لا أدري لماذا جالت بي الخواطر مستذكراً قول الواعظ الشهير أبو معاذ الرازي "وغير تقي يأمر الناس بالتقى ** طبيب يداوي الناس وهو عليل" حين تابعت ردود الأفعال المختلفة عقب حادثة طلب المساعدة السعودية التي تقدم بها عدد من زملاء المهنة خلال بطولة كاس العرب الأخيرة . ومبعث التذكار وأساس الرجوع للبيت الشعري السابق أن البعض من الزملاء تناول الحادثة كل من زاويته، فالبعض أخذها للتندر والسخرية والآخر للترصد وحب التشفي لحسابات خاصة وغيره من باب "حب" الأنا فأسهب وأطنب في الحديث عن الأخلاق والقيم وسمعة الإعلام والبلد وساق الكثير من عبارات "العتب" في كلام ظاهره "الحرص" وباطنه خدمة شخصه لأنه يرى نفسه وحيد "الزمان" ونادرة "المكان" وبركة الوقت وغيره ناقص وعليه ملاحظات ومآخذ. لا اقر الزملاء على فعلتهم "المسيئة" ولا ألتمس لهم الأعذار ولا اقبل أن يشوه أحدهم سمعة الإعلام والوطن، بل أطالب بمحاسبتهم متى ما ثبت ذلك عليهم !! لكن أن يستغل البعض الحادثة ويشبعها لطم وضرب وكأن هؤلاء الأربعة هم فقط من أساءوا لسمعة الأعلام اليمني والبقية "مثاليون" لا يأتيهم الباطل ولا يعتريهم النقصان " أخلاقهم فاضلة ومعاملاتهم راقية ومواقفهم مشرفة" فتلك هي الفرية والمغالطة "الفجة"وأقبح شيئا أن يرى المرء نفسه في طبقات الجو وهو وضيع. أعرف كما يعرف غيري أن الإساءة والتشهير لا تتوقف عند ما فعله "الأربعة" فقط !! فمن يعاقر الخمر ويقضي الليالي في أحضان الملهيات باسم التمثيل الخارجي وقبل ذلك يتسول "السفريات" ويجعل المهنة مجرد تكريم "وعطيات" ويمارس القبح ويعمل على تزييف الواقع مقابل حفنة ريالات فهؤلاء جميعا يسيئون أيضا للإعلام اليمني والبلد عموماً. وبالتالي ليس من "الحكمة " أن يرى الشخص نفسه فوق الجميع وأعلى من الكل لأن الأخلاق والمثالية والصدق والأمانة ليس دعاوي ومظهره أو شعارات وفشخره ، ولكنها قول وفعل وممارسة وسلوك وترجمة وعدا ذلك قبض للريح وحصاد للهشيم. أدرك أن النفس البشرية تغالي في وزنها وقيمتها ودورها وبالمقابل تزدري من الآخرين وتنتقص من قدرهم فلا يرى ألا نفسه، فيلبس ثياب الوعاظ !! وليس بواعظ ، يمتطي صهوة الفرسان!! وليس بفارس، يظن أنه يكتب الدرر والحكم وليس بكاتب !! مشغول بعيوب الآخرين متناسيا نفسه وطوبى لمن كان حاله "العكس" فمتتبع العيوب "كالذباب" لا يقع ألا على الجرح فينخر فيه ليزداد ألما. وددت لو أن البعض كتب لأجل النصيحة وابدأ الرأي، فما أجمل الكلمات حين تكون نابعة من القلب شعارها الإصلاح وهدفها التقويم ومضمونها معالجة الخطأ وقطع دابر المسيئات وليس التشهير وتصفية الحسابات لأن الكلمة أو العبارة لما لم تكن مفيدة وذات قيمة تغدو فارغة ليس لها في أركان المبنى ولا جدران المعنى شيئاً فتهوي بها الريح في مكان سحيق.