"حب الشهرة والظهور وعلاقته بالآخرين من طبيعة النفس البشرية ولا اعتراض على ذلك، ولكن التعلق بالمشاهير ووضعهم في مناصب مقدسة لا يمكن المساس بها، فهو مرض يدخل ضمن فئة الإختلالات النفسية لما يسمى ثنائي القطبية". هذا ليس كلاما من صياغتي، وإنما هو تقرير نشرته الجمعية الأميركية للطب النفسي، حيث يتحدث هذا التقرير عن تشخيص مرض ثنائي القطبية الذي ينطوي على حلقة هوسية ويمكن علاجه بالتشخيص الناس، ويعد أكثر الناس الذين سيعانون ثنائي القطبية من المشاهير وعشاقهم المهووسين بهم. وقد وجدت أنه من المناسب سرد هذا التقرير في تفاصيله المثيرة التي ربطتها وكالة محيط الإخبارية بتعاليم الإسلام الحنيف، خصوصا أننا نلاحظ في يوروسبورت عربية، أنه وعند نقل أخبار مترجمة من مصادرها كتلك التي تتعلق بمغامرات رونالدو العاطفية أو قضايا مالية وضريبية تعرض لها ميسي مؤخرا، وهي أخبار تنقلها كافة وسائل الإعلام الأجنبية فإن بعض القراء يجدون أن هذه الأخبار موجهة ضدهم ويبدؤون بالدفاع بطريقة عنيفة وكيل الاتهامات والتحقير والسب والشتم. ويقول التقرير أن المشكلة هي كون هذه "الظاهرة في النفس البشرية وتصيب صاحبها بالمغالاة وتحقير الآخرين وازدرائهم، فعند ذلك يصبح مرضاً مستفحلاً في النفس إن لم يتداركه صاحبه ويتابعه، فإن هذا المرض قد يهلكه، وكثيراً ما يصيب هذا السلوك المشين الطلاب وصغار السن، فتجده في مجالسه أمام الآخرين يذكر أمجاد نجومه وكأنها أمجاده الشخصية". وتؤكد الأبحاث أن الذين يعانون من ثنائي القطبية ربما لديهم اختلال في بعض المواقع الكيميائية المهمة في الدماغ وتسمي النواقل العصبية، مثل (النورابينبفرين، والسيروتونين، والدوبامين، وكل واحد منهم يلعب دورا مهما في المزاج والمشاعر الإنسانية)، ويرافق ذلك النهم العصبي ويتبعه اضطراب في الحركة والرهاب الاجتماعي. ووفقا لرجال دين وطب نفسي عرب فإن الإصابة بأمراض حب الشهرة والظهور وتقليد المشاهير وإتباع فئة بعينها دون غيرها من شرائح المجتمعات، خاصة لاعبي كرة القدم، بين الشباب هو من الأمراض الاجتماعية الخطيرة المؤثرة على استقرار المجتمعات العربية. يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش -رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف- أن حب الشهرة والمشاهير وتقديس هؤلاء المشاهير بشكل غير قابل للنقاش من الإمراض الدخيلة على نفسية المسلم السوي، المحب لله ورسوله، وقد ورد في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لبس ثوب شهرة من الدنيا ألبسه ثوب مذلة يوم القيامة". ولا ينكر علماء النفس وشيوخ الدين أن الإسلام الحنيف يحث على الاحترام والتوقير والإعجاب بأصحاب المنازل الرفيعة والهمم العالية ولكن دون تفريط إلى درجة الحب المفرط الذي يقود الإنسان إلى الوقوع بالكفر في الاعتقاد في نبوة البعض أو أن يعتقد في حب شخص ويصل به هذا الحب إلى الاعتقاد في عدم جواز وقوع من يحب هذا ويكون – من المشاهير- في الخطأ. ويختم الأطرش قائلاً: "كم من حوار علمي أفسده حب الشهرة والظهور والتعالي على الآخرين، وكم من فرد ارتكب الحرام لأجل الشهرة وحب الظهور، وكم من إنسان قال باطلاً وأشعل فتنة بسبب حب الظهور والشهرة". وأخيرا.. أحببت نشر هذه المقتطفات ليس لهدف بعينه وإنما لتذكير الجميع بأن نجوم كرة القدم، ومهما بلغت محبتنا لهم، هم في النهاية بشر يخطئون، وعلينا أن نأخذ منهم ما هو جميل ونعي ونترك عنهم ما هو قبيح.. والله من وراء القصد.