رصاصة دولية قادمة لنعش الكرة اليمنية بهيان: اتحاد القدم تسرع وله 400 وليس 900 مليون شيباني: عقوبات تنتظر الكرة اليمنية وتوجيهات الوزير يعرقلها الصندوق شرف محفوظ: رئيس الاتحاد لا تهمه سمعة اليمن النونو: قرار الاتحاد سلبي يؤثر على الرياضة اليمنية حضرت شياطين الخلافات والمماحكات الشخصية وغابت ملائكة العمل من أجل المصلحة العامة .. هكذا هو حال كرة القدم اليمنية المهددة بعقوبات دولية قادمة ستكون بمثابة رصاصة رحمة في نعشها اتحاد كرة القدم يغتال اللعبة بصورة تدريجية وبطعنات تلو الأخرى جهاراً نهاراً وتدعو الجميع للمشاركة في تشييعها، وسط صمت رئاسي وتجاهل حكومي مريب .. وفي ظل وزارة الشباب والرياضة ضعيفة في شخصيتها لدرجة أنها فقدت نفوذها القانوني وفشلت في المهام المناطة بها حتى أنها لم تستطع انتزاع حقوق الرياضيين من بين مخالب وزارة المالية. اتحاد القدم عطل النشاط الداخلي والمشاركات الخارجية وكان هذا الإجراء بالنسبة له قرارا أو منجزا تاريخيا (بالفعل تاريخيا أسود) ما أثار استنكار وغضب الوسط الرياضي. "اليمن اليوم الرياضي" حقق في هذا الموضوع مع رموز من قيادات الوزارة والاتحاد والفنيين واللاعبين. اليمن اليوم الرياضي.. تحقيق / إبراهيم الحجاجي طرقنا في البداية باب وزارة الشباب والرياضة -المتهم الأول- فتحدث وكيل أول وزارة الشباب والرياضة عبدالله بهيان قائلا: "اتحاد كرة القدم تسرع بهذا القرار وكان ينبغي أن يراعي بعض الظروف"، مبيناً أن الوزارة تصرف للاتحاد مبلغ 30 مليون ريال شهرياً للنشاط الداخلي و250 مليون ريال سنوياً، مع ذلك هناك مبلغ ملياري ريال عهد على الاتحاد لم يصفَّ منها إلا القليل، بالإضافة إلى مستحقات المدربين تصل إلى 70 مليون ريال لم تصرف حتى الآن. 400 وليس 900 مليون وفيما يتعلق بتحميل الاتحاد للوزارة قرار التعليق بسبب تعثر المستحقات المالية لدى الأخيرة يضيف بهيان "الاتحاد يدعي ب900 مليون ريال كمستحقات يطالب بها الوزارة والحقيقة بعد أن تم تشكيل لجنة للفحص والتحقق لم يصح سوى 400 مليون ريال وهي متراكمة وليست كلها من الإدارة الحالية للوزارة". وينبه وكيل أول الاتحاد العام لكرة القدم كونه يدرك حقيقة ما سيترتب على هذا القرار من عواقب وخيمة للكرة اليمنية وشباب الوطن بشكل عام. وزارة المالية السبب أما أمين عام اتحاد كرة القدم الدكتور حميد شيباني فيؤكد أن قرار التعليق جاء بسبب تعثر صرف المستحقات المالية وعلى إثرها لن يستطيع الاتحاد إقامة أي نشاط داخلي أو خارجي، وأن الاتحاد اتفق مع الوزارة على 30 مليون ريال شهرياً للنشاط الداخلي وإلى الآن لم تصرف لشهري يونيو ويوليو، بالإضافة عدم صرف 28 مليون ريال مستحقات منتخب البراعم الذي شارك في البطولة الآسيوية نهاية فبراير بداية مارس الماضيين وحصد المركز الثالث، رغم وجود توجيهات خطية من الوزير إلا أنها تُعرقل في صندوق النشء والشباب. وحول مبلغ ال39 مليون ريال يقول شيباني: "نحن فهمنا أن هذا المبلغ منحة من الوزارة لأنهم لم يشعرونا على أي أساس صُرف هذا المبلغ ولم يكن هناك أي تنسيق من قبل الاتحاد لصرفها ولم نكن نعلم أنها صُرفت من المبلغ المعتمد للدوري". شيباني أوضح أيضاً أن وزارة المالية هي من تعيق صرف المستحقات مع ارتباطها مع وزارة الشباب وذلك بسبب عدم تصفية