دعا الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان"، الذي يزور اليمن حاليا، الدول العربية إلى الاستفادة من الحوار الوطني الذي يجرى في اليمن، والذي قد يكون سبيل الشعوب العربية للنهوض من جديد وعبور مأزق المرحلة الانتقالية. ولفت فريدمان - في مقاله الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني أمس الأحد- إلى أن اليمن قد يكون البلد الوحيد في دول الربيع العربي الذي شهد العملية السياسية الأكثر تفرداً في مرحلة ما بعد الثورة. وأضاف فريدمان: "اليمن استطاع النجاح فيما فشلت فيه جميع بلدان الصحوة العربية، حيث بدأ حوار وطني جاد واسع النطاق، شمل كل الفصائل السياسية المختلفة، والأحزاب الجديدة، والشباب، والنساء، والإسلاميين، والقبائل، الشماليين والجنوبيين، حيث تعرف كل منهم على الآخر حرفياً في غضون ستة أشهر من المحادثات قبل صياغة الدستور الجديد وإجراء انتخابات رئاسية" وأشار فريدمان إلى أنه على الرغم من انتشار السلاح في اليمن، إلا أن الاحتجاجات اليمنية قد تكون توجت في نهاية المطاف بالحوار الوطني الأكثر شمولا، مع قلة الإصابات نسبيا حتى الآن، بل إن اليمن يعد بمثابة تذكير للثوار السوريين بأن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قد يتطلب سلاحاً أفضل. ونوه فريدمان إلى أنه بالرغم من مشاركة كل الطوائف اليمنية في الحوار الوطني، فإنه لايزال هناك بعض المشاركين في الحوار يشعرون بالقلق من أن بعض الأحزاب القديمة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، قد تعمل سراً على حشد الأصوات في الشوارع للفوز في الانتخابات الرئاسية من أجل الهيمنة على الحكومة المقبلة. ومن أجل تعزيز ودعم الصحوة العربية اختتم الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان" مناشدًا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضرورة الإشادة بالنهج اليمني، مشيراً إلى أنه برغم أن ثمار هذا النهج لن تأتي سوى على المدى الطويل، فآثار 50 عامًا من الإفراط في استغلال المياه في اليمن والتربة يمكن أن تطغى حتى على السياسة الأفضل في الوطن العربي، إلا أن ما قام به اليمن يعد السبيل الوحيد لأي من دول الصحوة العربية والتي تأمل تحقيق عملية الانتقال الديمقراطي باستقرار.