عبد الله "من الناحية العسكرية لا أرجح سقوط النظام السوري بعد"، وأضاف "لكن يمكن للمرء أن ينظر أيضاً للأمر من زاوية اقتصادية من حيث احتياطيات البنك المركزي والقدرة على توفير المواد الغذائية ومشتقات الوقود، فعندما ينفد المال والغذاء والوقود من نظام ما فتلك هي النهاية حتى لو توافرت له إمكانيات عسكرية قوية" . من جهتهم، قال نشطاء، أمس، إن المعارضة السورية المسلحة تسعى للسيطرة على مطاري منغ والنيرب العسكريين في حلب (شمال)، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عمليات قصف ومعارك عنيفة دارت في ريف دمشق .