الاتحاد لعهدة مبلغ 260 مليون ريال، مؤكداً أنه تم تصفية الكثير منها وخلال الأسبوع القادم سيتم تصفية ما تبقى وربما تُحل الإشكالية بشكل نهائي. أما ما سيترتب من عواقب بسبب قرار الاتحاد اعترف شيباني بعقوبات تنتظر كرة القدم اليمنية خاصة بعد سحب قرعة منتخبي الشباب والناشئين في البطولة الآسيوية القادمة .. وقد تكون هذه العقوبات من قبل الشركات الراعية، لكنه أكد أنه مسافر لبحث وحل الموضوع مع أمين عام الاتحاد الآسيوي. مبررات تعكس فشل الاتحاد وحول انعكاسات قرار الاتحاد على الكرة اليمنية ومستقبلها وخاصة الجانب الفني يقول المدرب ونجم المنتخبات الوطنية سابقاً الكابتن شرف محفوظ: "تعليق النشاط المحلي والمشاركات الخارجية أعذار واهية تبرر فشل مسئولي الاتحاد وهم يعرفون جيداً المردود السلبي والمدمر لكرة القدم اليمنية بهذا الإجراء، ويعرفون أيضاً أن هناك عقوبات دولية تنتظر الكرة اليمنية، وبدلاً أن يبذلوا جهوداً لرفع الحظر المفروض على الملاعب اليمنية زادوا الطين بلة بهذا الإجراء". واعتبر أن اتحاد العيسي يسير في اتجاه العنجهية والتسلط وأن رئيس الاتحاد لا يهمه سمعة أو مصلحة الوطن كونه أصبح متسلطاً على مفاصل اللعبة ومتنفذاً على قراراتها بضخه الأموال لشراء ذمم الكثير من الأندية، لذلك يرى شرف أن العيسي سيفوز في أي انتخابات قادمة للاتحاد مهما كان المنافس والضحية الكرة اليمنية وسمعتها.. مؤكدا أن هذا الانتقاد ليس استهدافاً لشخص العيسي وإنما استياء من منظومته الفاشلة. وفي ظل هذا الوضع الذي تعيشه الرياضة اليمنية يستغرب محفوظ من الصمت الرسمي وتجاهل الرياضة حتى في مؤتمر الحوار الوطني الذي يتطلع الشعب لأن يحل كافة مشاكل اليمن دون استثناء، معتبرا ذلك دليل عدم فهم المتحاورين لقيمة الرياضة وأهميتها وأنها أصبحت مرآة الشعوب ومتناسين أن الرياضة وحدت اليمن قبل السياسة، وأن مباراة بين الأرجنتين وبريطانيا حلت مشكلة جزر فوكلاند. قرار سلبي تأثر اللاعب اليمني والرياضة اليمنية بشكل عام بهذا القرار يتحدث عنه قائد المنتخب الوطني سابقا وأهلي صنعاء النجم الكبير علي النونو قائلا: "هذا القرار سيؤثر سلباً على شريحة كبيرة من الشباب والرياضيين على وجه الخصوص، كون تعليق الأنشطة سيضطر الأندية لإيقاف أنشطتها لأنها تصرف أموال على مدربين ولاعبين والأنشطة متوقفة ووضعها المادي في هذا الحال لا يسمح لها بالاستمرار، ما يؤدي إلى عزوف اللاعبين عن ممارسة الرياضة الأمر الذي سينعكس سلباً على مستواهم ومستوى الرياضة اليمنية بشكل عام". ويؤكد النونو أن هذا القرار لن يفيد الاتحاد ولا الوزارة بل يؤثر على الرياضة اليمنية وسمعتها لأن سمعة أي بلد تبدأ من الرياضة وسيأخذ الآخرون عنا نظرة سلبية، لذلك يرى النونو أنه من المفترض أن تجلس الوزارة مع الاتحاد على طاولة واحدة لسرعة حل هذه الإشكالية، والابتعاد عن أي خلافات تضر بالمصلحة العامة، قبل أن يتسبب في عقوبات دولية الكرة اليمنية لم تعد تحتمل أكثر مما هي عليه. النونو استنكر تجاهل الجهات الرسمية لقضايا الرياضة وعدم إعطائها مساحة في مؤتمر الحوار الوطني، وقال: "كنت أتمنى أن يكون لاعبا أو رياضيا ضمن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني لطرح هموم ومعاناة الرياضة اليمنية على طاولة مؤتمر الحوار".