يمكن إعتبار المرحلة التي تمر بها الكرة السعودية، بأنها الأسوأ على الإطلاق، في ظل الإخفاقات المتتالية للمنتخبات والأندية في البطولات القارية والعالمية. ومنذ بلوغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم 2006 في المانيا للمرة الرابعة على التوالي، بدأت حقبة جديدة من التراجع لم يسبق لها مثيل منذ دخول الكرة السعودية عصر الإحتراف. ويدرك الكثيرون أن المخاض التي تمر به المنتخبات والاندية يحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة من أجل إعادة البناء، بعد إعتزال جيل كامل من أبرز اللاعبين الذين مرّوا على الكرة السعودية، وساهموا في قيادتها إلى مصاف العالمية، ويكفي الدلالة على ذلك بلوغ الاخضر الدور الثاني من المشاركة الاولى في مونديال 1994. ولم يتوقف الإخفاق السعودي عند التأهل إلى نهائيات كأس العالم، بل تعداه إلى خروج من الدور الاول من التصفيات كما حدث في التصفيات الحالية لمونديال 2014، وترافق ذلك مع الخروج من الدور الاول للمرة الاولى في تاريخ الكرة السعودية في نهائيات كأس آسيا2011. ولم تعد بطولات الخليج والعرب تشهد ذلك المنتخب الذي يفرض نفسه مرشحاً للفوز، بعدما كان رقما صعبا على منصات التتويج. وشكلت نهائيات كأس العالم 2006 نقطة تحوّل سلبية، ولم يستطع ستة مدربين تعاقبوا على تدريب الاخضر منذ ذلك الحين، وآخرهم الهولندي فرانك ريكارد، من إعادة البريق المفقود، حتى بلغ المنتخب أسوأ مركز له في التصنيف العالمي للإتحاد الدولي لكرة القدم وهو 113 عالمياً. وبعد خسارته المباراة النهائية لكأس آسيا 2007 أمام العراق، كانت المشاركة بعد أربع سنوات كارثية، وخرج المنتخب من الدور الاول بثلاث هزائم أمام اليابان والأردن وسوريا، ثم فشل في فرض وجوده في ثلاث بطولات لكأس الخليج أعوام 2007،2009،و2010،حتى ان بطولة كأس العرب التي استضافها هذا العام، خرج من الدور نصف النهائي على يد ليبيا. وباستثناء بعض الإنجازات لمنتخبات الفئات السنية، لم يحرز المنتخب السعودي أي لقب منذ العام 2004، ولولا الإنجاز الذي حققه منتخب الإحتياجات الخاصة بتتويجه بطلاً للعالم عامي 2006 و2010، لكانت الكرة السعودية غائبة عن الخارطة. وانعكس هذا التراجع على الأندية، فكان اللقب الآسيوي الذي أحرزه الإتحاد عام 2005 هو الأخير على الصعيد القاري، وتلاشت الآمال بالعودة إلى الإنجازات بعد خسارة الأهلي المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا أمام أولسان الكوري بثلاثة أهداف نظيفة يوم السبت الفائت، لتبقى الأندية السعودية بلا ألقاب خارجية منذ العام 2008 حين توج الأهلي الالهلي بطلاً للخليج. ولم تؤد التغييرات الإدارية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والإتحاد السعودي لكرة القدم، والتي كان أبرزها تنحّي الامير سلطان بن فهد وتولي الأمير نواف بن فيصل المهمة، في إحداث خرق في جدار التراجع المخيف، حتى بات تصنيف الكرة السعودية في مركز لا يليق بأقوى دوري عربي، وباتت دول عربية مثل السودان، العراق، الكويت، قطر، لبنان، عمان، الأردن، مصر، ليبيا، تونس، المغرب والجزائر تتفوق في تصنيفها على المملكة. ويبقى القول إن الفرصة لبداية العودة ستكون ابتداء من بطولة غرب آسيا في الكويت الشهر المقبل، وبطولة كأس الخليج التي ستقام في البحرين في الخامس من يناير من العام المقبل.